حيفا تحتفي بالكاتب د. سميح مسعود
وسط حضور?ُ واسع?ُ م?ن أهل ب?ْرقة الحيفاوي?ين? وعدد?ُ من المثقفين والأدباء من حيفا وسائر مناطق الجليل والمثلث? أقيمت أمسية?َ أدبي?ة?َ للكاتب د. سميح مسعود? بتاريخ 29-8-2013? احتفاء?ٍ بإشهار كتابه “حيفا… ب?ْرقة- البحث عن الجذور”? وذلك في قاعة الكلي?ة الأرثوذكسي?ة? شارع إسحق ساديه 32? حيفا? وقد نظ?م الحفل?ِ الهيئات?ْ التالية: المجلس المل?ي الأرثوذكسي? الحيفاوي?? ونادي حيفا الثقافي?? ومكتبة كل? شيء. تحد?ث في الأمسية كل??َ من الأديب حن?ا أبو حن?ا? ود. سهيل أسعد? والفنان عبد عابدي? وحسناء دراوشة? والأديب جريس طنوس? وتول?ى عرافة الحفل د. جوني منصور? وفي نهاية اللقاء قد?م الفنان ديب بشارة لوحة خطي?ة لضيف الأمسية? وأغنية بصوته: “يا غايبين بهواكم قلب دايب”? ومن ثم? تحد?ث د. سميح مسعود عن كتابه? وشكر الحضور وم?ْنظ?مي هذا الحفل? وبعدها تم? التقاط الصور التذكاري?ة.
د. سميح مسعود ولد في عام 1938 في حيفا? لعائلة أصلها من قرية ب?ْرقة (نابلس). درس في مدرسة البرج بحيفا. تشرد مع أهله عام 1948. تابع تعليمه في قرية ب?ْرقة. نال الدكتوراة من جامعة بلغراد في موضوع الاقتصاد. عمل مستشار?ٍا اقتصادي??ٍا في مؤس?سات وهيئات عربي?ة. يعمل حالي??ٍا مدير?ٍا للمركز الكندي? لدراسات الشرق الأوسط في كندا. ساهم في تأسيس الصالون الثقافي? الأندلسي?. له مؤلفات عديدة? منها: “الموسوعة الاقتصادي?ة”? “الأزمة المالي?ة العالمي?ة”? “تحد?يات التنمية العربي?ة”? “الوجه الآخر للأي?ام” (مجموعة شعرية)? “رؤى وتأم?لات” (نصوص نثرية)? ويكتب مقالات ادبية وسياسية ونقدية في جرائد ومواقع عربي?ة. مقيم في مونتريال- كندا.
جاء في كلمة العريف د. جوني منصور: الأخوات والإخوة.. مساؤكم كل?ه خير. مساء حيفا الجميلة التي سم?اها البعض في زمن غابر “أم? الغريب”? ولكنها في واقع الأمر نزعت عنها هذا الثوب? والتحفت بثوب السحر والج?ِمال والعيش المشترك? جمعت تحت جناحي?ها كل? من طلب الرزق? وكانت المدينة التي اتسعت للجميع? وفهمت الجميع وأحب?تهم.
قص?ِد?ِها أبناء فلسطين من الجليل ومن نابلس وقراها? ومن أم الفحم وبناتها? ومن غزة ومن القدس وقراها? وكان اللقاء ممي?ز?ٍا بين أبناء الشعب الواحد. شم?روا عن سواعدهم? وشرعوا يبنون حيفا? حيفا الحلم والأمل والمستقبل? وات?سع?ِ قلب?ْ هذه المدينة بمن أحب?ها من خارج فلسطين? ولبنان? والشام الحبيبة? وشرقي? الأردن? والعراق? ومصر? والسنغال? ونيجيريا وغيرها.
إن?ها الأم? التي حو?لت الغريب الوافد إليها ابن?ٍا. شكر?ٍا لك يا حيفا? لأنك جمعت الأب. لكن مشروع هذه المدينة لم يكتمل? فوقعت النكبة? وسقطت عروس الكرمل والبحر بيد الغرباء? عابري البحر القادمين من بلاد بعيدة? لا صلة لهم بها وبالوطن? إل?ا بكونهم أدوات?ُ في مشروع اقتلاعي? احتلالي?.
تشتت الأبناء وتفر?قوا? وحب? حيفا الجميلة عالق في وجدانهم وحياتهم يوما بعد يوم. هذا هو اليوم الذي تعود حيفا فيهن لتجدد جمع أبنائها في هذا المكان المتمي?ز والخاص?? صرح العلم والثقافة والانفتاح. ها هو اليوم الذي تقول حيفا فيه: فرحي بعودة دائمة لأبنائي? فحق? العودة مقدس ولا تنازل عنه مطلقا.
في هذا المساء أي?ها الأحباء? يسعدني أن أرح?ب بالضيوف الكرام? الذين جاؤوا من خارج حيفا? وأرحب بدكتور سميح مسعود وزوجته? ود. نوفل ومرافقيه? وهو ابن حيفا? وحب?ه لحيفا لا يقل? أبد?ٍا ومطلق?ٍا عن حب?نا لها? فأنتم أبناء هذه المدينة? ترح?بون بنا في بيتكم هذا? الكلي?ة الأرثوذكسي?ة العربي?ة في حيفا. هنيئ?ٍا لنا جميع?ٍا بهذا اللقاء الذي بعد 65 عاما من النكبة? يثير فينا مشاعر الانتماء واله?ْوي?ة والبقاء. أشكر المجلس الملي? الأرثوذكسي?? ونادي حيفا الثقافي?? ومكتبة كل? شيء? لرعايتهم هذا اللقاء.
“حيفا.. ب?ْر?قة”: عنوان?َ جميل يجمع حركة المدينة وجمال القرية. ب?ْرقة ليست بعيدة عن حيفا? كما أن? حيفا ليست بعيدة عنها? لكن سميح مسعود ربط بينهما? بسيرة حياته التي أعلن أن?ها بحث عن الجذور? سيرة ذاتي?ة تحمل مخزون?ٍا كبير?ٍا من الذكريات الجميلة المفرحة والحزينة. إن?ها ذكريات من عاش على هذه الأرض? وأدرك ولا يزال? أن? “على هذه الأرض ما يستحق? الحياة”.
حول السيرة الذاتية وكتاب سميح مسعود? أتحفنا وشر?فنا بكل? اعتزاز الأستاذ والأديب حنا أبو حنا بمداخلته فقال:
التقيت مع الأخ سميح مسعود عبر كتابه في حيفا? أنا الذي عرفت حيفا عام 1935? تعلمت في المدرسة الابتدائية حيث اليوم بيت هجيفن? وعولجت في مستشفى د. حمزة حيث ليس هو الآن? وأجريت لي عملية? ومع أن?ي أكبرك بعشر سنين? لكن?ني سرت معك في شوارع حيفا? شارع مصر وشارع العراق? وذهبنا مع?ٍا إلى سينما الأمين? وهناك شاهدت فيلم عنتر وعبلة? وما زلت أذكر من الدعابات? كيف كان يناجي عنتر عبلة? فأراد خادم عنتر أن يناجي صاحبة عبلة? وهو يبحث عن لغة مشتركة فقال لها: “يا ريتك تقلعي لي عين? وأنا أقلع لك عين? ونعيش عور نحنا الاثنين”.
ومن الطرائف الأخرى?