الحوثيون يوجهون رسالة تحذير لمشائخ العصيمات
في عام 2004م كان الحوثيون عبارة عن مجموعة أفراد يمكن عدهم بأصابع اليد.
وفي 16 اغسطس من عام 2010 هاجم الشيخ حسين الأحمر مدينة حوث بثلاثة ألف مسلح ثم حشدهم من مختلف مديريات حاشد في رد فعل عنيف من أحد مشائخ العصيمات ضد مدينة حوث التي قيل حينها أن أحد أنصار الحوثيين مختفيا?ٍ فيها وقد عبث المسلحون بمدينة حوث ومنازلها? ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يستطيع الشيخ حسين الأحمر أو غيره من مشائخ العصيمات تكرار ذلك الفعل المرعب حاليا?ٍ
الجواب حتما?ٍ لا لأن موازين القوى تغيرت سياسيا?ٍ وميدانيا?ٍ فالقوى القبلية ظلت تعمل بنفس آليتها السابقة.. تجمع الناس حولها باستخدام اساليب التجهيل فيما أصبح الحوثيون هم القوة الصاعدة الأكثر تنظيما?ٍ وتخطيطا?ٍ على مستوى الساحة اليمنية كلها ولم يعد أحد بمقدوره أن يتجاوز هذه القوى في أي حلول أو تسويات سياسية قادمة ومن يظن غير ذلك فهو واهم ولا يجيد قراءة الواقع بطريقة صحيحة.. ومثلما استطاعت هذه الجماعة تنظيم نفسها ميدانيا?ٍ فأنها استطاعت أيضا?ٍ تحديث نفسها فكريا?ٍ وثقافيا?ٍ ومدنيا?ٍ وليس أدل على ذلك تلك الرؤى المختلفة التي يقدمها فريقها العامل في مؤتمر الحوار الوطني وتنال رضى الاطراف التي لا تتكأ على عداء عقائدي أو طائفي مع الجماعة.
مساء الأثنين الماضي شهد مواجهات مسلحة بين أنصار الحوثي واتباع الشيخ الأحمر ولولا أن الزمن قد طوى أعوام مغايرة لعام 2010م الذي شهد أحداث حوث لقام مشائخ العصيمات بحشد مسلحيهم وغزو مران بجحافلهم القبلية وعبثوا بها كما عبثوا في حوث سابقا?ٍ لكن ذاك زمنا?ٍ قد أنقرض وتلك أيام قد أفلت ولكل مجتهد نصيب وشتان بين ما تشهده صعدة من خطى حثيثة نحو تثبيت الأمن والاستقرار وما تشهده عمران من فوضى اجتماعية وأمنية.
وفي مواجهات ليل الأثنين الماضي سقط قتلى وجرحى في اشتباكات اندلعت مساء الاثنين وانتهت صباح الثلاثاء من الأسبوع الماضي في محافظة عمران .
وذكرت المصادر: أن اشتباكات اندلعت مساء الاثنين بين الحوثيين ومسلحين آخرين من أتباع الشيخ القبلي النافذ? صادق الأحمر? على خلفية نزاع على أرض واقعة بين “القفلة” و”العشلة”? شمال محافظة عمران.
وأوضح المصادر أن الاشتباكات استمرت حتى صباح الثلاثاء? مؤكدة أن الحوثيين وجهوا رسالة شديدة التحذير الى الشيخ الأحمر حين استطاعوا الوصول الى منطقة “دنان” التي يقع فيه منزل يملكه الشيخ الأحمر? المحسوب سياسيا?ٍ على حزب “الإصلاح”.
وفيما قال مصدر قبلي إن الاشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى? فقد توقفت الاشتباكات إثر تدخل وساطة قبلية.
ومن الجدير ذكره أن هذه الاشتباكات بين الطرفين هي الأولى من نوعها التي تجري على أرض العصيمات فقد سعى مشائخ آل الأحمر خلال فترة حروب صعدة الستة ابعاد شبح المواجهات عن منطقتهم كما أن الحوثي تجنب أي أصطدام مباشر مع الأحمر ووجه خلافه العسكري والإعلامي نحو الدولة رغم أن أولاد الشيخ الأحمر كانوا طرفا?ٍ اساسيا?ٍ في الحرب التي تشن ضد صعدة? ووفقا?ٍ للمعطيات السابقة فإن اشتباكات الاثنين قد وضعت الشيخ صادق واخوته وجها?ٍ لوجه مع السيد عبدالملك الحوثي ولم تعد الحرب حربا?ٍ بالوكالة ? كما يؤكد المراقبون أن أي حرب قادمة سواء بين الدولة والحوثيين أو بين الحوثيين وخصوم آخرين فإن العصيمات وما جاورها ستكون ساحة لهذه الحرب.