ظاهرة غلاء الأسعار تشكل عبئا?ٍ ثقيلا?ٍ على المجتمع في ظل صمت الجهات المختصة
ـ مواطنون وتجار: ارتفاع الاسعار يؤثر على عملية الشراء ويفاقم المشكلات الأسرية
الحزب الليبرالي: يجب إعادة هيكلة وزارة الصناعة ووضع سياسة سعرية ثابتة للمنتجات والسلع الغذائية
ـ د. البواب: التضخم وغلاء الاسعار أقسى وأصعب ضريبة تفرض على الفقراء
ظاهرة غلاء الأسعار واحدة من الظواهر التي تهدد حياة وإستقرار المجتمع اليمني وتصيبه بمقتل نتيجة لما يترتب على هذه الظاهرة من معاناة وتشرد للكثير من الأسر المعدمة والفقيرة? وحول أسباب شيوع هذه الظاهرة يرى البعض أن الحكومة هي المسئولة بدرجة رئيسية عن هذه الظاهرة التي يعاني منها المواطن وبشكل كبير? ويرجع البعض الأخر أسباب هذا الغلاء إلى احتكار التجار للسلع الغذائية وغياب الرقابة على أرتفاع الأسعار وقبل حلول شهر رمضان المبارك من كل عام تتكرر شكاوي التجار الذين يضاعفون أسعار السلع التي يبيعونها إلا أن هذا العام وتحديدا?ٍ قبل أيام من حلول شهر رمضان ـ كما يقول العديد من المواطنين ـ شهد إرتفاعا?ٍ غير مسبوقا?ٍ في أسعار المواد الغذائية وهذا الأمر يسبب لهم مشكلات أسرية ونفسية وصحية? وحذر مختصون وأحزاب من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية? خاصة وأن حياة المواطن أصبحت مأساوية نتيجة لتضخم هذه الظاهرة التي تضر بتوزيع الدخل وتحبط جهود الحد من الفقر .
حول هذه الظاهرة قمنا بالنزول الميداني إلى العديد من شوارع أمانة العاصمة وخرجنا بالحصيلة التالية :
في البداية تحدث المواطن أنيس محمد الخولاني عن ظاهرة غلاء الاسعار قائلا?ٍ: أواجه غلاء الاسعار كما يواجهها أي مواطن يمني كون هذه الحياة أصبحت صعبة للغاية ? والاسعار لهذا العام خيالية ولا أستطيع أن أشتري كل المتطلبات والاحتياجات الكبيرة لشهر رمضان المبارك ? ولكني اكتفيت وكبقية الأشهر الأخرى بشراء القوت الضروري الذي يساعدني وأفراد أسرتي على الحياة حيث يعتبر هذا الغلاء الفاحش بمثابة موت بطيء للمواطنين الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين يواجهونه ..بالمزيد من الصبر وبقول “لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
?ونطالب القائمين على الجهات المختصة بأن يتقوا الله في الرعية ? وأن يعملون على تخفيف معاناتهم بأنزال الأسعار.
غلاء فاحش
وأردف قائلا?ٍ: هناك عدة أضرار أعاني منها نتيجة لظاهرة الغلاء الفاحش في أسعار السلع الغذائية منها أضرار مادية وأضرار نفسية ?خاصة ونحن من ذوي الدخل المحدود مما يضطر بنا الأمر إلى تخفيف النفقات وشراء المواد الاساسية فقط والغاء أي شيء أخر كالفاكهة واللحوم والملابس الجديدة والاشياء الكمالية وغيرها من الاشياء التي كنا نتسابق على شرائها في السنوات الماضية .
مشاكل أسرية
من جانبه تحدث المواطن هاني الطريقي قائلا?ٍ: أن مواجهتي لظاهرة غلاء الأسعار باءت بالفشل كون الاسعار لهذا العام مرتفعة للغاية ? مما جعل حياتنا المعيشية صعبة جدا?ٍ ?وزادت مشكلاتنا الأسرية وقد كنا خلال الأعوام الماضية أفضل بكثير مما نحن عليه هذا العام ? وبما أني خرجت اليوم (الثلاثاء …9/7/2013م) وكما تشاهد لشراء بعض مقاضي الشهر الكريم ولكني انصدمت بشكل غير متوقع بأن الأسعار لهذا العام ستكون بهذا السعر المرتفع الذي وجدته ولهذا أضطريت لشراء بعض السلع الغذائية الضرورية التي تسد رمقي ورمق أفراد أسرتي .
وأضاف: أن ظاهرة غلاء الأسعار أدت إلى تفكك أسرتي وذهاب زوجتي إلى بيت والدها نتيجة لعدم مقدرتي على شراء المواد الاساسية للبيت ?بالإضافة إلى عدم تمكني من تسديد ما تبقى علي من ديون لوالد زوجتي والبالغة (200000) الف ريال ? وكون البيت أيجار وصاحب البيت يطالب بزيادة في الإيجار ابتداء من الشهر الجاري فإني اجد صعوبة بالغة في الوفاء بإلتزاماتي لوالد الزوجة ولصاحب البيت ? خاصة وأن دخلي محدود للغاية ?حيث أعمل في صالون حلاقة براتب شهري ضئيل لا يفي بتغطية نفقات المنزل من المتطلبات الاساسية وما أخشاه هو أن يتسبب غلاء الأسعار في مكوث زوجتي لفترة طويلة في منزل والدها.
أقبال ضعيف
بدوره أوضح تاجر الجملة بمنطقة دارس بالعاصمة صنعاء الأخ/ عبد العزيز عبد الغني الشميري بأن نسبة الاقبال على شراء المواد الغذائية لهذا العام ضعيفة جدا?ٍ مقارنة بالأعوام السابقة ? وأرجع ذلك إلى غلاء أسعار السلع والمواد الغذائية ?الذي بدوره أدى إلى اقتصار شراء المستهلكين للسلع والمواد الغذائية الضرورية فقط.
وارجع الشميري أسباب عزوف الناس عن شراء المنتجات والسلع الغذائية إلى غلاء الأسعار وقال : إن ارتفاع الأسعار أثر وبشكل كبير على أصحاب الدخل المحدود من موظفي القطاع العام والخاص كون رواتبهم محدودة مما يضطرون لشراء الحاجات الاساسية فقط? أما المواطن الذي ليس لديه عمل فنحن نلاحظ نسبة أقبالهم على الشراء ضعيفة للغاية مقارنة بالموظفين .