تمرد في اللواء 26 بالبيضاء وهجوم عنيف بالرصاص الحي على مقر قيادته
استمرت, حتى مساء أمس الأول, عملية التمرد التي قام بها عشرات من جنود وضباط اللواء 26 مشاة/ ميكا , على قائدهم, العميد الركن فضل ناصر المصري, بعد أن تمكنوا, فجر الأحد الماضي, من طرده من قيادة اللواء المتمركز في منطقة “السوادية” محافظة البيضاء.
وحتى مساء أمس الأول? لم يتمكن “المصري” من العودة الى مقر قيادة اللواء, وظل في فرع معسكر اللواء المرابط في منطقة “مكيراس” الذي لجأ اليه منذ الأحد, في انتظار احتواء عملية التمرد التي تمت عليه.
وقال لـ”الشارع” مصادر متطابقة في اللواء إن عشرات من الجنود قاموا, فجر الأحد, بعملية احتجاجات واسعة في اللواء, تمكنوا خلالها من محاصرة “المصري” في مقر القيادة, ثم أجبروه على مغادرة اللواء.
وطبقا?ٍ للمصادر? فقد قامت بالتمرد الكتيبة الثالثة مشاة, التي يقودها العقيد صالح الحاوري, وأركان حرب الكتيبة, الرائد الجريدي, وضباط آخرون في اللواء ساندوا التمرد وحرضوا عليه.
ووجهت اتهامات لرئيس عمليات اللواء, العميد منصور درهم, بدعم التمرد, غير أنه لم يتم تأكيد ذلك, ولم تتمكن الصحيفة من الوصول الى رئيس العمليات لأخذ رأيه في هذا الاتهام الموجه إليه.
وأكدت المصادر أن الكتيبة الثالثة مشاة أحكمت سيطرتها على معسكر اللواء, ووجهت, فجر الأحد, 8 أطقم مسلحة, تولت إطلاق الرصاص الحي من معدلاتها على مقر قيادة اللواء, ومكتب قائده “المصري” الذي اضطر بعد ذلك الى مغادرة اللواء.
وحسب المصادر? فقد تم ضرب مقر قيادة اللواء, ومكتب قائده, بالرشاشات المتوسطة والثقيلة? 7/12, 14 ونص.
وأفادت المعلومات أن جنود هذه الكتيبة أحكموا سيطرتهم على الوضع داخل المعسكر, وحاصروا مقر القيادة من كل الاتجاهات, وبعدها شنوا هجوما?ٍ عنيفا?ٍ عليه, عندما كان فيه “المصري” ومرافقوه, وألحق الهجوم أضرارا?ٍ مادية في مكتب قائد اللواء, وعدد من مكاتب القيادة.
وتقول المعلومات إن الجنود المتمردين استقدموا الأطقم المسلحة الثمانية من الموقع العسكري التابع لهم في منطقة “الكمب” القريبة من مقر اللواء, وانضم لهم أطقم أخرى تتبع الشؤون الفنية في اللواء, والتي ينتمي لها سائق عربة ماء الذي أوقفه قائد اللواء, نهاية الأسبوع الماضي, على خلفية تورطه ببيع الماء بالعربة لعدد من الأهالي.
وشارك, في الهجوم على مقر القيادة, أكثر من 8 اطقم مسلحة, وعشرات الجنود المزودين بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وتمكن قائد اللواء من مغادرة قيادة اللواء, واتجه الى المعسكر التابع للواء في “مكيراس” وهو فرع من اللواء ويتواجد فيه عدد من الكتائب العسكرية.
ويحتل هذا المعسكر, الذي لجأ إليه العميد المصري, المرتبة الأولى من حيث عدد الجند والأسلحة والعتاد.
وذكرت المعلومات أن جنود معسكري اللواء في “مكيراس” والبيضاء, رحبوا بـ”المصري” ووقفوا بجانبه ضد التمرد الذي تم ضده.
وأرجعت المعلومات هذا الالتفاف حول “المصري” الى تعامله البسيط والمباشر مع جنوده, وجعل مكتبه مفتوحا?ٍ لهم في أي وقت.
وطبقا?ٍ للمعلومات? فقد ظل “المصري” في هذا المعسكر “مكيراس” وغادره في الثانية عشرة والـ40 دقيقة من بعد منصف ليل أمس, متجها?ٍ الى مدينة البيضاء, قاصدا?ٍ العودة الى مقر اللواء.
وطالب المحتجون برحيل “المصري” الذي تعين في قيادة اللواء الشهر الماضي بعد أن رفض جنود اللواء قبول العميد الموشكي في قيادة اللواء.
ورغم أن الجنود المتمردين رددوا هتافات تطالب برحيل “المصري”? إلا أنه لم يتم توجيه أي اتهامات له بالفساد.
وأرجعت المصادر سبب التمرد على “المصري” الى قيامه بإيقاف سائق عربة المياه التابعة للواء, على خلفية معلومات تفيد بتورط السائق في استخدام العربة ببيع المياه لأهالي المنطقة.
وذكرت المعلومات أن قائد اللواء منح مساعد الشؤون الفنية إجازة مفتوحة, على خلفية شكوى ضده تقدم بها عدد من الأهالي.
وأمس? وصل أركان حرب اللواء, العميد صالح الغفري, الى مقر اللواء في “السوادية” وجمع جنود اللواء, وعمل على تهيئة الوضع.
ومساء أمس, طلب من قائد اللواء العودة الى مقر اللواء, بعد استقرار الوضع فيه.
وأفادت المعلومات أن قائد اللواء وجه أركان حربه بفتح تحقيق فيما جرى, وإيقاف الأفراد الذين حرضوا وقادوا التمرد.
وكان اللواء 26مشاة ميكا يتبع قوات الحرس الجمهوري المنحلة, ويتمركز في ثلاث مناطق هي “السوادية” ومدينة البيضاء و”مكيراس”.