اليمن تعلن حالة الاستنفار ألامني
كشفت العديد من المصادر الدبلوماسية الغربية في صنعاء أمس أن الوضع الأمني للدبلوماسيين والمواطنين الغربيين في اليمن يمر في أسوأ حالاته ويشهد ‘حالة استنفار’ كبيرة? وتصاعدت هذه الحالة مع اعلان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الأربعاء الماضي عن مقتل نائب قيادة التنظيم السعودي سعيد الشهري في غارة أمريكية لم يحدد مكانها ولا زمان وقوعها.
وذكرت لـ’القدس العربي’ أن ‘الوضع الأمني أصلا كان خطيرا على الغربيين في الآونة الأخيرة وازداد خطورة مع إعلان تنظيم القاعدة عن مقتل الرجل الثاني فيه سعيد الشهري? الأربعاء الماضي? وكذا إعلان واشنطن أن مقتله يشكل انتكاسة للقاعدة’.
وأوضحت أن الغربيين في صنعاء والمدن اليمنية الأخرى أصبحوا مقيدي الحركة ولا يجرؤون على الانتقال من مكان إلى آخر إلا بإجراءات أمنية مشددة? وتضطر النساء الغربيات في بعض الحالات إلى ارتداء النقاب لإخفاء هوياتهن ولون بشرتهن الغربية.
ويخشى العديد من الدبلوماسيين الغربيين أن يثير تعليق الادارة الأمريكية على مقتل الشهري حفيظة عناصر القاعدة في اليمن? والتي قد تنعكس في ردود فعل غاضبة عبر عمليات ضد الغربيين في اليمن.
وفي تعليقها على مقتل الشهري? اعتبرت الإدارة الأمريكية ان مقتله ‘يشكل انتكاسة للقاعدة’.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي كايتلين هايدن ‘إن الولايات المتحدة على اطلاع على معلومات بشأن مقتل الشهري’. وأضافت ان ‘فقدان وجه هام ومعروف يشكل انتكاسة في عمليات القاعدة وإسكاتا لصوت هام في حشد المتطرفين في شبه الجزيرة العربية والعالم بأسره’.
وفي حين اتخذت العديد من السفارات الغربية بصنعاء وفي مقدمتها الأمريكية إجراءات أمنية احترازية مشددة لمواطنيها? خشية ردود أفعال القاعدة? حذرت منظمة الامم المتحدة بصنعاء الخميس جميع موظفيها العاملين في اليمن من التنقل داخل صنعاء أو السفر الى خارج العاصمة صنعاء من دون حراسة أمنية? مبررة ذلك بالخشية من تعرضهم للاختطاف.
وطلب مكتب الأمن الخاص بالأمم المتحدة في اليمن في تعميم على الموظفين الاجانب العاملين في منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن عدم التنقل في العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الاخرى دون حراسات.
وجاءت هذه التحذيرات عقب وقوع العديد من حالات الاختطافات للأجانب والذين ينتهي بهم المطاف لدى تنظيم القاعدة? حيث اتخذ تنظيم القاعدة من الاختطاف تكتيكا جديدا لعملياته في اليمن? من أجل ممارسة الضغط على الدول التي تحارب القاعدة? كما حصل لنائب القنصل السعودي في مدينة عدن الذي اختطف في آذار (مارس) 2012? والذي اختطفته القاعدة ولم يتم الافراج عنه حتى الآن.
وخرجت ظاهرة الاختطاف في اليمن من إطار الاختطاف القبلي لأجل قضايا مطلبية? إلى ظاهرة جديدة وهي ‘الاختطاف السياسي’ من أجل الفدية المالية الكبيرة أو الابتزاز السياسي? تتزعمها القاعدة عبر أدوات سياسية أخرى.
وازدادت المخاوف الغربية من حالات الاختطاف العديدة التي طالت موظفين غربيين يعملون لدى المنظمات الانسانية العاملة في اليمن? والذين يعلقون لدى الخاطفين ويصعب إطلاق سراحهم في ظل ضعف الدولة وعدم معرفة هوية الخاطفين.
وكان تعميم مكتب الأمم المتحدة بصنعاء جاء بعد يومين من ظهور الصحافية الهولندية جوديث شبيغل المخطوفة وزوجها بعد أكثر من شهر على اختطافهما في شريط فيديو وهما في حالة مأساوية ويناشدان حكومتهما التدخل السريع والاستجابة لمطالب الخاطفين الذين هددوا بقتلهما في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم في غضون عشرة أيام.
وذكرت مصادر أن تنظيم القاعدة ينفذ عمليات الاختطاف للأجانب للحصول على فدية مالية كبيرة لتمويل أنشطة عناصره في اليمن? بعد أن ضاق عليه الحال وزاد عليه الحصار المالي.
وكان القيادي في تنظيم القاعدة إبراهيم الربيش ظهر في تسجيل مصور نشر على موقع يوتيوب صباح الأربعاء? أكد فيه ان الشهري? المكنى بأبي سفيان الأزدي? قتل في غارة أمريكية لطائرة بدون طيار? بعد أن تعرض للقصف مرارا?ٍ? وأصيب في ثلاث غارات? وجرح في يديه ورجليه? وفقد إحدى عينيه وقتل في الغارة الرابعة دون أن يحدد مكان وزمان وقوع هذه الغارة القاتلة للشهري? مشيرا إلى أن الشهري كان المخطط لاختطاف الدبلوماسي السعودي في عدن عبدالله الخالدي لممارسة الضغط على السلطات السعودية للافراج عن المعتقلات في السجون السعودية على خلفية اتهامهن بالانتماء لتنظيم القاعدة.
– المصدر – القدس العربي