السلطات اليمنية تستجيب لمطالب قاطعي الطريق والكهرباء في نهم ولكن يبقى الطرف الأخر
قالت مصادر محلية مطلعة في مديرية “نهم” التابعة لمحافظة صنعاء, أن الوساطة القبلية والعسكرية والأمنية نجحت في إطلاق سراح عضو مؤتمر الحوار الوطني, محمد سالم عكوش, الذي اختطف, الثلاثاء, من قبل مسلحين قبليين من بيت الجرادي, في “منطقة خلقة نهم” للمطالبة بالإفراج عن سجين.
وأوضحت المصادر أن الوساطة استجابت لمطالب بيت الجرادي, المتمثلة بالإفراج عن المعتقل راجح الجرادي, مقابل الإفراج عن عكوش, ورفع القطاع في خط صنعاء- مأرب.
وقد أخلي سبيل العشرات من قاطرات الغاز والمشتقات النفطية, والمواد الغذائية المحتجزة منذ عدة أيام.
ونقلت صحيفة الشارع عن الشيخ علي عبد الله الجرادي, أحد مشائخ نهم قوله: “وصلنا إلى حلول طيبة, والقضية منتهية, وأن شاء الله سوف يتم رفع القطاع الموجود على امتداد (منطقة خلقة), وإخلاء سبيل القاطرات المحملة بالغاز والمشتقات النفطية والمواد الغذائية خلال هذه الساعات, كما أننا أخلينا سراح الشيخ محمد عكوش”.
وأضاف: “حلت قضيتنا بفضل عكوش, ولولاه لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن, وما هي إلا مسافة الطريق فقط وسيكون وسط العاصمة صنعاء”, مشيرا?ٍ إلى أنهم قاموا بتأمين الطرقات التي ستمر فيها سيارة عكوش “خوفا?ٍ من استغلال القضية من أطراف تريد إشعال الحرائق, والإخلال بما تم الاتفاق عليه بيننا وبين الوساطة”.
وقال الجرادي: “الشيخ عكوش لم يكن مختطفا ولا محتجزا, وعليك أن تتأكد منه بنفسك, لقد وصل إلينا ما كان في طريقه إلى بلاده, ونحن في (خلقة) نقطع الطريق على القاطرات المحملة بالغاز والبترول, وعرفناه مباشرة لأننا نتابعه من خلال التلفزيون”.
وتابع: “كسرنا عنده عسوبنا, وقلنا له أنت شيخنا ونحن أولادك, ونطلب منك أن تحل قضيتنا لأننا تعبنا في قطع الطريق, والدولة لم تول قضيتنا أي اهتمام, ونخاف من أن الشيخ راجح الجرادي, الموقوف في السجن المركزي, يساق إلى حبل المشنقة (إعدام) وعليك أن تطلع على قضيتنا”.
وأضاف: “قال لنا ابشروا وسوف أبقى عندكم حتى أنهي قضيتكم, وقال لنا إنه يكره الظلم, وبدورنا أكرمناه وهو معزز عندنا. عرضنا عليه قضيتنا وما لحق بنا من ظلم وتزوير للأحكام وغيرها من قبل الآخرين.
وبالنسبة لقضية القتل التي يتهمون راجح الجرادي بالوقف وراءها, فإن أولياء الدم يعرفون من غريمهم”.
وزاد: “القضية ملفقة تلفيقا?ٍ, ونحن طالبنا بتشكيل لجنة من القضاء للتحقيق حول الغلط الذي حصل في حق راجح الجرادي, وسوف يتبن للعامة أننا مظلومون, وليس لنا أي علاقة بقضية القتل التي راح ضحيتها الشيخ يحيى عبده الجرادي رحمة الله”.
واتهم الجرادي أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالوقوف وراء قضية اعتقال عدد منهم, وقال: “أولاد الشيخ الأحمر هم من يقفون وراء الإبلاغ عنا, وقالوا إننا إرهابيون, ومعنا ما يثبت ويؤكد ذلك, إضافة إلى أنهم أساس الخلافات التي تحدث بين القبائل على امتداد اليمن”.
وعن قيامهم بتفجير خطوط الكهرباء في “منطقة خلقة” للمرة الرابعة على التوالي? قال الجرادي: “إحنا قطعناها مرة واحدة ظهر يوم الاثنين الماضي, في خلقة, بواسطة خبطات رجمناها إلى فوق الخطوط, بعد أن قاموا بنقل راجح الجرادي إلى السجن المركزي, وهناك من قال لنا إنهم سوف يعدمونه”.
وقال: “بالنسبة للاعتداءات الأخرى التي تعرضت لها خطوط نقل الكهرباء, فإن الذين قاموا بقطعها هم أعضاء حزب الإصلاح, ومعنا ما يثبت ذلك. أما نحن فقد قطعناها لمرة واحدة فقط”.
بدوره? قال مدير عام نهم, زين المطري: “إن أسباب لجوء القبائل لمثل هذه الأعمال هو إرث تعودوا عليه منذ سنوات,بعد أن كان النظام السابق يلجأ في تعامله مع مثل هذه القضايا إلى العرف القبلي والمراضاة والوساطات القبيلة, وما هو ما أدى إلى ضياع هيبة الدولة في نهم وغيرها”.
وقال:” هيبة الدولة غائبة كل الغياب, ونفتقر في المديرية إلى الإمكانيات, نحن لا نمتك في أمن المديرية سوى طقم عسكري واحد وعدد من الجنود, فكيف لنا أن نقوم بأعمالنا ومهامنا في ظل عدم توفر الإمكانيات?”. مشيرا إلى أنه لا يمتلك وسيلة مواصلات شخصية إلى حد الآن.
ولفت المطري إلى أن المماحكات والصراعات والخلافات بين الأحزاب السياسية في العاصمة تنعكس على واقع الحياة في نهم.
من جانبه قال للصحيفة مصدر أمني مطلع: “تم الإفراج عن محمد سالم عكوش, بعد أن تم إطلاق سراح راجح الجرادي من السجن المركزي بالعاصمة صنعاء, وتم فتح الطرقات وإخلاء سبيل العشرات من القاطرات المحملة بالغاز والمشتقات النفطية والمواد الغذائية”.
وقال: “طالبنا عدة مرات, قبل قيام بين الجرادي بقطع الطرقات واحتجاز القاطرات, بإحالة راجح الجرادي إلى القضاء, بعد أن تم اعتقاله وآخرين من بيت الجرادي, قبل شهرين, للتحقيق فيما إذا كان مطلوبا للقضاء, ولم يستجب لمطالبنا. وكانت الجهات المعنية تفيد أن وزير الداخلية كان يرفض إحالته إلى القضاء”.
وأضاف: “هناك لغط في الحكم القضائي فعلا, وبالمقابل كان بإمكان الجهات المعنية, بعد أن تم اعت