انها مصر يا اخوان اليمن
ليس غريبا او مستغربا ان تنحاز جماعة الاخوان المسلمين في أليمن وبشكل تجاوز كل الاعراف والقيم, لجماعة الاخوان المسلمين في مصر, التي رفضها الشعب المصري كله ولفظتها قواته ألمسلحة, بل ان الغريب سيكون هو عدم تأييدها والوقوف معها وتصدير خبراتها وخبراؤها إليها, لتعميم الفوضي وزرع الفتن وتقويض السلم الاهلي, فما يجمع بين الجماعتين من مصالح مشتركة وأهداف واحدة ومخططات سرية وعلنية, لابتلاع الاوطان والاستئثار بالمال والسلطة, يحتم عليهما التكاتف والتكامل وتسخير كل الامكانيات وحشد الطاقات واستخدام كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة لإجهاض اي مشروع وطني حقيقي, يقوم علي اسس سليمة وواضحة تجمع كل اطياف المجتمع وتحمي نسيجه وتكفل التعايش بين جميع ابنائه بكل فئاتهم وطوائفهم ومعتقداتهم الدينية والسياسية, وتضمن عدم هيمنة جماعة او سيطرة فئة بعينها علي مقدرات البلاد ومكتسبات العباد وتبني الثقة وتشيع العدالة وتزرع الامل والطمأنينة في الانفس كثورة الثلاثين من يونيو الخلاقة المجيدة التي صححت المسار وعدلت الاعوجاج ومزقت المخططات الجهنمية التي كانت تحاك ضد مصر والأمة العربية من اجل ادخالها الي كهوف الظلام والتخلف.
, لهذا جاءت ردات الفعل المتشنجة والغير محسوبة, من عصابة خفافيش الظلام في اليمن وبقية الجماعات والعصابات المتطرفة والإرهابية في العالم العربي وبعض الدول الاسلامية, للنيل من ارادة شعب مصر وحقه المشروع في وطن آمن مزدهر ومستقر, لا تلوث اجواءه او تعكر مزاجه اهواء مريضة لجماعات رفضتها الاوطان ونبذتها الشعوب
لقد اختارت جماعة الاخوان المسلمين في اليمن ممثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح الارهابي المتطرف خندق اعداء مصر للتمترس فيه وشن الحرب العدائية منه, من خلال التحريض علي العنف وتشجيع الفوضي ودعم الارهاب ومباركة التخريب, وإرسال المخربين للتأجيج وإصدار فتاوي التكفير ضد كل من يخالفونهم الرأي والتوجه اومن يدعون الي التمسك بالمشروع التنويري النهضوي الذي كانت تقوده مصر ولا زالت.
بتصرفاتهم العدائية والهمجية هذه, يكرر اكابر المجرمين وأرباب الفتن في اليمن ومنهم عبد المجيد الزنداني وحميد الاحمر وعبد الوهاب الديلمي وتوكل كرمان وغيرهم ممن تعودنا منهم ان يكونوا في خنادق الانظمة الرجعية وبنادق بأيدي الديكتاتوريين لقتل ابناء شعبهم, يكررون اخطاؤهم ويعيدون ارتكاب نفس جرائمهم بحق كل من يرفض ظلمهم وهيمنتهم ويتصدي لسطوتهم ويقاوم جشعهم وأطماعهم ونهمهم بالسلطة, فها هو المشهد يتكرر ضد شعب مصر المسالم وبنفس البشاعة والقسوة التي مارسوها ضد شعب جنوب اليمن الذي دخل معهم في وحدة طوعية سرعان ما انقضوا عليها وقوضوا اركانها في حربهم التي شنوها عليه في 1994م وأسموها الحرب المقدسة, للجهاد ضد الجنوبيين الملحدين الكفرة كما وصوفهم في فتاويهم الشهيرة التي اطلقوها انذاك وتصدي لها ورفضها كبار علماء الامة وفي مقدمتهم علماء الازهر الشريف, وها هم الان يريدون ان يجرعوا شعب مصر الذل والهوان والعودة به الي القرون الوسطي من خلال اعاقة مسيرته وضرب مدنيته وتشويه حضارته والعبث بتاريخه الانساني المشرق, ولكن هيهات ان ينال هؤلاء الارهابيين والسحرة والمشعوذين من إباء وكبرياء مصر وعظمة شعبها العريق.