المشترك اليمني للإصلاح
إذا كان هناك من لا يزال أن يتوهم أن اللقاء المشترك هو مشروع وطني تتجسد فيه روح الشراكة والوطنية ? الشراكة بالوطن بعيدا?ٍ عن الإقصاء والتهميش ? ومن خلاله يعبر الوطن إلى بر الأمان ? فأن الوقائع والأحداث والتعيينات في مرافق الدولة خلال الفترة الانتقالية تبين أن المشترك أصبح بلا شك عبارة عن أداة لتمرير مشروع أخواني تتجسد فيه روح الاستحواذ والتسلط على الوظيفة العامة ?باعتباره بوابة يعبر من خلالها حزب الإصلاح نحو الاستحواذ والسيطرة على مفاصل الدولة.
فمنذ بداية الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة ما يسمى بالوفاق (حكومة المحاصصه) بالمناصفة بين المؤتمر والمشترك وفقا?ٍ لما يسمى بالمبادرة الخليجية ? اتجه الإصلاح نحو استخدام المشترك كوسيلة وأداة لتنفيذ مشروع أخونة الدولة دون مراعاة لحدود الشراكة ? وقفازة تقيه النقد والسخط? علية وحدة ? على اعتبار أن الفترة الانتقالية تعد بالنسبة له فرصة ذهبية لن تعوض ? ويجب استغلالها الاستغلال الأمثل استعدادا?ٍ منه للتخلي عن المشترك برمته فيما بعد ? والدخول في اية انتخابات قادمة بمفردة ? بالاعتماد على الغنائم والمكاسب التي حققها خلال الفترة الانتقالية ? والتي بلا شك سيوظفها لحملاته الانتخابية القادمة بغية التأثير على الناس.
فكما هو معلوم انه في كل عملية تقاسم ومحاصصة بين طرفي ما يسمى بالمبادرة الخليجية يحصل الإصلاح على نصيب الأسد ? ان لم يحصل على حصة المشترك كلها في ضل مبدأ المحاصصه والتقاسم وسيطرة بعض الأطراف على مفاصل الدولة? كما هو حاصل في معظم التعيينات العسكرية وتجنيد الآلاف من عناصر الإصلاح في وزارتي الدفاع والداخلية ? والتعيينات المدنية في المحافظات والوزارات وأبرزها العدل والتربية والكهرباء ? وانتقالا?ٍ إلى وزارة النفط ? ولم يبق الأمر على
هذا المنوال فحسب ? بل تعدى ذلك إلى شن حملات إعلامية على بعض الوزراء المحسوبين على بقية أحزاب المشترك ? كما حصل مع وزير النقل الدكتور واعد باذيب في محاولة لفرض الامتلاءات علية.
كل هذا يتم بمراء ومسمع من بقية أحزاب المشترك التي لا تحرك ساكنا?ٍ سوى التصريحات وبيانات الإدانة? فقد تجلى ذلك بوضوح في طبيعة مواقف تلك الأحزاب وعلى رأسها الاشتراكي والناصري المتمثلة بإصدار التصريحات النارية ومنشورات سخط في مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) ? وإصدار بيانات إدانة واستنكار ….الخ ? ولكن سرعان ما تتبخر كل تلك التصريحات وبيانات الإدانة وتصبح مجرد فرقعة إعلامية لتهدئة قواعد تلك الأحزاب .
” فليذهب المشترك إلى الجحيم ? إذا كان الإخوة في الإصلاح لا يحترمون ويستشعرون أهمية استمرار المشترك كمشروع وطني تتجسد فيه روح الشراكة والوطنية ? وان قيادات الأحزاب والتي يقصد بها قيادات (الاشتراكي والناصري) إذا أرادت الاستمرار في المشترك فلتبحث لها عن أعضاء آخرين ? أو تعلن صراحة انضمامها لعضوية الإصلاح ” هذا ما كتبة أحد قواعد تلك الأحزاب وهو أمين سر فرع التنظيم الوحدوي الناصري بمحافظة اب ? والذي كسر حاجز الصمت رافضا?ٍ ما يحدث ? واعتبر ذلك وضع غير مقبول ? هذا بحسب ما جاء في مقال له نش?ْر في جريدة الشارع اليومية .
وفي الصعيد نفسه فإن ما حدث مؤخرا?ٍ في فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار بخصوص أنباء عن تراجع الاشتراكي والناصري عن موقفهم ? بخصوص تبني نص “الإسلام مصدر رئيسي للتشريع”? ووافقا على نص “الإسلام مصدر وحيد” ? وهذا يبين ان الإصلاح لم يكتفي فقط بالتسلط والاستحواذ على حصة المشترك والتغلغل في مفاصل الدولة بقفازة المشترك ? بل تعدى الأمر إلى التدخل والتأثير على رؤى تلك الأحزاب بما يتناسب مع رؤاه ? الأمر الذي يشير إلى ان استمرار سكوت قيادات تلك الأحزاب عن هذا الوضع يوحي بان قواعد أحزابها أصبحت تدرك
أنها ضمن نتكتل جديد يسمى ” المشترك اليمني للإصلاح” والذي افرزنه عملية الاستحواذ والتسلط تلك.