نتيجة ضغوط إصلاحية على رئاسة الجمهورية.. هادي يلوح بظهور سيسي جديد في اليمن
ألقت الأحداث الدائرة في مصر بثقلها على اليمن? حيث نشبت أزمة سياسية غير معلنة بين رئيس الجمهورية? عبد ربه منصور هادي? وقيادات التجمع اليمني للإصلاح? التي حالت دون إصدار اليمن أي موقف مساند لمصر ضد جماعة الإخوان المسلمين? التي تخوض مواجهات مفتوحة هناك? منذ الأربعاء الماضي? مع قوات الأمن والجيش? على خلفية عزل الرئيس محمد مرسي.
وقال مصدر سياسي رفيع إن الرئيس هادي كان يعتزم إصدار بيان رسمي يعلن فيه مساندة اليمن للموقف الذي اتخذه الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز? الذي أعلن? السبت الماضي? مساندته الكاملة لمصر ضد ما أسماها “جماعة الضلال والفتنة”? في أقوى تصعيد سعودي على جماعة الإخوان? التي ظلت? طوال العقود الماضية? على علاقة تحالفية وثيقة مع المملكة.
وأوضح المصدر? الذي اشترط عدم ذكر اسمه? أن اللواء علي محسن الأحمر? مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن والدفاع? أبلغ الرئيس هادي? مساء الجمعة الماضي? رفض تجمع الإصلاح لصدور أي موقف مؤيد لموقف الملك عبد الله بشأن ما يحدث في مصر.
ونقلت يومية الشارع الاهلية عن المصدر قوله: “حذر الإصلاح? بنوع من التهديد? الرئيس هادي من إصدار أي بيان مؤيد لموقف الملك عبد الله. وحسب المعلومات فقد أبلغوا الرئيس? عبر علي محسن? أنه لو أقدم على اتخاذ أي موقف بشأن ما يجري في مصر فإن علاقتهم به ستتغير? كما سيتغير تعاملهم معه? وأنهم لم يقبلوا ذلك? ولن يسكتوا عنه كما سبق أن سكتوا عن مواقف انفرادية اتخذها سابقا?ٍ دون مشاروتهم أو الرجوع إليهم”.
وذكر المصدر أن “الإصلاح شددوا? في رسالتهم? على أن الرئيس هادي هو رئيس انتقالي للبلاد? ولا يحق له اتخاذ مواقف انفرادية بهذا الشكل”. وطبقا?ٍ للمصدر? فقد أبدى رئيس الجمهورية استياءه من موقف الإصلاح? ولغته التحذيرية التي أظهرها? وأبدى استغرابه من موقفه? كون الإصلاح ظل? طوال الفترة الماضية? مع السعودية ومواقفها.
وأفاد المصدر بأن الرئيس هادي أكد لعلي محسن أنه “لا ي?ْمكن لليمن الاستغناء عن مصر? بغض النظر عمن يحكمها? وليس من مصلحتها الدخول في عداء معها”.
وقال المصدر: “هناك مخاوف كبيرة لدى حزب الإصلاح من تكرار السيناريو الذي وقع في مصر هنا في اليمن? لهذا أخرجوا مظاهرات مساندة لمرسي وجماعة الإخوان? ومنعوا الرئيس هادي من إصدار أي موقف مؤيد لموقف الملك عبد الله بشأن مصر”.
ونقل المصدر عن مصدر رئاسي وثيق الإطلاع قوله إن الرئيس هادي عبر عن تخوفه من “قيام تجمع الإصلاح بإيواء قيادات من جماعة إخوان مصر في اليمن? لأن ذلك سيسبب مشكلة لليمن مع السعوديةوبقية دول الخليج? التي أظهرت العداء للإخوان? ومسألة الإيواء ممكنة لأن كثيرا من قيادات جماعة الإخوان المصرية كانوا في اليمن? بمن فيهم مرشد الجماعة? محمد بديع”.
وأضاف المصدر: “علي محسن في موقف صعب? لأنه لا يريد أن يخسر السعودية? ولكنه لا يريد أن يخسر حزب الإصلاح. والرئيس هادي طلب من علي محسن أن يبلغ قيادات الإصلاح بأن من الصعب أن يظهر في اليمن “سيسي” آخر[إشارة إلى عبد الفتاح السيسي? وزير الدفاع المصري]? لأنهم هم في اليمن أكبر “سيسي”? لهذا لا يتشددوا فيدفعوا السعودية ودول الخليج إلى خلق “سيسي” لهم في اليمن? وهو ليس صعبا?ٍ على السعودية والخليج”.
وحتى أمس? لم ت?ْصدر اليمن أي موقف بشأن ما يجري في مصر? رغم أن كثيرا من الدول العربية أعلنت مواقف مؤيدة لموقف العاهل السعودي? الذي ساند قوات الأمن والجيش المصرية ضد جماعة الإخوان.
وحسب المعلومات? فمازال الرئيس هادي ينتظر من علي محسن أن يقنع قيادات الإصلاح القبول بإصدار بيان مؤيد لموقف العاهل السعودية? إلا أنها مازالت ت?ْعارض ذلك بشدة.
واستغرب المصدر مخاوف الإصلاح? رغم سيطرته على أغلب مؤسسات الدولة في اليمن? بما فيها جانب كبير من قوات الجيش? وقوات الأمن.
على صعيد متصل? هاجم محمد اليدومي? رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح? أمس الأول? خصوم حركة الإخوان المسلمين? وكفرهم? ووصفهم بـ “النفايات”.
وقال اليدومي? في منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “لا تنظروا إلى الجانب العسكري من الصورة فيما يحدث من جرائم بشعة ومقززة في مصر الكنانة? ولكن انظروا إلى الجانب الآخر من الصورة لكي تكتمل الصورة عندكم..! انظروا إلى الإعلام الرقيع الذي يحرض على القتل بكل وسائله وأساليبه.. انظروا إلى نفايات فكرية وسياسية وحزبية كنا ن?ِعد??ْه?ْم من بني آدم? ولكن الوقائع والأحداث كشفت عن سوءاتهم الديمقراطيه التي كانوا يتغنون بها ويخدعون بها أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين بها..!! قد تبدو الصورة قاتمة ومحزنة? والجميع يشعر بهذا..!”.
وأضاف: “قد لا نستطيع أن نعب??ر عن معالم الصورة من كل جوانبها لقصور?ُ في بشريتنا? ولكن الله عز وجل هو القادر وحده على إظهار حقيقة ما يحدث? وما علينا في العالم الإسلامي إلا??ِ أن نتأمل مليا ونعتبر..! (كيف?ِ وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا??ٍ ولا ذمة?ٍ? ي