الشميري: دول الخليج لا تمتلك مشروعا في اليمن غير صناعة رئيس?ُ للقصر أو شيخ للقبيلة
قال الدبلوماسي المعروف والسفير اليمني في القاهرة الدكتور عبدالولي الشميري ان التصالح فيما بين الاخوة الاعداء من الايدولوجيين في الحركات اليمنية والاحزاب السياسية ومن اسماهم باصدقاء الامس اعداء اليوم لايزال ممكنا? مؤكدا ان العمل في الحقل السياسي بمهنة العصر وحداثة الفكر لايعرف دوام العداوة? وخاصة في اليمن? البلد الذي تتغير فيه كل المعادلات? وتختلف فيه جميع قواعد اللعب السياسية? فالتصالح والتسامح مبدأ لابد أن يكون حاضرا في المشهد اليمني? وليس على الدنيا سياسي سيخرج منها منتصرا? فكل السياسيين يرحلون عن الدنيا مغلوبين? أو مظلومين? ولايمكن أن ينتصر فريق على الآخر بشكل ينهيه تماما.
واضاف ان من الكوارث أن يتسلط طرف على الآخرين ولو بانتخابات ديموقراطية نزيهة? مشيرا الى ان ذلك قد يؤدي إلى انفجار حروب أهلية لاسمح الله? فالمغالبة عبر صندوق الانتخابات تحتاج قبل ذلك الى مجتمع مدني واع?ُ? وليس مجتمعا قبائليا مسلحا مؤدلجا وفقيرا.
وقال السفير الشميري في هذا الحوار الخاص بايلاف والذي اجراه الزميل محمد الخامري رئيس التحرير على ضفاف نهر النيل في خضم الاحداث السياسية العاصفة في مصر “30 يونيو”? قال إن دول الخليج لاتمتلك في اليمن مشروعا شعبيا متكاملا مدروسا لاحتواء الشعب اليمني كشعب? يسكنه خمسة وعشرين مليون نسمة? بل أرى أن مشاريعهم الحالية سطحية ومشخصنة وتتركز في صناعة رئيس للقصر فقط? أو شيخ في قبيلة? لأن رؤيتهم محصورة بنموذج دول الخليج? والقياس هنا غير صحيح? مؤكدا ان المشروع الحقيقي الذي يراه يتمدد بسرعة وباستراتيجية متكاملة ومدروسة? وله خطط وبرامج استيعابية? إعلاميا وثقافيا? واجتماعيا? وعسكريا ومدعوم ماليا بشكل منظم هو المشروع الذي تقف من ورائه إيران? سواء?ٍ في الجنوب أو في الشمال.
وقال ان الايرانيين يدركون أن التغيير في الجمهوريات يأتي من خلال كسب الشعب واستقطاب النخب والفئات? وبتنظيم دقيق سري وعلني? وكل من سار على الدرب وصل.
وتحدث الدكتور الشميري عما يحدث في مصر وفن?د أسبابه ودوافعه? كما أرسل رسائل سياسية مختصرة للعديد من السياسيين وقادة الدولة في اليمن فالى الحوار:
* بداية نرحب بك ضيفا عزيز على قراء صحيفة ايلاف? ونبدأ من الوضع السياسي الذي تمر به البلاد هذه الايام.. كيف تراه?
– المشهد السياسي اليمني حاليا مضطرب? ومعالم المستقبل: لوحات أمل خالية من الكتابة.. والبلاد تمر بظروف غامضة? وأبرز مايسيطر على المشهد السياسي? القلق? التخوف? التوتر? الانفلات الأمني.. والتحفز الموتور من قوى متضادة للوصول الى القصر.
* هل ترى في وصول أي من القوى المتضادة للقصر انفراج محتمل?
– بالعكس أرى أن انفجارا محتملا قد يلد حربا? فيما لو حدثت سيطرة سياسية لطرف واحد من الأطراف, ولا انفراج مالم يحدث توافق مسبق? ومصالحة صادقة? ووئام نسبي? إزاء الملفات الملتهبة بين الأعداء الأيديولوجيين? وحلفاء الأمس أعداء اليوم? فالبلاد على حافة بركان –لاسمح الله.
* من تقصد بالأعداء الأيديولوجيين? وحلفاء الأمس أعداء اليوم? هل ممكن توضح اكثر?
– أظن القوى ذات العقيدة الأيديولوجية حاليا في البلاد هي: تيار الحركة الحوثية? وحزب التجمع اليمني للإصلاح? وأما حلفاء الأمس أعداء اليوم فأقصد: المؤتمر الشعبي العام? وحزب الاصلاح والحزب الاشتراكي. فالثلاثة سبق لهم التحالف في السلطة على المستوى الثنائي? وعلى المستوى الثلاثي? ولعل الجميع يتذكر يوم كان يقف على منصة واحدة الرئيس السابق علي عبد الله صالح? ونائبه السابق علي سالم البيض? والشيخ عبد المجيد الزنداني وسالم صالح محمد? وكلهم يطلقون التصفيق أو الابتسامات في وفاق ولو اضطراري? أولئك هم الحلفاء بالأمس.
* هل تعتقد أن ذلك التصالح والتوافق ممكنا بعد الذي كان من حروب وانقسام وعداوات? واتهامات.
– نعم ما يزال التصالح ممكنا? والعمل في الحقل السياسي بمهنة العصر? وحداثة الفكر لايعرف دوام العداوة? وخاصة في اليمن? البلد الذي تتغير فيه كل المعادلات? وتختلف فيه جميع قواعد اللعب السياسية? فالتصالح والتسامح مبدأ لابد أن يكون? وبدلا من حدوثه بعد مزيد من التضحيات والخسائر وفوات سنوات في متاهات العداوت (قد يكون الغيب حلوا?ٍ إنما الحاضر أحلى). وكلما طال أمد العداء تتكاثر الخسائر وتتراكم المصائب ويطول الطريق? ثم في الأخير لايمكن أن ينتصر فريق على الآخر بشكل ينهيه تماما? بل والأدهى أن يتسلط طرف على الآخرين ولو بانتخابات ديموقراطية نزيهة قد يؤدي إلى انفجار حروب أهلية لاسمح الله. فالمغالبة عبر صندوق الانتخابات تحتاج قبل ذلك الى مجتمع مدني واع?ُ? وليس مجتمعا قبائليا مسلحا مؤدلجا وفقيرا.
* رعاة المصالحة
* من ترى بإمكانه رعاية هذه المصالحة بين الأطراف من الداخل أو الخارج. وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في راعي المصالحة?
– قبل كل شيئ الأهم أولا: في شروط نجاح المصالحة قناعة الأطراف بضرورة التصالح? والصدق? وعدم إضمار الخداع? والتخل