الحوثيون.. عندما يصبحون هدفا?ٍ لعيال الأحمر..!!
17 يوما?ٍ تفصلنا عن آخر يوم في حياة مؤتمر الحوار الذي يلفظ أنفاسه منذ تدشينه ? والدولة لم تبسط نفوذها بعد في محافظة صعدة ? آلاف الأطفال والنساء لم يتم قلتهم بعد أو تدمير نفسياتهم وترويعهم لتعلن الدولة عن كيانها ? وعشرات الآلاف من أبناء المحافظة حوثيون حتى النخاع ? تجري في عروقهم ثقافة الممانعة والرفض للتدخلات الأمريكية ومشاريع واشنطن العسكرية في اليمن..? مخاوف حميد الأحمر وبعض أشقائه تتصاعد يوما?ٍ تلو آخر ? فالشعار “الصرخة” المناهض للهيمنة الأمريكية يتمدد كل يوم لينغرس ثقافة?ٍ سلمية في نفوس عشرات الآلاف من أبناء محافظات يمنية أخرى غير صعدة..? لهذا يصر السبأ.. عفوا?ٍ .. الشيخ حميد الأحمر ? على أن تبسط الدولة نفوذها في صعدة ليتوقف القلق الأمريكي..? عشرات الآلاف ممن يرفعون الشعار في صعدة وإب “الرضمة” يجب محوهم مع نسائهم وأطفالهم دون مراعاة لأي أعراف أو تقاليد قبلية أو قيم أخلاقية أو إنسانية أو حتى أدنى احترام لشعارات أدعياء الديموقراطية وحقوق الانسان والحريات وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير وحرية ممارسة المعتقد ? ذات الحرية التي تعطي أمريكا الحق غير المشروع في التدخل عسكريا?ٍ في الشأن السوري ? وترفع شعار الموت للشعب السوري بطيرانها وصواريخ بارجاتها ? وتعطيها الحق في قتل من تشاء فعلا?ٍ من أبناء اليمن بطائرات بدون طيار تحت مبررات كاذبة وذرائع ملفقة مايسمى بـ”مكافحة الارهاب”..
لكنها حرية خاصة بحميد الأحمر وأوباما ? وليس للحوثيين أو غيرهم حق في ممارستها لأنهم حقا?ٍ لايمتلكون مقومات اقتصادية عملاقة أو عسكرية بدون قيم أو روادع تضاعف دوافعهم وجشعهم اليومي لنهب الثروات النفطية ? والبسط على السلطة والتلاعب بالقرار السياسي وبمصير أكثر من 25 مليون مواطن..
شعار الموت الذي يرفعه حميد ومليشياته لأبناء صعدة ? صار معتقدا?ٍ يمارسه الأمريكيون والمرتزقة المأجورون من القتلة والمليشيات الغادرة ضد من يرغبون في تصفية حساباتهم معه من أبناء اليمن حتى ولو كانت حسابات سياسية أو استحلابا?ٍ لنهود قوى خارجية ليس من شأنها أن يتحقق لليمن أمن واستقرار ? أو أن يحظى اليمنيون بمختلف طوائفهم الدينية بفرصة للتحاور الثقافي والتقارب وصولا?ٍ إلى التعايش السلمي ? وردم الفجوة القائمة بين المذاهب والطوائف الدينية بمختلف مشاربها..
لن أتبلى حقا?ٍ على عيال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ? لو قلت أنهم مارسوا سلوكا?ٍ ذا نزعة تسلطية ضد كل أبناء اليمن ? استمدوا منها تعطشهم لإثارة الصراعات وإراقة الدماء ? وافتعال الفتن ? ورفض وجود الآخرين طالما ذلك الوجود رهن بمواقف مناهضة أو مغايرة لمصالح “الحمران”.. أعتقد أن الشيخ الراحل / عبدالله بن حسين الأحمر ? زعلان من عياله ? لأنهم لم يرثوا منه نباهته ? وقدرته على استدراك المواقف وامتصاصها قبل انفجارها ? بقدر ما ورثوا نفوذا?ٍ أخفقوا في التحكم به ? ومن بين أصابعهم تفلت خيوطه كل يوم بشكل يولد لديهم هستيريا وغضب ضد المجتمع ينتهي إلى سلوك عنفي..
مؤخرا?ٍ اعتذرت ما تسمى بـ”حكومة الوفاق” لأبناء صعدة ? واعتبرت الحروب الست خطأ?ٍ تاريخيا?ٍ يجب ألا يتكرر ? لكن ذلك الاعتذار لم يمح?ْ حقائق أو يغير معادلات على أرض الواقع باتجاه إيجابي ? كما لن يطمس ذاكرة ست سنوات من القتل والظلم والاسترزاق بأرواح البسطاء من الناس..
أحرص في هذا المقال على إرفاق وثائق “عينة ” لتأكيد ما أطرحه.. فالجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيات مسلحة ? قال أنصارالله أنها تتبع حميد الأحمر في اتهام صريح وفريد من نوعه ? كانت سقوطا?ٍ مدويا?ٍ لأخلاق القبيلة الحاشدية ? وإرتهانا?ٍ لتفسخ قيمي رهيب ? ففي السابق ? كانت القبيلة تحترم النساء ? حتى مع القدرة على اقتناص الخصم وحده “الرجل” يغضون الطرف عنه إذا كان برفقته امرأة أو أطفال.. خلافا?ٍ لما حدث أمس الأول في منطقة “ذوعناش”.. حيث تم استهداف مسافرين بصحبتهم امرأة وطفلين ? وق?ْتلت المرأة ? فيما تعرض الطفلان لجروح عدة وحالة نفسية أليمة ستكون مزمنة ولن يتمكن الأطباء من محو آثار الجريمة من نفوسهم خاصة في ظل ما صاحب الحادث من ذعر للطفلين وصدمة نفسية هائلة نتيحة أصوات انفجار القنابل فوق أمهما الشهيدة أمام عيونهما.. هذه الحادثة ألحقت العار بكل قبائل حاشد ? الصالحين منهم والطالحين كونها خرقت أعرافهم وقيمهم وأخلاقهم..
لكن الوجه الآخر للجريمة ? أنها ليست الأولى من نوعها ? بقدر ما هي امتداد لجرائم أخرى سابقة ? واعتداءات متكررة واستهداف متعمد من قبل مسلحي وقبائل عيال الأحمر للحوثيين ? سواء كانوا حوثيين من أبناء محافظة صعدة ? او حوثيين من أبناء قبائل حاشد ? أو من محافظات أخرى..
ففي نفس يوم أمس الأول السبت ? أحرقت مليشيات مسلحة تابعة لعيال الأحمر منزلا?ٍ لأحد أتباع الحوثي في ” ظليمة حبور” ? وأصابت المالك بجراح خطيرة..
قبلها في أواخر رمضان اقتحمت هذه المليشيات منازل بعض أبناء قبيلة العصيمات في قرية “دنان” وقتلت ثلاثة منهم ? كخواتم مباركة لرمضان.. بمب