تعز.. الإنجاز الرسمي والحاضن الشعبي
كان اسم الجمعة في ساحة الحرية بتعز «من أجل تعز مستقرة خالية من السلاح والفساد» الاسم استمرار للثورة التي لا تفتر في تعز ? الجديد هو التناغم الرائع لأول مرة منذ مدة طويلة تقريبا?ٍ مع الجهود الرسمية في المحافظة بقيادة المحافظ بما يخص المحاولة الجادة لاستعادة الأمن في المحافظة الذي انفلت بصورة لا تخلو من عمد ودفع بعض أطراف تعمل جاهدة على زعزعة تعز باعتبار المحافظة رقما?ٍ هاما?ٍ في إنجاح المشروع الوطني , وكان هؤلاء قد وجدوا ضالتهم في ما اعتقدوه خصومة سرت بين أبناء تعز بمجرد خلاف على إجراءات أو رأي .. هؤلاء لا يعرفون هذه المحافظة الجميلة التي أجمل ما فيها أن عقلها وقلبها الجمعي ينشط كلما ازدادت المؤامرات ومحاولات الإنهاك وتقطيع أواصر القربى.
في كل مرة ستفاجئ تعز خصومها وأحبابها بأنها تستفيق في الوقت المناسب من نوبة عارضة وأنها تعرف ما يراد لها ? وما يميز هذه المحافظة خلوها من المقامرة والتعصب مما يسهل لها تلافي السلبيات وتصحيحا?ٍ دائما?ٍ للمسار.
في الأسبوع الماضي رأينا اجراءات أمنية ناجحة قوبلت بتعاون من المواطنين وأصبحت الأطقم العسكرية داخل المدينة تؤدي عملها بحاضن شعبي بعيدا?ٍ عن نظرات الغضب وارادة الرفض التي كانت تصيب أي مظهر من هذا القبيل من قبل.
أكثر من محاولة فوضى خمدت .. محاولة لقطع شارع جمال أنهته قوات الأمن بسلاسة وبمباركة شعبية .. صد محاولة دخول أكثر من عشر سيارات مسلحة لاقتحام المدينة وصولا?ٍ الى المحافظة لاستعراض الهمجية وفرض قوة الفوضى ? العملية لاقت ترحيب المواطنين ومطالبتهم بإزالة مظاهر التسلح وتأديبهم إن لزم الأمر.. إلقاء القبض على كميات كبيرة من الأسلحة والأدوية والسموم المهربة.
ما لا يدركه الكثير أن الرأي العام هو سلطة قاهرة بذاته وأن الحاضن الشعبي للعمل الثوري كما للعمل الأمني والرسمي يمثل روح النجاح وقوة غامضة ودافعا?ٍ غير منظور نحو الانجاز ? وهنا تكمن سر قوة تناغم القرارات الرسمية مع الإرادة العامة والمزاج الشعبي الذي يجب أن يحافظ عليه بحكمة حازمة وتأمل معهود في أبناء تعز? هنا ستفشل كل الرهانات التي تراهن بإدخال تعز في الفوضى لإعاقة المشروع الوطني وهنا ستتجاوز المحافظة الضيم والهضم وستنتزع حقوقها بروح وطنية لتحقيق مبدأ العدالة والمساواة بين كل المحافظات.
إن العدل الذي ننشده هو المساواة وسيادة القانون و تحقيق مبدأ الشراكة الوطنية على أساس تكافؤ الفرص المفقود منذ عقود في هذه المحافظة التي يتهافت عليها اليوم سباع العالم وضباع الإقليم لالتهام اليمن من خلالها وستكون عصية و«لحمها مر وسم قاتل»..ستنجو تعز وسنتجاوز كل العثرات بوحدة أبنائها وشفافية المسؤولية فيها وتمتين روابط الأخوة الايجابية وبنهر الحب الذي لا ينضب ويتجدد متدفقا?ٍ كشلالات الأنهار العظيمة كلما ظن الكارهون أنه جف وانتهى وتصحر .. تعز خالية من السلاح كخطوة أولى لخلوها من الفساد..الطريق شائك لكن كل صعب يسهل بإرادة الناس وتوحدهم على المشترك الوطني والاجتماع على قواعد واضحة لتحقيق المصلحة العامة بعيدا?ٍ عن الأنانية والمكايدات المعيقة.