عصيان مدني يشل معظم مناطق جنوب اليمن
شل عصيان مدني شامل معظم مدن ومناطق جنوب اليمن بصورة غير مسبوقة, أمس, بما فيها جزيرة سقطرى, تلبية لدعوة الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض بمناسبة 7 يوليو التي صادفت, أمس, في الذكرى الـ19 للحرب بين الشمال والجنوب التي انتصرت فيها قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح على قوات البيض بعد حرب طاحنة بين الجانبين استمرت شهرين وانتهت بفشل المشروع الانفصالي للبيض.
وقال قيادي في “الحراك” فضل عدم الكشف عن اسمه لـ”السياسة”, “إن العصيان يعد رفضا لـ”الاحتلال الشمالي للجنوب” والمطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية والتأكيد على أن “الحراك” هو من يبسط يده على الأرض الجنوبية وليس القوات الشمالية الجاثمة في معسكراتها”.
وأوضح أن الحركة شلت بشكل كامل مدن الجنوب وبدت شبه خالية, حيث أغلقت جميع المرافق والمؤسسات والمصالح الحكومية والبنوك والمحال التجارية في خمس محافظات جنوبية هي عدن والضالع ولحج وحضرموت وأبين, وشمل العصيان للمرة الأولى مطارات عدن والمكلا وسقطرى وميناءي عدن والمكلا.
وأكد أن جميع المعابر الحدودية السابقة مع شمال اليمن, والسعودية وع?ْمان أغلقت بالكامل, ورفع عليها العلم الجنوبي وصور البيض.
إلى ذلك, أصيب ستة من عناصر “الحراك” بينهم طفل في منطقة كريتر بمحافظة عدن برصاص قوات الأمن أثناء محاولتها تفريق محتجين بتهمة المشاركة في العصيان وتم إسعافهم إلى مركز أطباء بلا حدود للعلاج.
وقدر الخبير الاقتصادي والناشط السياسي في “الحراك” حسين العاقل لـ”السياسة” خسارة القطاعين العام والخاص نتيجة العصيان المدني بـ300 مليون دولار.
وقال “لم يعد في الجنوب وخاصة عدن قطاع عام, فقد حولوها إلى قطاع خاص وبؤرة للهيمنة والسيطرة والاستحواذ, فجميع المنشآت والمصانع التحويلية حولت إلى قطاع خاص تابع لتجار شماليين”.
وأضاف “الدولة في الجنوب غير موجودة ومصالحها مرتبطة بأولئك التجار ونجاح العصيان, يؤكد أن الجنوبيين قادرون في أي لحظة على السيطرة على أرضهم, ونحن ننتظر من يأخذ بأيدينا ويساعدنا ويدعمنا دوليا فحتى سقطرى أغلقنا مطارها وميناءها”.
في غضون ذلك, هاجم مدير مكتب البيض في عدن نوفل عبد الواسع ثلاثة من قادة الجنوب هم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس وزعيم حزب “رابطة أبناء اليمن” عبد الرحمن الجفري, قائلا?ٍ “مللنا من كذبهم وخداعهم يوم يدعون للاستقلال ويوم يدعون للفيدرالية”.
من جانبه, قلل قيادي آخر في “الحراك” من فصيل مناهض للبيض من أهمية العصيان المدني.
وقال لـ”السياسة”, الحياة سارت بشكل طبيعي في محافظة عدن باستثناء أن عناصر البيض لم يسمحوا بدخول القات إلى عدن عبر مدينة الضالع, معتبرا?ٍ أن دعوة البيض للعصيان دافعة هو الصراع على الزعامة مع القيادي الجنوبي حسن باعوم ومحاولة تحجيم التظاهرة المليونية التي دعا إليها الأخير في مدينة المكلا للمناسبة ذاتها.
في موازاة ذلك, تظاهر المئات من الشباب والناشطين أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي في صنعاء, تنديدا?ٍ بحرب صيف العام 1994, للمطالبة بإقالة حكومة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة كفاءات وطنية.
وشددوا على سرعة تنفيذ النقاط العشرين التي تتضمن الاعتذار للجنوب عن تلك الحرب.