فتوى تكفيرية من داخل مؤتمر الحوار
سادت حالة من الغضب داخل المؤتمر الوطني, الخميس الماضي, بعد أن كفر رجل الدين كمال بامخرمة, عضو مؤتمر الحوار الوطني في فريق بناء الدولة, زملاءه أعضاء الفريق, واتهمهم بـ”الشرك بالله” على خلفية تصويت ممثلي معظم القوى السياسية والمدنية في الفريق على عدم وضع الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع, واعتبارها أحد مصادر التشريع.
واعتبر بامخرمة القرار الذي اتخذه ممثلو القوى السياسية والمدنية “منكر عظيم”, “يجوز الاحتكام الى الطاغون والإيمان به, وهو أمر ينقض الإيمان والتوحيد” داعيا?ٍ جميع اليمنيين الى “إنقاذ هوية الدولة الإسلامية في اليمن”.
وقال بامخرمة, في بيان أصدره الأربعاء, تحت عنوان “نداء عاجل الى كل مسلم يمني”: “لقد اتخذ غالبية أعضاء فريق بناء الدولة في مؤتمرا لحوار الوطني (حزب المؤتمر الشعبي وحلفاؤه والحوثيون والحراكيون والاشتراكي والناصري من اللقاء المشترك وبقية التيار الليبرالي والنسوي ماعدا الإصلاح والرشاد وجمعية الإحسان وأحمد عقبات من الحوثيين) هذا اليوم أسوأ قرار تاريخي ستحاسبهم عليه الأجيال, بالإضافة الى الحساب العسير بين يدي الله, حيث انحازوا الى تنحية أن تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريعات جميعا?ٍ, وجعلها المصدر الرئيس وبالتالي إشراك مصادر فرعية أخرى الى جانبها لتكون أيضا?ٍ مصادر للتشريع, وهذا ما تدل عليه لفظة “رئيس” بإمكان وجود كصادر أخرى فرعية أخرى”.
وأضاف: “إن هذا القرار يكرس الشرم بالله ويشرعنه? لأن مقتضى كلمة التوحيد “لا اله إلا الله” ألا يكون حاكما?ٍ ولا مشرعا?ٍ إلا بالله كما قال تعالى: “إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس ى يعملون” (يوسف: 40).
وتابع: “كما أن هذا القرار يجوز الاحتكام الى الطاغوت والإيمان به وهو أمر ينقض الأيمان والتوحيد, فقد اشترط الله لصحة الإيمان والتمسك الصحيح بلا إله إلا الله الكفر بالطاغوت فقال سبحانه: “فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعورة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم” (البقرة: 256).
ونفى الله الإيمان عن من يريد التحاكم الى الطاغوت وجعل ادعاءه الإيمان زعما?ٍ, فقال سبحانه: “ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا?ٍ بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالا الى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا” (النساء: 60, 61), وقال سبحانه: “وما أرسلنا من رسول إلا لي?ْطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا?ٍ رحميا (64) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما?ٍ” (النساء 64, 65).
وقال: “ولهذا فإني أوجه ندائي أولا?ٍ الى العلماء والدعاة والخطباء, أن يقوموا بواجبهم في إنكار هذا المنكر العظيم الذي يراد رفضه على أهل اليمن, وأن يقوموا بواجبهم في توعية الشعب الى خطورة ما يراد به من هدم لدينهم وشريعة ربهم التي بالالتزام بها صادروا مسلمين, وأن يقوموا بدورهم فيا لدفاع عنها بكافة الوسائل والأساليب المشروعة بأن يتم ذلك من خلال الاتصال بالمسؤولين وأعضاء الحوار الوطني الذين يعرفونهم اجتماعيا?ٍ بهم وعن طريق الهاتف, ومن خلال مجالس القات التي يجتمعون فيها, ومن خلال الإنكار فيا لصحف والقنوات وغير ذلك من الوسائل حتى تصير رأيا?ٍ عاما?ٍ للمجتمع وذلك من أجل الضغط على لجنة التوافيق الذي (هكذا وردت) رفع القرار إليها لتقوم باختيار صيغة توفيقية لتعيدها من جديد للفريق للتصويت عليها”.
وأضاف: “وللعلم أن التصويت الثاني سيكون بأغلبية 75% وهو ممكن التحقق بأريحية واسعة? حيث أن المعترضين 7 فقط من الحضور, وهذا إن تم فهو فضيحة أيا فضيحة لثورة اليمنيين التي أطاحت برأس النظام السابق? فإن هذه الثورة لم تقم من أجل الإطاحة بالشرعية الإسلامية, وإنما من أجل الإطاحة بالظلم والفساد والذي من اسبابه عدم تطبيق الشريعة الإسلامية, والتمترس وراء المصالح الذاتية والحزبية? ثم إن هذه الأحزاب التي رفضت المرجعية الوحيدة للشرعية الإسلامية قد حكم معظمها اليمن وهو جزء, من هذا الفساد والتخلف التي تعيشه اليوم وشريكة في صناعته, وهي اليوم تريد أن تعود من جديد الى الحكم من باب الثورة وباسمها زورا وبهتانا?ٍ, وتريد أن تعيد إنتاج نظمها الاستبدادية المحاربة للدين بوجه آخر راكبة موجة ثورة اليمنيين سواء في الشمال أو الجنوب? ولكن للأسف مازال وجهها الكالح لا يفارقها من خلال المحاولة المستميتة لاستبعاد شرع الله عن الحكم”.
وتابع: “إنه لا بد أن يقوم العلماء والدعاة والخطباء بدورهم العظيم هذا من خلال ما يقدرون عليه من الوسائل, ومن ذلك الخواطر والدروس الرمضانية, ومن خلال خطبة الجمعة غد.
وأوجه ندائي لكل مسلم أن يقوم بواجبه في إنكار هذا العظيم الذي يساوي الشرك بالل