استراتيجية موقع اليمن والمطامع الامريكية ..
اليمن ذات الموقع الجغرافي الهام والاستراتيجي والغني بالثروات والمطل على البحر العربي والاحمر وباب المندب .. فهو جزء لايتجزء من المنطقة فأي تغير في الخارطة سيكون حاضرا فيها وهذا ما جعل الامريكان يهتمون باليمن ويعملون ليلا نهارا لفرض هيمنتهم وبسط سيطرتهم عليه وعلى مقدراته والذي بالفعل لازال بلدا بكرا لم تستخرج ثرواته بعد ..
ففي خضم وتسارع الاحداث في المنطقة وتداخل الملفات والمواقف وزيادة الصراع الدولي والاقليمي والاحتقان المتزايد وما يجري في سوريا .. وكذلك مع هبة الربيع العربي والذي كان للشعب اليمني دورا كبيرا في التحرك نحو التغيير والمطالبة باسقاط النظام نرى امريكا تعمل على اتجاهين مختلفين منها اتجاه على المستوى العالمي والعربي وهذا اختزل في سوريا .. والاتجاه الاخر ترتيب اوراق وكيفية تموضعها في اليمن لا سيما مع الثورة الشعبية حيث سارعت في فرض مسارات من شأنها المحافظة على النظام وان يكون التغيير وفق رؤيتها .. وهذا لاجل ان يعملوا تحت مظلة النظام فسيطروا على المشهد السياسي والعسكري وتكفلوا بهيكلة الجيش ومكان تموضعه وتغيير عقيدته ..
مراقبون ومختصون بالشؤون اليمنية يرون احتلال أمريكا لليمن تم تدريجيا ومر بمراحل عدة أبتدأ بتفجير المدمرة كول في العام 2000م وبعد ذلك اختلقوا ذريعة القرصنة .. ومن خلالها بسطوا نفوذهم على الملاحة الدولية وأملئوا البحار والجزر والشواطئ اليمنية بالفرقاطات والحاملات الطائرات والسفن الحربية ومئات الالاف من الجنود الامريكيين المدججين بالسلاح .. ومن ثم اعلنوا في 2009م عن طرود مفخخة ومن خلالها سيطروا على المطارات والقواعد الجوية والاجواء اليمنية فالطائرات الامريكية تنتهك السيادة اليمنية بشكل يومي ومستمر وعلى مدى ساعات طويلة .. وبعد ان سيطروا على الجو والبحر تحركوا صوب الارض لتكون الذريعة المسماة القاعدة تلك اللعبة الاستخباراتية التي لطالما دق الامريكان على وترها واحتلت بلدان واستعمرتها تحت هذا المبرر ..
وبين هذا وذاك تابعنا مؤخرا ما قامت به قوات تابعة للمارنز الامريكي في النزول الميداني الى محافظة لحج في تطور خطير .. وانتقال الى مرحلة جديدة تدخل فيها اليمن تحت وطأة الاستعمار العلني والواضح بعد ان اجتازت امريكا المراحل الاولى للاحتلال ..
في المقابل تباينت المواقف الرسمية جراء اقتحام فرقة من قوات المارينز الامريكي لبعض بيوت المواطنين في محافظة لحج اليمنية .. فكان التخبط سيد الموقف فتارة يصرح مصدر مسؤول في وزارة الدفاع بأنه لا يوجد قوات للمارنز في اليمن واننا لسنا بحاجة اليهم .. وتارة اخرى يتحدث مسؤول اخر بأن الاقتحام كان لقوات يمنية ولا يوجد قوات امريكية على ارض اليمن وان المزاعم التي تدعيها قناة المسيرة ليست إلا مجرد اتهامات ليس إلا ..
فهذا التخبط في المواقف يثبت وبجلاء مدى العمالة والارتهان في الوقت الذي لا يستطيع احد نكران ما تعملة امريكا في اليمن أبتدا بضرب طائرات بدون طيار والتي باتت تحصد ارواح اليمنيين كل يوم .. وكذلك تحليق طائرات الاستطلاع في سماء المدن اليمنية لفترات طويلة ولمدة ساعات وبشكل مستمر ويومي تنتهك الاجواء دون ادنى استنكار تصدره الحكومه او الاحزاب السياسية .. بل نرى البعض عبر ابواقه الاعلامية يغطي الاحتلال الامريكي ويحاول ان يهاجم الشرفاء من يقفون ضد التدخلات والاحتلال الامريكي .. وكذلك نشاط الاستخبارات الامريكية وكذلك النشاط المريب الذي يقوم به سفير واشنطن في اليمن وتحويل قاعدة العند الى قاعدة عسكرية امريكية .. وكذلك تحويل منطقة شرتون في العاصمة صنعاء الى ثكنة عسكرية وتحويل مطار صنعاء الى مهبط للطائرات الامريكية العسكرية ..
كما أن التستر الرسمي والحكومي على اقتحام قوات المارينز لبعض بيوت المواطنين يذكرنا المواقف المتخبطة والمتباينه ايام بدأ قصف طائرات بدون طيار .. حيث كانت الحكومة اليمنية تنفي والامريكيون يؤكدون حتى وصل بهم الحال ان يقولوا بأن هذه الطائرات باتت اعجوبه وانهم مرتاحون لما تقوم به من قتل للمواطنين اليمنيين ..
وفي الوقت الذي تحاول الحكومة اليمنية أن تغطي على الاحتلال الامريكي لليمن نرى الاعلان المباشر من قبل الرئيس الامريكي اوباما قبل ايام الذي كشف النقاب وتحدث عما تعمله بلاده في اليمن ..
وأمام هذا كله يرى مراقبون أن الشعب اليمني هو المعني بالرد والتحرك لمجابهة المحتل بكل الطرق والوسائل المتاحة لأن الحكومة باتت امريكية بامتياز ..
alialsied@gmail.com