رعب يخيم على إخوان اليمن نتيجة مخرجات مؤتمر الحوار والخوف من توجه سعودي لشق الجماعة
بدأ واضحا مدى الرعب الذي ينتاب اخوان اليمن من جولة الحسم في مؤتمر الحوار? والتي بدأت باتخاذ قرارات تسير باتجاه الدولة اليمنية المستقبلية التي وقفوا في طريقها منذ نصف قرن من الزمن.
وإن كان البعض لا يعلق على مؤتمر الحوار آمالا عريضة بالخروج بقرارات تسير بالبلد باتجاه الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة? إلا أن اخوان اليمن وبالذات أذرعه العسقبلية والدينية? بدت مرعوبة مما يدور في فندق موفنبيك.
الشعور بفقدان السيطرة والاستحواذ بات هاجسا مقلقا لاخوان اليمن? فاطلقوا العنان لحراس الدين وخلفاء الله في الأرض مطوعين الدين لخدمة اجندات البقاء في السلطة وكتم أنفاس جيل ثورات الربيع العربي? التي بدت مصادرة من أول وهلة من قبل أصحاب اللحى الملونة? المتماهين لخدمة اجندات خارجية في سبيل الوصول إلى الحكم.
السياسي اليمني لا يزال مهوسا بالصفقات التي تعقد خلف الكواليس وفي الغرف المظلة منذ أكثر من نصف قرن من الزمن? ما أنعكس رعبا على هذه الجماعات التي كانت إلى وقت قريب تنظر للحاكم وتشرعن بقاؤه في السلطة.
ذات الخطاب الذي تصدره الزنداني أثناء الاستفتاء على دستور الوحدة في العام 1991? هو ذاته الذي يتكرر اليوم.
وذات المعركة التي خاضتها هذه القوى قبل أشهر من تحقيق الوحدة في الـ22 مايو 1990? هي نفس المعركة التي يحاولون خلقها اليوم.
وفي كل ذلك يقحمون الدين لخدمة مآرب الاستحواذ والسيطرة والبقاء في الحكم على حساب ملايين اليمنيين المسحوقين تحت وطأة بيادات العسكر ونخيط مرافقي مشائخ القبيلة ورجال الدين.
خاض الزنداني سجالا عقيما لتمثيله في مؤتمر الحوار بالمقاعد التي كان يطمح إليها? وتضمن له التأثير على مخرجات الحوار? ومثله عمل نافذي العسكر والقبيلة? لكن المحصول لم يكن بحجم الطموح? فاستمرت هذه الأطراف تبحث عن منفذ للمروق منه وشن حرب على متحاوري موفنبيك? فكانت الشريعة هي مدخلهم لشن حروبهم التي أثقلت كاهل اليمنيين? تماما كما فعلوا في العام 1990 عندما رفضوا الوحدة? بحكم أنها بين جنوب كافر وشمال مسلم? حتى نجحوا في تأجيج الصراع بين طرفي الوحدة? وشنوا حربهم المقدسة ضامنهم الوحيد للبقاء حكاما على رقاب الملايين.
المستجدات على الساحة الاقليمية وبالذات في مصر التي تنعكس أثار ما يجري فيها على الاقليم? أصابت اخوان اليمن بالتخبط? حتى صاروا في حيرة من أمرهم بين بانتظار ما ستفرز عنه الاحداث في مصر وبين جولة الحسم في مؤتمر الحوار? وفجأة وجدوا أنفسهم وقد فلت زمام التحكم بمخرجات مؤتمر الحوار من أيديهم? فلم يكن أمامهم سوى استدعاء خطابهم الديني الذي يظنون أنه وسيلة الضغط الأقوى الذي يملكونه.
بيان ما بات يعرف بهيئة علماء اليمن التي يرأسها الزنداني سيمثل احراجا كبيرا لتجمع الإصلاح أمام المجتمع الدولي? خاصة بعد بيان مؤتمر الحوار الذي دان فيه الحملات التكفيرية ضد مؤتمر الحوار.
هذا البيان الذي بدأ الزنداني من خلاله مصرا على خوض ذات المعركة التي خاضها ضد دستور الوحدة? ستضع حزبه في موقف لا يحسد عليه? وستزيد من تراجع تأييد اخوان اليمن دوليا واقليميا.
وفي المجمل يعد البيان إشارة إلى وجود حالة من عدم التجانس داخل الحزب الديني الذي نشأ وترعرع في حضن رجال الدين والقبيلة? ولم يختبر وجوده الشعبي والسياسي بعيدا عن مراكز القوة والنفوذ.
تراجع التأييد الاقليمي والدولي للاخوان ستنعكس أثاره على اليمن? وبالتالي قد تتجه القوى الاقليمية وبالذات السعودية إلى التفكير بخيار شق اخوان اليمن عن طريق أذرعها القبلية والعسكرية التي تدين لها بالولاء المطلق وتستمد وجودها وقوتها من الدعم المادي الذي تقدمه المملكة? وحينها سيجد الاخوان العقائديين أنفسهم على الرصيف? يندبون حظهم العاثر الذي عاشوه في كنف القوى القبلية والعسكرية التي اتخذت منهم مجرد أداة للمقايضة و رافعة للوصول إلى الحكم.
القوى القبلية والعسكرية المتحالفة مع اخوان اليمن قد تتخلى عنهم? بصفقة سياسية تضمن لهم البقاء في الحكم? خاصة مع التضييق الخليجي على الاخوان? فما الذي تخبؤوه الأيام القادمة لاخوان اليمن الذي تنكروا لشركاء الثورة في الساحات وشركاء العمل السياسي في اللقاء المشترك..?!