نص تقرير بنعمر لمجلس الأمن حول اليمن
قدم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر اليوم تقريره عن الأوضاع في البلاد? تطرق على مسارات الحوار والوضع الأمني والمعوقات أمام الحوار لايجاد مخرجات تحقق التوافق ?متأسفا?ِ من وجود حرب إعلامية بين الفرقاء السياسيين لا تزال مشتعلة.
وأكد بأنه رغم الانقسامات العميقة في فريق صعدة? فقد تمكن من التوافق على رؤية مشتركة لجذور النزاع. ومع تقدم أعمال مؤتمر الحوار? لا يزال المؤتمرون في حاجة إلى التوافق على القضية الجنوبية من أجل التأسيس لدستور جديد.
وأضاف خصص المؤتمر للقضية الجنوبية فريق عمل بتركيبة محد?دة تميل فيها كفة التمثيل لصالح الحراك الجنوبي. سيباشر قريبا?ٍ مناقشة مقترحات حول وضع الجنوب وهيكل جديد للدولة في اليمن. مع ذلك? لا تزال بعض مكونات الحراك خارج العملية , مؤكدا?ِ مؤتمر الحوار دعا في جلسته العامة الأولى إلى تشكيل لجنة للتواصل مع قادة الحراك الجنوبي. من المهم تطبيق ذلك.
وتحدث حول الوضع في الجنوب : يسير الشارع نحو مزيد من الاحتقان. ويدنو من نقطة تحو?ل مدفوعا?ٍ بالاستياء بعد أكثر من عقدين على المظالم المتراكمة والتهميش المنهجي. ازداد توج?س الجنوبيين إزاء الوعود التي لم تنفذ. ومنذ شباط (فبراير)? مؤكدا?ِ بأن تشكيل لجنتين لمعاجلة خطوة أولى بالغة الأهمية على طريق معالجة المظالم الرئيسة , ولكن ستحتاج اللجنتين موارد أكبر بكثير لإنجاز مهامهما وتقديم علاجات فع?الة. علاوة على ذلك? إن لم تتخذ الحكومة مزيدا?ٍ من إجراءات بناء الثقة أو تحدث تحسينا?ٍ ملموسا?ٍ في الحياة اليومية للناس? ستزداد الأصوات الغاضبة وتتقلص مساحة الحوار.
نص التقرير كاملا?ٍ :
تقرير إلى الأمين العام بموجب قراري مجلس الأمن 2014 (2011) و2051 (2012)
السيد الرئيس
1. بلغ اليمن صلب العملية الانتقالية. منذ أيام قليلة فقط? جلست إلى جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني? لنشهد احتفاء أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل الخمسمئة والخمسة والستين ببلوغ مداولاتهم منتصف الطريق مع انطلاق أعمال الجلسة العامة الثانية.
2. المؤتمرون من جميع المكونات السياسية الرئيسة في البلاد? بمن فيها النساء والشباب? يرسمون معا?ٍ مستقبل بلادهم. عملية حوار شاملة كهذه هي إنجاز كبير في بلد تغرقه الأسلحة ولديه تاريخ من الصراعات. فهي تظهر التزام اليمنيين خيار الحوار بدل العنف والتوافق بدل الانقسام.
3. أظهر الحادث المؤسف يوم الأحد أن العملية الانتقالية دقيقة. يؤسفني أن أبلغ المجلس بوقوع اشتباك بين قوات الأمن ومتظاهرين من “أنصار الله” أمام مقر جهاز الأمن القومي في صنعاء? مسفرا?ٍ عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص.
4. مع ذلك? اليمن هو البلد الوحيد في المنطقة الذي خرج من دوامة العنف عام 2011 باتفاق تفاوضي سلمي? يتضمن خارطة طريق واضحة وجدولا?ٍ زمنيا?ٍ لانتقال ديموقراطي شامل. نهن?ىء حكومة اليمن وشعبه للوفاء بعهودهم رغم التحديات? ونحثهم على مواصلة الطريق.
5. خلال الأسابيع القليلة الماضية? توز?ع المشاركون في مؤتمر الحوار على تسعة فرق عمل? تناقش جميع القضايا الرئيسة التي تواجه البلاد? بما فيها النزاعات المزمنة المتعلقة في الشمال والجنوب. وكما كان متوقعا?ٍ مع التئام هذا العدد الكبير والمتنوع من الفرقاء? بينهم خصوم سياسيون وحتى أعداء? كان من الصعب تجاوز الجراح والمظالم? وقد اختبر حسن نوايا المشاركين. لا تزال الانقسامات العميقة تسود فرق العمل المثيرة للجدل? مثل فريقي صعدة والقضية الجنوبية. سيتطلب هذا تيسيرا?ٍ دقيقا?ٍ والحد الأقصى من حسن النوايا من قبل جميع الأطراف.
6. رغم ذلك? يسعدني إبلاغكم بإحراز تقدم عموما?ٍ. فقد رفعت أغلبية فرق العمل تقاريرها إلى الجلسة العامة الثانية للمؤتمر. وقدمت أكثر من 100 توصية ليتم تبن?يها? يشمل كثير منها ضمانات دستورية لحقوق الإنسان. ورغم الانقسامات العميقة في فريق صعدة? فقد تمكن من التوافق على رؤية مشتركة لجذور النزاع. ومع تقدم أعمال مؤتمر الحوار? لا يزال المؤتمرون في حاجة إلى التوافق على قضايا رئيسة? تتضمن شكل الدولة ونظام الحكم? وحل قضيتي الجنوب وصعدة. وسيساعد تشكيل مؤتمر الحوار لجنة التوفيق أخيرا?ٍ في تنسيق مختلف التوصيات والتوفيق بينها وفي تسهيل التوصل إلى توافق.
7. يعمل فريقي ومساهمون آخرون عن كثب مع هيئات مؤتمر الحوار لإطلاعهم على مجموعة واسعة من التجارب والخبرات الدولية. وبينما لا نملك وصفات جاهزة للتغلب على تحديات اليمن الكثيرة? فقد مك?ن عرض مقارنات من أوضاع بلدان أخرى المؤتمرين من اتخاذ قرارات مستنيرة بعد اطلاعهم على خيارات مختلفة. ستكون الجلسة العامة المقبلة والأخيرة حاسمة في الاتفاق على مبادئ دستور جديد وملامحه.
السيد الرئيس?
8. يسر?ني الإشارة إلى أن الحوار يتجاوز مكان انعقاد المؤتمر. اليمنيات واليمنيون منخرطون في نقاشات وحوارات حول مشكلات بلادهم ومستقبلها المرتقب. ويشاركون في