الموقف السعودي من مرسي ونظامه كشف ظهر إخوان اليمن ووضعهم في مواجهة صعبة
تشهد الساحة اليمنية هذه الأيام أحداث متسارعة ومتداخلة? تجعل التكهن بالمستقبل ضبابيا.
وفي الوقت الذي تشهد فيه البلد استمرار التئام مؤتمر الحوار للشهر الخامس على التوالي? تشهد أيضا تصعيدا خطيرا للأعمال المسلحة لتنظيم القاعدة وازدياد الفلتان الأمني.
وفي الوقت الذي تشارك فيه القوى النافذة في مؤتمر الحوار? تستمر في تغذية الصراعات في أكثر من مكان في البلد.
وهناك من يحاور في موفنبيك ويده ضاغط الزناد في مكان أخر? وفيما السير باتجاه مخرجات مؤتمر الحوار تسير ببطء? تتسارع خطى انهيار البلد اقتصاديا وتنامي الغضب الشعبي وتزداد حدة الاحتقان بين القوى المشاركة في التسوية? ما يضع مستقبلها على صفيح مملوء بالبارود.
وما زاد من الاحتقان السائد في الساحة اليمنية انعكاسات المشهد المصري? الذي ألقى بضلاله على الساحة اليمنية? التي يتهيأ فيها اخوان اليمن للحكم منفردين.
الموقف السعودي من الوضع المصري? كشف ظهر إخوان اليمن? الذين ظلوا مستندين له طوال عقود مضت.
ومكمن الخطورة من الموقف السعودي هذا? يجعل إخوان اليمن متوجسين من موقف اللواء محسن? الذي يعد رجل السعودية الأول في اليمن.
التوجسات هذه بدأت من نفي اللواء محسن لتصريحات كانت تداولتها وسائل اعلام محسوبة على الاخوان ينتقد فيها ما قام به الجيش المصري ويصفه بالانقلاب العسكري.
وأرجعت كثير من وسائل الاعلام هذا النفي للموقف السعودي? الذي وقف صراحة ضد إخوان مصر.
مصادر أشارت إلى أن وسائل اعلام الاصلاح نشرت التصريح ونسبته لـ”محسن” لجس نبضه? لكن نفيه أصابهم في مقتل.
و ما يزيد من كشف ظهر إخوان اليمن? الموقف القطري العائم والغامض في آن واحد حتى الآن من الاخوان? والذي يبدو أن تباعدا وقطيعة ستشهدها العلاقة بين الإخوان في المنطقة وداعمها الأول قطر? بعد تنحية أميرها السابق الذي شكل المعين الذي لا ينضب لإخوان دول الربيع العربي? والذين تمكنوا من الوصول إلى سدة الحكم في مصر وتونس وصاروا الرقم الصعب في اليمن وليبيا? لا سيما بعد أنباء عن طرد القرضاوي أحد الزعامات الروحية للإخوان? والحديث الذي تلوكه وسائل الاعلام عن مرسوم أميري للأمير الصغير بسحب الجنسية من القرضاوي ونهج جديدا يبتعد كثيرا عن النهج الاخواني وإن كانت قناة الجزيرة لا زالت تدعمهم اعلاميا.
و في اليمن يبدو الوضع مقلقا بالنسبة للإخوان? حيث أن تداعيات الموقف السعودي ستسبب شرخا للجماعة ستنعكس سلبا على مستقبلها المتطلع نحو السلطة? حيث يعد محسن (الجناح العسكري) وأولاد الأحمر (الجناح القبلي) مرتبطين بعرى وثيقة بالنظام السعودي? وأي تغيير في الموقف السعودي تجاه الاخوان سيعمل على شرذمة الجماعة في اليمن التي لم تخرج بعد من رحم العسكر والقبيلة.
تداعيات الموقف السعودي في أحسن الأحوال سيضع الجماعة في اليمن تحت رحمة التيار السلفي الذي تدعمه السعودية? واستمرار الجناحين العسكري والقبلي في فرض الوصاية على مستقبل الجماعة.
يعيش إخوان اليمن حالة من القلق والتخبط? وبدأ بعض منظري الجماعة يدعون إلى اتخاذ موقف من الرئيس هادي? على خلفية تهنئته للرئيس المصري المؤقت.
هذا الموقف الذي يوصف بالمتشنج وغير الحصيف سيضع مستقبل الجماعة على المحك? وقد يتسبب في تعكير علاقتها برعاة المبادرة الخليجية لا سيما السعوديين والأمريكان الذين يرون أن اسقاط هادي اسقاط للتسوية.
وفي الطرف الآخر يتحين الرئيس هادي الفرصة لتوجيه ضربة للجماعة? خاصة وأن مزاج الشارع يسير باتجاه اسقاط حكومة المحاصصة التي يوجهها مكتب الجماعة? وليس اسقاط مؤسسة الرئاسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه? هل ستكون تداعيات الموقف المصري في اليمن لصالح إخوان اليمن أم في صالح الرئيس هادي.
حدوث أي تداعيات شعبية أو تحرك الجماعة ضد الرءيس هادي سينعكس على مستقبل البلد ككل? والتي لا تتحمل مزيدا من الصراعات والانقسامات.