الرئيس السابق يرفض اعتذار حكومة صنعاء ويجدد تمسكه باستعادة دولة الجنوب
رفض الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض اعتذار حكومة صنعاء لجنوب اليمن? وقال ان الاعتذار الحقيقي لا يكون إلا بإنهاء ما وصفه بالاحتلال واستعادة دولة الجنوب.
وقال البيض الذي يعيش في المنفى في بيروت في مقابلة عبر الهاتف “ان الاحتلال في الجنوب قائم على فتوى دينية جهادية تكفيرية اباحت دماء وأعراض وأموال شعب الجنوب .. لذلك ان اي اعتذار في ظل فتوى تكفيرية قائمة بموجبها يتم سفك دماء الجنوبيين ونهب أموالهم وثرواتهم يعتبر باطلا “.
وأضاف البيض ان ما يسمى بإقرار “حكومة الاحتلال اليمني” لمشروع الاعتذار للجنوب وصعده جاء ليجسد “شرعنة جديدة للاحتلال اليمني من خلال مضامينه التي تؤكد على ما يسمى وحدة اليمن ويعمل لتأسيس عهد جديد للاحتلال”.
وكانت الحكومة اليمنية وجهت أمس الأربعاء اعتذارا رسميا للانفصاليين بالجنوب والشمال عن الحروب التي شنت ضدهم في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال البيض انه “مع ما يسمى اعتذار حكومة الاحتلال اليمني لشعب الجنوب تتوالى المحاولات اليائسة لإجهاض هدف شعب الجنوب التحرري المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة دولته “.
وكان البيض والرئيس الشمالي السابق علي عبد الله صالح وقعا على اتفاقية الوحدة اليمنية في مايو/ أيار 1990 ?لتندلع بعد ذلك حرب أهلية بين الطرفين انتهت باجتياح قوات صالح لجنوب اليمن في يوليو/ تموز 1994.
وأشار الرئيس الجنوبي السابق الى أن “الاعتذار يأتي في إطار ما يسمى بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تجاهلت تماما?ٍ أي إشارة لقضية شعب الجنوب وتطلعاته للحرية والاستقلال وجاءت فقط لمعالجة أزمة السلطة بين أطرافها اليمنية المتناحرة” .
وقال “لذلك فأن رفض شعب الجنوب لما يسمى بالاعتذار يأتي رفضا?ٍ للحوار اليمني وأساسه التنظيمي المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية “.
وأضاف ان “الاعتذار فاقد لمقومات وأركان الاعتذار السياسي قانونا?ٍ و أهمها عدم قبوله من شعب الجنوب ?وصدوره من جهة غير معترف بها”مضيفا ان مفرداته محاولة “لتجسيد شرعية جديدة وتأسيس عهد جديد لاحتلال الجنوب من خلال النص في مضمون ما يسمى اعتذارا على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن “.
وقال “الاعتذار في نفس الوقت يعتبر اعترافا بالجريمة السياسية في احتلال الجنوب ولن يبلغ اثره القانوني إلا باستعادة دولة الجنوب وإنهاء الاحتلال ” معتبرا ان “الاعتذار الحقيقي يتم بعد خروج المحتل وانتهاء سيطرته وسطوته العسكرية وتهيئة لخلق علاقات ودية ومن موقع الندية الحقيقية”.
وأضاف البيض “لا جدوى من هذا الاعتذار الذي يصر على بقاء الاحتلال وأضراره ما لم يتم إزالة الاحتلال وتصفية آثاره وتعويض شعب الجنوب عن ما أحدثه لهذا الجيل والأجيال القادمة”.
يشار الى ان بيان الحكومة اليمنية الذي أذيع امس أفاد ” بإن الاعتذار كان مطلوبا بموجب الاتفاق” الذي تم التوصل إليه بوساطة من دول الخليج? الذي مهد الطريق لتنحي صالح في عام 2011 وتسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي بعد أشهر من عدم الاستقرار.