في مولده ومعراجه صلى الله عليه وسلم
الثاني عشر من ربيع الثاني من كل عام تاريخ نعرفه نحن المسلمون ونجله انه تاريخ ميلاد النور والرحمة المهداة للبشرية جمعاء خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم? انه تاريخ لو عقلنا عمقه لاعتبرناه عيد حقيقي لهذه الأمة يستحق الاحتفاء به بما يتماشى وتعاليم السنة النبوية وكذلك يوم إسراءه صلى الله عليه وسلم فكلا اليومان يعتبر ميلاد امة وليس ميلاد فرد.
وإذا كانت الأمة ترزح في هذا الزمن تحت وطأة الأحزان ومخضبة بالدماء ومثخنة بالجراح بل وتستجدي الفرحة وتتوسل الانتصارات حتى الاصطناعي منها مبتكره المهرجانات الكروية والفنية وأعياد الحجر والشجر والاستقلال غير المستقل والثورات الغير مكتملة لتجد في كلا المناسبتين عيد وعزاء .
إلا إننا وان كنا جميعا نترنم بحبه صلى الله عليه وسلم إلا أننا سقطنا في فخ كبير تعدد ناصبوه لنا انه فخ خيانته صلى الله عليه وسلم قد يقال إن التهمة عظيمة لكننا لو صارحنا أنفسنا سنجد بأنا مدانون ومدينون ?أفلا يعتبر هجر كثير من سنته صلى الله عليه وسلم ووأد الأخرى بداعي الجهل والنسيان وبعض الفتاوى من غير أهلها خيانة?ألا يعتبر إتباع ما نهى عنه وترك ما أمر به خيانة له ولأنفسنا إذ نوردها موارد التهلكة! (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )إننا نترنم بحبه في الوقت الذي لا نعلم عنه إلا النزر القليل بل والأمر أن بعض ذلك النزر من المعلومات مغلوط فأنى لنا أن نحبه حق المحبة ونحن نجهله حق الجهل بل أنى لنا أن ننقل تلك المحبة لأولادنا ونحن نرسف في ذاك الجهل (أدبوا أبنائكم على حبي)لقد بات أولادنا يعرفون عن نجومهم الكروية والفنية تفاصيل التفاصيل في الوقت الذي لا يعرفون فيه عن نبيهم إلا القليل.
– إن الدين الإسلامي دين قائم على قدمي مساواة العبادات والتعاملات إن اشتكت احدهما تأثرت الأخرى وهذا ما نجهله أو ما صع?ْب علينا تطبيقه وبفاعليه يفسر ذلك فقدان الكثير من العبادات الجوهرية والعظيمة لثوابها لمجرد اقتراف خطأ تعاملي? فصيام الذي هو لله وهو يجزي به ي?ْنتقص من هذا الأجر الزور في القول والعمل والغيبة والنميمة وجميعها يقع في بند التعاملات? الحج الذي يعود بعده المسلم من ذنوبه كيوم ولدته أمه كان شرطه الرئيس ليكون كذلك ترك الرفث والجدال حتى أن البغضاء والتحاسد والأذية باليد واللسان و المداهنة تبطل عبادات عظام( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)(إن شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)
–
– إن دين أسس بنيانه على الرحمة في التعامل بين البشر بعضهم البعض وحتى مع الكائنات الأخرى_ فقد غفر الله لبغي من بني إسرائيل سقت كلبا وادخل الله مسلمه النار حبست هره لمن تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض- لهو دين قائم على التعاملات بالدرجة الأولى ويسعى لصقل تلك المتعاملات ولتحسينها ولتأصيل الانسانيه في المنتسبين إليه بل إن الكثير من علماء الدين الأجلاء اقروا أن العبادات يسيره على من يسرها الله عليه غير أن التعاملات هي المحك الحقيقي لمدى العلاقة بين الله وربه ومدى جودة تلك العبادات تنعكس على التعاملات فان صلحت التعاملات دل ذلك على صلاح العبادات وتفقه صاحبها ومعرفته لحقيقة تلك العبادات والغرض من ممارستها واذكر قول احد الدعاة عندما قال إن المسلم الفاشل في عمله وتعاملاته وحياته والناجح في دينه والأخر الناجح في حياته وتعاملاته والفاشل في دينه كليهما فتنه فالتطبيق الحقيقي والحق لدين الإسلامي يفضي لنجاح في الدارين وعلى كل الأصعدة.
–
– إننا كمسلمين اشد فتك وإيذاء لديننا من أولئك الذين ينالون منه بالرسومات والهجمات الأخرى فالمسلم الجاهل لدينه وبدينه وبنبيه وبسنة نبيه و مغازيها وعمقها ومدى رحمتها واحتواءها للأخر ولنفس والذي يقصي أبناء دينه من طائفته ومن غير طائفته ويعادي غيرهم من غير المسلمين بلا جريرة لهو سلاح فتاك وخطر على نفسه وعلى دينه فالمسلم سفير لدينه.