ش?ل م?نه ناوله
التعليم التعليم التعليم .
سبقتني أقلام كثيرة خاضت في موضوع التعليم ,على أنها ليست كثيرة مقارنة بحجم الموضوع وخطورته ألتي ي?ْغض عنها الطرف إما عن عدم تقدير لأهميته وإما لتغييب أهميته عن وعي العامة ,
ك?ْنت أتوقع أن تقوم نقابة المعلمين بدور كبير في التركيز على موضوع تغيير المناهج الدراسية العقيمة لسببين :-
1- المعلم في جميع المراحل الدراسية وفي كل المواد _هو الأقدر على تصويب خلل المناهج _والأكثر دراية بسلبياتها على إعتبار أن ممارسة مهنة التعليم قد أكسبته مهارات التمييز بين ماهو كائن وبين ما يفترض به أن يكون ,هذا من جهة ومن جهة أخرى , يستطيع تحديد مقدرة الطلاب في مراحلهم المختلفة على إستيعاب مواضيع معينة عن غيرها ألتي لا تتناسب مع قدراتهم , وإستعدادهم الفيسيولوجي , الخبرة هنا لها دور أساسي ومهم , لكن فقط عبر الأكفاء و المؤهلين من المعلمين ,أشدد على المؤهلين منهم , ذلك أن الكثير ممن يمتهنون التعليم تنقصهم الكفاءة التأهيل والخبرة, وهي شروط أساسية في نجاح التعليم , ونجاح المشاركة في عملية تطوير المناهج التعليمية.
2- السبب الأخر أن المعلم في ظل هذه المناهج العقيمة يتحمل المسئولية الكاملة لإيصال المعلومة والشرح والرسم والتوضيح نتيجة قصور المناهج والإفتقار إلى وسائل التعليم المساعدة مثل المكتبة الاكترونية والمكتبة الورقية والمعامل ,فمناهج التعليم لدينا خريطة بدون مفاتيح ,وبالتالي تغييرها سيخفف الحمل عن المعلم كثيرا?ٍ وسيجعل الطالب يتحمل نصيبه من مسئولية التعلم والبحث .
لكن ذلك لم يحدث ,على الرغم من أن بعض المعلمين قد تقدموا فعلا?ٍ بمشاريع تعديل وتغيير بعض المواد ,ذلك ما أخبرني به أحد معلمي مادة الفيزياء أثناء طرحي عليه تساؤلاتي حول دور المعلم في عملية إصلاح المناهج .
ونلاحظ هنا أن دور النقابات في اليمن دور لا يعول عليه ,مشلول ولا يضطلع بدوره الحقيقي في الحياة العامة.
– إن تشكيل لجان لإعادة دراسة المناهج وتصويب إنحرافاتها مسئولية كبيرة تتطلب جهدا?ٍ وعملا?ٍ كبيرين إلى جانب دور الدراسات الحديثة في علم النفس التربوي ,وعلم النفس الإجتماعي وإستعانه جادة بذوي الإختصاصات من الأكادميين المؤهلين ,
ولا يتم وفق إرتجالية وغوغائية ,ولا من قبل زمرة حزبية تتولى القيادة في وزارة التربية والتعليم .
بل من المفترض أن يكون للتعليم العالي دور رئيسي في قيادة هذه العملية , وهذا يحدث في معظم دول العالم ألتي تت?بع رؤى واضحة لتطوير أنظمتها التعليمية ,وللأسف لا يتم ذلك في الدول العربية والسبب واضح وهو إفتقار هذه الدول لرؤى واضحة في التطوير !!!!
لذلك مرتبة كل الدول العربية في أسفل السلم العالمي بالنسبة للتعليم وجودته ,وهذا منشور في التقارير السنوية للأمم المتحدة في مجال التنمية ,وللدكتور/ عبد العزيز المقالح ,مقالات عديدة في هذا المجال.
وتحت هذا الإتجاه خطوط حمراء ينبغي مراعاتها ,أولاها الإستعانة بذوي الكفاءات والإختصاصات بدون تدخلات ايدولوجية ولا حزبية ,فقط معايير المفاضلة والتخصص هي من يقود عملية التطوير والتغيير ,لماذا?
لأن التسييس سيقود إلى إتجاه واحد مليئ بمطبات الإعاقة الذاتية للتطوير وبدلا?ٍ عن إنتاج مسارات إنفراجية للتعليم وإخراجه من بوتقة العقم غير الم?ْجدي سنجده عائقا?ٍ أمام طرق التنمية والتطوير وسيصبح نسخة عن المعاهد العلمية الآسنة,
ومن هذا المنظور تخيلوا كيف سيئول حال المجتمع ألذي سيبقى عالقا?ٍ في عصر قد تخطاه العالم أجمع بمراحل من الرقي والتقدم والنماء ,وهو لا يزال يعالج حجاب المرأة وصوتها ويبقي مصطلح الجندر شغله الشاغل ,والذي أعتقد شخصيا?ٍ أنه لا يحتاج إلى هذه الزوبعة الإعلامية المفبركة فمفهومة واضح ولا يندرج تحت أي من تفسيراتهم المعقدة والمفرغة من أي -وعي لوغوي أو دلالاي-
هنا بكل وضوح أتكلم عن اللجنة التي شكلتها وزارة التربية والتعليم _للنظر في تعديل المناهج وتطويرها بتمويل مقداره 3 مليون دولار على شكل منح في مشروع تطوير التعليم الأساسي _ومعظم من أختيروا في هذه اللجنة يتبعون حزب الإصلاح – الراعي الرسمي حاليا?ٍ لوزارة التربية والتعليم ,هنا أذكر على سبيل المثال المحاضرات الدينية التي تقام في المدارس ,ماهو توجهها وماهي ضوابطها ,??
نحن الأن في زمن لا مصداقية فيه لأي مرجعية دينية ,فلما ت?ْقحم هذه المرجعيات في التعليم ?
وفي توجيه أبنائنا وبناتنا وفق أهواء لم يكن لنا عليها سلطان, هذا الدور نرفضه لأنه إختراق وتعدي على حرياتنا ,تلك المرجعيات لا تتبع هيئة أزهرية وسطية ,ولا تتبع سلطة الدولة إنها تتبع حزب الإصلاح , فماذا بعد هذا الإختراق????
-عودة إلى موضوع التعليم والمناهج التعليمية _بعد 50 عام من نشر التعليم في المجتمع اليمني _ ما الذي تغير في المجتمع وكم نسبة هذا التغيير أو التطور ?
لا يزال الفرد في المجتمع اليمني في مرحلة ما قبل التمدن ,سكن المدينة نعم لكنه بعيد عن التحضر والتمدن , وهذا ناتج عن مساوئ التعليم , ف