خيار إخوان اليمن
“اليمن ليست مصر” قالها الرئيس علي عبدالله صالح مطلع العام 2011م? منطلقا?ٍ ربما من أن اليمن دولة ديمقراطية ولها خصوصياتها الديمقراطية والجغرافية وموروثها الثقافي ونسقها المعرفي الخاص.
وقالها بالأمس رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح? الأستاذ زيد الشامي? مضيفا?ٍ أن الفرق بين اليمن ومصر كالفرق بين السماء والأرض.
لا خلاف أن اليمن ليست مصر? ولذلك فإن مسار الأحداث في مصر غير مسارها في اليمن? ولكن المحصلة للمسارين كانت واحدة تقريبا?ٍ.. هي وصول الإخوان إلى السلطة في مصر وعودتهم إليها في اليمن? وبالتالي فإن المهم بعد سقوط الإخوان في مصر ومحور المقارنة هو بين إخوان اليمن وإخوان مصر وليس بين البلدين? لأن عوامل السقوط واحدة? كذب الإخوان في مصر وأقصوا وفشلوا في إدارة البلاد اقتصاديا?ٍ وسياسيا?ٍ واجتماعيا?ٍ.
لبسوا قميص القدسية ونصبوا أنفسهم ممثلين عن الله وحماة الشريعة? وأرادوا الهيمنة على القضاء والداخلية والجيش والمؤسسة الدينية ولم يسمعوا أحدا?ٍ غيرهم? ولم ينظروا إلى أحد أو شيء غير أنفسهم? واعتقدوا أن الولايات المتحدة تعطي الـم?ْـلك من تشاء وتنزعه ممن تشاء وت?ْـعز من تشاء وت?ْـذل من تشاء? واقتنعوا بأن الجزيرة والـ(بي بي سي) تحتكران عيون الناس.
اتكأوا على عكاز الفلول والنظام السابق والرئيس المخلوع وغيرها? معتقدين أن ذلك هو المشروع الذي سيبقيهم في السلطة? كذبوا واستعلوا واحتكروا مجد الثورية والشهادة الوطنية والدين? وألصقوا بالآخرين تهم الإلحاد والخيانة والعمالة? ملوحين للناس بسيف العنف ومرغبين بقطر? ومشيرين إلى تركيا? ومنكرين أي حقيقة لا يراها الناس بأعينهم أو عبر أقنيتهم الإعلامية وفتاوى شيوخهم.
أنشأوا المليشيا المسلحة? ووزعوها على مقارهم وقاداتهم? وأبدوا استماتة في الاستئثار بالسلطة والتشبث بها في وجه الجميع? واستقووا بالخارج على الداخل.
هذه معادلة السقوط التي أل??ِف إخوان مصر موادها خلال مسيرة عامين من السجن إلى السجن? وهي معادلة سقوط أي جماعة في أي مجتمع.
لم تقض? عليهم ثمانية عقود من الصراع مع السلطة? وإنما قضت الجماعة على نفسها بيدها في عام واحد? فما الذي لدى فرع الإخوان في اليمن من مواد معادلة السقوط?
ما نراه أن هناك شبه تطابق بين الجماعة في مصر وفرعها في اليمن? ويبقى من صالحهم أن يروه ويحاولوا الاستفادة مما حدث في مصر لتجنب النتيجة ذاتها? السقوط بدلا?ٍ من المكابرة والكذب على النفس? أو اجترار المظالم? فلن يغني ذلك لأن المقارنة بين اليمن ومصر لن تحدث فرقا?ٍ إلا? في المسارات فقط أما النتيجة والمصير فواحد? وبيد الإصلاح وحده في اليمن أن يتجنب الهاوية أو يستمر في الطريق إليها.
*صحيفة اليمن اليوم