هيكل في حوار لـ CBC : مرسي عزل مصر عن آسيا ? و جعلها محاصرة في افريقيا
قال الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل إن مصر مرت خلال الأسابيع الـثلاثة الماضية بـ3 كوارث? الواحدة منها تكفى لإسقاط نظام بمفردها? ومنها مؤتمر الحوار الوطنى لأزمة النيل? الذى أصابه بالحزن والإحباط? مشيرا إلى أنه إذا كان الرئيس السابق حسنى مبارك أخذ البلد إلى التجريف فإن الأوضاع الحالية أخذت البلد إلى التعرية.
وأضاف «هيكل»? فى حواره مع لميس الحديدى? فى برنامج «مصر أين ومصر إلى أين?»? على قناة «سى بى سى»? اليوم الخميس? أن الرئيس تجاوز حدود الأمن القومى? وتجاوز حدود المسموح بقراراته خلال مؤتمر نصرة سوريا? معتبرا أنه بذلك يعزل مصر عن آسيا? فضلا عن مشاكلها فى أفريقيا? ما يشير إلى انسحابها من خريطة المشرق? وإلى نص الحوار:
كيف ترى المشهد الراهن بعد اقتراب انتهاء العام الأول من عهد مرسى?
– شهر يونيو الجارى يعتبر كاشفا وخطيرا فى تاريخ هذا البلد? وهذا النظام? وهناك 3 كوارث وقعت على مدار 3 أسابيع متلاحقة? كل واحدة منها تكفى لإسقاط نظام بمفردها? بدأت بأول أسبوع بمؤتمر الحوار الوطنى لمناقشة أزمة النيل? الذى أذيع على الهواء مباشرة? وعندما شاهدته حزنت وأصبت بالإحباط? وإذا كان الرئيس السابق حسنى مبارك أخذ البلد إلى التجريف? فإن هذه الأوضاع أخذت البلد إلى التعرية? ولا أستطيع تصوره ولا تخيله? وعندما جاء الأسبوع الثانى من يونيو فوجئنا بالمؤتمر الذى عقد بقصر المؤتمرات حول مياه النيل? وبدأ بأغنية عن النيل وهذا غريب? ولا أعلم لماذا اختيرت? وانتهى بأن كل الخيارات مفتوحة? ولا أعلم لماذا استعار قصيدة ليس لها علاقة بالنيل? وكان بالأحرى الاستعانة بقصيدة لا تخطئها عين وهى قصيدة أحمد شوقى الشهيرة عن النيل? التى غنتها أم كلثوم وهى «أيها النيل»? بدلا?ٍ من استخدام قصيدة لا تمت للموضوع? وأعتقد أنه اجتماع غريب انتهى بعبارة غريبة وهى أن كل الاحتمالات مفتوحة وهى عبارة لا يملك أن يقولها ولا يملك لأحد فى العالم أن يقولها? وكانت الولايات المتحدة تملك أن تقولها فى توقيت معين? لكن لا تملك أن تقولها باستمرار لأنها عندما فعلت خسرت? ثم جاء الاجتماع الثالث فى الأسبوع الثالث من الشهر وأعتقد أنه فى هذا الاجتماع تجاوز الخط المسموح به لأى رئيس.
وما هى الخطوط المسموح بها لأى رئيس?
-هناك عدة مسائل أولها أنه لا يملك -أى رئيس- تجاوز حدود الأمن القومى المصرى? والأمن القومى لأى بلد محدد باستمرار الجغرافيا والتاريخ? التى لا يملك فرد أو نظام أن يغير فيها? والأمن القومى يستند إلى الوجود فى سوريا? والعلاقة بها لا تقبل المناقشة وإذا خرجت من سوريا وفقدت التأثير على الوضع فى سوريا أعتقد هنا أن مصر خرجت من آسيا بالكامل? وانحسرت فى أفريقيا? وهى مكبلة أيضا?ٍ فى القارة الأفريقية بالمشكلات? وأعتقد أن خروج مصر من آسيا ليس فقط قرارا لا يملك أن يتخذه? لكن أيضا?ٍ أعتقد أنه اتخذه فى أسوأ توقيت? وأنا فى حالة من الاندهاش والاستغراب?? لماذا أخذ هذا القرار الآن? لأنه قرار لا يملكه بالتأكيد وليس فى سلطته على الإطلاق? وهو موضوع يقتضى مناقشته معه.
هل حاول ربما إرضاء الأمريكان?
– ما قيل لى إنه حاول إرضاء أطراف نفطية تصور أن بإمكانها مساعدته.
قطر?
– قطر أو السعودية أو أى حد لكن على أى حال القرار الاستراتيجى المصرى? خاصة إذا اتصل بالأمن القومى? لا يملكه رئيس الجمهورية? ولا يمكن أن يكون موضعا?ٍ لصفقة مهما كانت الأمور? وقيل إنه يحاول إرضاء السلفيين وهو فعلا?ٍ شىء غريب جدا?ٍ? والشىء الثالث الذى قيل إنه تخيل أن الأسلحة الأمريكية بدأت تتدفق إلى سوريا? وللأسف فى مرات كثيرة لا نعرف ونحن نقرأ الأخبار أو نحللها ولا نستطيع التفرقة بين ماهو مطلق للدعاية وبين السياسة الحقيقية.
كيف قرأت دعوته للجهاد?
– شىء لا يتصور? وأنا أريد أن أحيله إلى ما قاله الرئيس الأمريكى باراك أوباما من تصريحات مؤخرا?ٍ إنه لا يريد أن يجد الولايات المتحدة الأمريكية? ولا يستعد أن يجدها? فى صراع بين السنة والشيعة فى العالم الإسلامى? وعندما يتلفظ رئيس جمهورية بلفظة «النظام الرافضى» فهذه كارثة? وأتصور فى ضوء ذلك أن إيران قوة فى المنطقة? يجب أن يحسب حسابها سواء أردت أن تكون صديقا?ٍ لها أم عدوا?ٍ? وعليك وأنت ترسم السياسة أن تأخذ أمورا?ٍ فى اعتبارك? أولا?ٍ: أن تحدد الأطراف اللاعبة فى المنطقة ثم تقرر ماذا تريد أن تفعل? لكن دون تحديد الأطراف اللاعبة لا يمكن أن يكون الأمر سليما?ٍ.
من يسائل الرئيس إذا?ٍ?
هذه مسألة مهمة جدا?ٍ? فهو ليس قرارا?ٍ عاديا?ٍ يمكن التغاضى عنه لأنه تترتب عليه آثار وخيمة فقد وضعنا فى عزلة كاملة عن آسيا بخروجنا عن سوريا? وجعل مصر محاصرة فى أفريقيا بمشاكل لا قبل لنا بها? ولم يصبح لدينا أحد فى العالم?? والسؤال هل من حق الرئيس أن يتخذ قرارا?ٍ أو قرارات دون أن يعود لأحد? وإذا كان هذا قرارا?ٍ خاطئا?ٍ فأين الحساب? كما أننى أود أن أشير إلى أن قراراته متناقضة? فهو من دعاة رفض التدخل الأجنبى فى سوريا ومع