خلافات تعصف بلجنة التفاوض الشمالية الجنوبية في اليمن
تصاعدت حدة الخلاف بين مكونات الحوار الوطني في شأن النتائج التي توصلت اليها مفاوضات مستقبل الدلة التي يديرها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في إطار لجنة الــ 8+8 المؤلفة من الشمال والجنوب? بعد انسحاب كتلة أحزاب التحالف الوطني التي يقودها الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جلسات اللجنة احتجاجا على ما سمته مفاوضات انفصالية.
ورأس المبعوث الأممي الاثنين لجنة الــ 8+8 التي قالت الأمانة العامة للمؤتمر أنها بحثت في ضمانات وحلول القضية الجنوبية التي ستمهد الطريق لتحديد شكل الدولة” مشيرة إلى أن النقاشات” أحرزت تقدما ملحوظا في التوافق على مسودة وثيقة الأسس والمبادئ والضمانات التي ستشكل إطارا للحل العادل والتوافقي للقضية الجنوبية” .
ولم تفصح الأمانة العامة للحوار الوطني عن تفاصيل في شأن المسودة التي قالت إن اثنين من بين أعضاء اللجنة الــ 8+8 تحفظوا عن بعض بنودها? وأكدت أن أعضاء اللجنة اتفقوا على عقد جلسات تشاور أخيرة مع الهيئات القيادية لأحزابهم قبل الالتئام في جلسة أخيرة للمصادقة على هذه المسودة”.
وينتظر أن تصاغ في ضوء هذه المسودة سائر قرارات الحوار الوطني المتعلقة ببناء الدولة والنظام السياسي والجيش والعدالة الانتقالية? ويتوقع أن تحال على فريق القضية الجنوبية لإقرارها جزءا من الوثائق التي سيصوت عليها في الجلسة الختامية للمؤتمر.
مكونات معارضة
في غضون ذلك? أعلن حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الرئيس السابق رفضه الوثيقة المعروضة على لجنة الــ 8+8 وأعتبرها خروجا عن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأكد أن هذه الوثيقة ستعمل على تمديد الأزمة ولن تحل مشكلات اليمن سواء في الشمال أو الجنوب.
وجاء هذا الموقف بعد ساعات من تقديم رئيس كتلة أحزاب التحالف الوطني الدكتور يحيى الشعيبي رؤية هذه الأحزاب حيال المفاوضات الجارية في لجنة لــ8+8 ? والتي أكدت رفضها “التفاوض كطرفين شمالي وجنوبي بل كمكونات سياسية مجتمعيه وعدم التفاوض على وحدة اليمن لأنها من الثوابت لدى هذه الأحزاب”.
وأبلغ الشعيبي رئاسة مؤتمر الحوار” عدم التنازل عن مضامين ونصوص المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن التي أكدت على وحدة واستقرار وتمسك هذه الأحزاب بدولة اتحادية من عدة أقاليم ولن نحيد عن هذه الرؤية ونطالب رئاسة الفريق لموافقة عليها”.
قوى مناهضة
وكانت جلسة لجنة الــ8+8 المنعقدة الأحد مخصصة لتوقيع وثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية? غير أن التوقيع تعذر نتيجة انسحاب كتلة أحزاب التحالف الوطني? احتجاجا على ينود الاتفاقية التي تقترح هيئة تأسيسية وطنية تحل محل مجلس النواب وإقرار ترتيبات للانتقال إلى دولة اتحادية من إ?َقليمين شمالي وآخر جنوبي المحافظات التي كانت تقع ضمن دولة الجنوب السابقة والتعامل مع هذا الإقليم وحدة سياسية واحدة وأن يحصل على 50 في المئة من سلطات الدولة الاتحادية.
وحملت أحزاب التحالف الوطني الديموقراطي للمرة الأولى على المبعوث الأممي جمال بن عمر وأكدوا رفضهم تدخله المباشر في الإشراف على عمل لجنة الـــ 8+8 واعتبروا تشكيل اللجنة مخالفا للائحة الداخلية لمؤتمر الحوار.
وصرح الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أن الوحدة اليمنية خط أحمر ولا يملك أحد حق التصرف فيها باعتبارها ملكا للشعب اليمني كله.