الد?يمقراطي?ة وحر?ي?ة الت?عبير عن الر?أي في الإسلام
إن? حرية الفكر والتعبير تمثلان جزئية مهمة وضرورية من ضرورات الديمقراطيات الدستورية المعاصرة? بل وحق? إنساني?. وإنه لمن أساسي?ات الحقوق الإنسانية أن تكون حرية الفكر والتعبير واحدة من أهم حقوق كل البشر? بغض? النظر عن جنسياتهم أو أصولهم أو دياناتهم فإن حق حرية الفكر والتعبير عن الرأي مصانة عبر القانون.
حتى يتم اعتبار أفراد مجتمع ما “أحرارا”? فإنهم بحاجة أولا أن يمتلكوا حرية التعبير عن آراءهم ومشاعرهم. إن? الناس في المجتمعات التي تسودها الديمقراطية يستمتعون بتلك الحرية وبإمكانهم التعبير بصراحة عن مشاعرهم وأحاسيسهم الداخلية.
إن? الناس المحرومين من حرية التعبير سيزداد شعورهم بالخوف شيئا فشيئا? كما أنهم لا يشعرون بالأمن ولا بالتقدم? لأن الناس سيشعرون بالسعادة والصحة والعطاء عندما يكونون أحرارا في تعبيرهم عن أفكارهم كما يتمنون? ولكن? في حال مواجهة هؤلاء للضغوط التي تمنعهم من ممارسة حقوقهم فإنهم حتما ومما لا شك? فيه سوف يخسرون الشعور بالاستمتاع والسعادة والمقدرة على الإبداع والعمل والإنتاجي?ة.
الد?يمقراطي?ة? الن?ظام الذي يحفظ الإنسجام والت?فاهم الد?اخلي? في المجتمع
إن? الوضع الص?ح?ي? والسليم في أي? مجتمع إنما يبدأ عبر الديمقراطية. حقا إن الديمقراطية تجلب الحب? والإحترام والتسامح والإتحاد والأخوة? وتمنح الحقوق والحريات كالعدالة الإجتماعية والمساواة? وتدعم أفراد المجتمع بحياة سلسة وسهلة وتحسن من مستويات الحياة في ذلك المجتمع.
لقد جبل الله البشر وخلقهم على الشكل الذي هم عليه بطريقة تمكنهم من إيجاد البيئة الديمقراطية عبر توالد الأفكار المختلفة. لقد بي?ن الله لكل بني البشر عبر الكتب السماوية التي أنزلها سبحانه بعلمه وعبر أنبيائه ورسله مبينا طرائق الديمقراطية وحرية الأفكار واحترام الآراء المتعددة. إن? المفاهيم الأساسية كمفاهيم التسامح والعدالة والحب والإحترام والأمن وحب? الإيثار والتضحية هي نتاج فكري? مما قد اكتسبناه عبر ما علمنا إياه نبي?نا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وما ورثناه عنه من جوهر وخلاصة الديمقراطية والحرية الفكرية. وبالتالي فإن?ه لمن المناسب القول بأن الديمقراطية تتربع حقا وحقيقة في قلب وعلى عرش الإسلام. إن? إيماننا ينص? ويؤكد على إيجاد بيئة تتسم بالسلام حيث لكل فرد أن يعيش الحرية ويعبر بحرية عن آراءه. إن? الإكراه من المحر?ماتفي دين الإسلام? فلكل واحد مطلق الحرية في التعبير عن آراءه دونما أن يتعرض للإضطهاد والملاحقة بسبب تلك الأفكار.إن? الناس يجب أن لا يكونوا ضحايا أفكارهم وضحايا مذاهبهم الفكرية? كماأن?ه لا ينبغي احتقار آراءهم على اختلافها. إن? الديمقراطية هي أيضا تجس?د تلك الوصايا الإيمانية التي تريد للناس أن يكونوا أحرارا ومطمئنون نفسيا وسعداء يعيشون في سلام? وأن يعيشوا المساواة والحب والأخوة.إن تلك المشاهد يمكن أن تسود وتنتشر في المجتمع إذا ما اختار الناس أن يعيشوا القيم الأخلاقية الإسلامية. فعلى سبيل المثال? فإن? العدالة الإجتماية ومبادئ الديمقراطية الأساسيةيمكن لها أن تتواجد بشكل حقيقي? فعلا في البيئة الفاضلة ذات الأخلاق الحميدة التي أمر بها الإسلام. إن? مفهوم العدالة? الذي هو مبدأ آخر من مبادئ الديمقراطية هو أيضا أمر مفروغ منه بل وواجب في الإسلام. إن? رسولنا الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم? تحديدا هو بعينه من أبدى موقفا ملؤه التعاطف والود? تجاه كل من المسلمين وغير المسلمين من الملل الآخرى على حد? سواء?وتجاه أصحاب مختلف اللغات الأخرى والأعراق? كما أبدى عليه السلام تساويا في التعامل مع الجميع بغض النظر إن كانوا أغنياء أو فقراء? لقد قد?م لنا نبينا الأعظم أعظم الأمثلة على مفهوم الديمقراطية في الإسلام.
البيئة الد?يمقراطي?ة ممكنة التواجد عبر تواجد القيم الأخلاقي?ة الإسلامية فحسب
إن? أول ما يتبادر إلى الذهن في البلدان الغربية عندما يشار إلى عقيدة الإسلام ما هو إلا ذلك النموذج المتعطش إلى الدماء والخالي تماما من مفاهيم الحب والإحترام والرحمة والتسامح والديمقراطية? ذلك النموذج الذي هو ضد مبادئ الفن والعلوم والجمال? بل وعاشق للحرب والإعتداء. وهنالك في الواقع أيضا عنصر آخر مسؤول عن تلك الصيغة وذلك النموذج? ألا وهو المتعصبين والمتشددين المسؤولين عن تركيز الغربيين على تلك الإستنتاجات الخاطئة بما يخص? عقيدة الإسلام? حيث أن هؤلاء المتطرفون لا يراعون مبادئ المودة في التعامل والرحمة وبنية الأخلاق الرفيعة في الإسلام? والتي تحترم آراء الآخرين? ومع ذلك فإن هؤلاء يعتبرون أنفسهم “متدينون”. وبالتالي فإن? الملايين من الناس لديهم انطباع خاطئ عن الإسلام ولرب?ما اعتبروه – لا سمح الله – دينا يمنع إعطاء الحقوق والحريات? وبالتالي فإن?ه يمنع مختلف الفنون والعلوم ويحجر ويغلق على أفكار الناس. إن? الحقيقة على أية حال هي أن دين الإسلام هو عقيدة تمنح الحرية الفكرية وحرية التعبير عن الذات ضامنة في الوقت عينه للناس حقوقهم على اختلا