إحباط مؤامرة للقاعدة للسيطرة على منشآت نفطية
قالت الحكومة اليمنية يوم الاربعاء إن قوات الأمن أحبطت مخططا لتنظيم القاعدة للسيطرة على مرفأين رئيسيين لتصدير النفط والغاز وعلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت في شرق البلاد وظلت سفارات دول غربية مغلقة في صنعاء وحلقت طائرة استطلاع فوقها.
ويأتي الاعلان عن إحباط المؤامرة بعد أن دفعت تحذيرات من احتمال وقوع هجمات واشنطن الى اغلاق بعثاتها الدبلوماسية في انحاء الشرق الاوسط وأفريقيا الاسبوع الماضي واصدار تحذير سفر عالمي.
وتحول الاهتمام الى اليمن عندما قالت مصادر أمريكية ان اتصالات اعترضت بين زعيم القاعدة أيمن الظواهري وجناح التنظيم في اليمن هي ما ادى الى اتخاذ هذه الاجراءات.
وسحبت الولايات المتحدة وبريطانيا بعض موظفيهما الدبلوماسيين من اليمن يوم الثلاثاء وكررتا دعوة رعاياهما الى مغادرته. وأغلقت دول أوروبية أخرى مثل فرنسا والنرويج سفاراتها.
واليمن مقر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو من أنشط فروع شبكة القاعدة وشن المتشددون هجمات على الغرب من هناك.
وقال راجح بادي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة إن اكتشاف هذه المؤامرة لتنظيم القاعدة هو الذي أدى الى اتخاذ الاجراءات الامنية الامريكية.
وأضاف ان المؤامرة كشفت بمساعدة غربية وعربية وكانت تشمل تهريب متفجرات الى صنعاء يوم الاحد لتنفيذ هجمات هناك.
وقال بادي لرويترز إن المؤامرة كانت تتضمن استخدام عشرات من متشددي القاعدة المتخفين في زي قوات الجيش في اقتحام المنشآت المستهدفة والسيطرة عليها ليلة 27 رمضان.
وصرح لرويترز بأن المؤامرة كانت تهدف إلى السيطرة على مرفأ الدباح لتصدير النفط في حضرموت ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز وكذلك مدينة المكلا.
وتابع أن المؤامرة أحبطت بوضع قوات الامن في حالة تأهب قصوى وتشديد اجراءات دخول المنشآت المستهدفة.
وقال مسؤول يشرف على الامن لشركات النفط العاملة في اليمن ان مؤامرة القاعدة كانت تشمل فيما يبدو قتل الخبراء الأجانب العاملين في تلك المنشآت أو أخذهم رهائن.
ومن شأن التخطيط لمثل هذا الهجوم على منشأتي الدباح وبلحاف لتصدير الغاز أن يدق أجراس الانذار في واشنطن.
وقال شهود عيان ومسؤولون محليون ان طائرة امريكية بدون طيار قنلت يوم الاربعاء ما لا يقل عن ستة أشخاص يشتبه في أنهم من أعضاء القاعدة عندما أطلقت النار على سيارتين في محافظة شبوة بجنوب اليمن. وهذا خامس هجوم تشنه الولايات المتحدة في اسبوعين.
ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز التي تكلفت 4.5 مليار دولار وافتتحت في عام 2009 من أهم المشروعات الاستراتيجية في اليمن. وتقوم بتشغيلها ادارة مشتركة من شركة يمنية لتسييل الغاز وشركة توتال الفرنسية.
ومرفأ الدباح هو منشأة تصدير النفط الرئيسية في شرق اليمن. ويأتي نحو 90 في المئة من ايرادات اليمن من العملة الصعبة من النفط والغاز ويمثل نحو 70 في المئة من الصادرات.
وأغضب اجلاء بعض الدبلوماسيين امس الثلاثاء المسؤولين اليمنيين.
وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ان الاجراءات الغربية تخدم فعليا الاهداف التي تسعى لتحقيقها “العناصر الارهابية”.
وقال بادي ان الدول الغربية أكدت لليمن ان السفارات ستفتح أبوابها من جديد بعد عطلة عيد الفطر.
وقال المسؤول ان المعلومات بخصوص مؤامرة القاعدة بدأت تصل الى اجهزة الامن اليمنية في اوائل يوليو تموز مع بداية شهر رمضان وزاد تواترها منذ اسبوعين.
وقال ان اليمن رد بتشديد الامن حول البعثات الغربية وتعزيز قوات الجيش حول منشآت النفط والغاز في انحاء البلاد.
كما شدد اليمن اجراءات الامن في أنحاء العاصمة.
وقال شهود عيان ان طائرة استطلاع حلقت في سماء العاصمة عدة ساعات امس الثلاثاء وعادت مرة أخرى للتحليق يوم الاربعاء.
وأصدرت اللجنة الامنية العليا في اليمن بيانا في وقت سابق هذا الاسبوع جاء فيه انها تلقت معلومات بان القاعدة تخطط لتنفيذ هجمات اثناء عيد الفطر.
ونشرت اللجنة ايضا قائمة بأسماء 25 متشددا من القياديين في القاعدة مطلوبون لدى قوات الامن وعرضت مكافأة قيمتها خمسة ملايين ريال (23 الف دولار) لمن يقدم معلومات تؤدي الى القبض عليهم