وساطة قبلية لياسر العواضي بـ100 بندق و34 مليونا?ٍ و6 سيارات? وصلح لمدة سنتين
اجتمعت بكيل أول أمس السبت في منزل الشيخ ياسر العواضي? ونجحت وساطة قبلية يقودها الشيخ صالح بن شاجع والشيخ أحمد عباد شريف في مساعيها لإنهاء واحدة من أكثر قضايا الثأر في المجتمع اليمني وأشهرها: مقتل الشيخ أحمد سالم العواضي.
استقبل الشيخ ياسر العواضي وإخوانه ومعهم الشيخ علي عبدربه العواضي? الجموع الغفيرة من مختلف القبائل اليمنية? تتقدمهم لجنة الوساطة التي يقودها الشيخ صالح بن شاجع والشيخ أحمد عباد شريف وشيوخ بارزون من بكيل? وكان من بين الحضور الشيخ أحمد عبدربه العجي العواضي شيخ آل مقبل «المدعى عليهم» وبعد تداول النقاش? اتفقوا على التحكيم بمائة بندق وسيارتين تقدم الى يد ياسر العواضي.
وقدم التحكيم الشيخ أحمد عبدربه العجي العواضي? إلى الشيخ ياسر? الذي طلب تثقيل التحكيم (الوزع) وفقا?ٍ للأعراف القبلية وقدم الوسيط الشيخ صالح بن شاجع? وهو شيخ وائلة الأكبر وأحد أبرز مشائخ بكيل? سيارتين? والشيخ بن عباد شريف من جهته قدم سيارة أخرى? لتبلغ السيارات بعد تثقيل التحكيم الى 6 سيارات.. وفي جلسة المقيل? داخل صالة “السعادة” بمديرية الصافية? أعلن شيخ آل مقبل أحمد عبدربه العجي العواضي? وسط الحضور تفويض الشيخ ياسر العواضي وإخوانه وجميع مشايخ آل عواض? وبعدها أصدر الشيخ ياسر العواضي حكمه بحسب العرف القبلي لدى القبائل الشرقية بـ «المحدعش محدوش»? وهذا مصطلح لعرف قبلي يتم العمل به في قضايا ذات طبيعة خاصة.
وأعلن الشيخ ياسر العواضي? في ذات الموقف عن قبوله التحكيم? وبعد تداول النقاش والمراجعات استقر الحكم عند رقم محدد? أعلن في الحال الشيخ صالح بن شاجع التزامه دفع المبلغ? الذي قدر بحوالي 34 مليونا?ٍ? بعد المراجعات والمساعي القبلية التي حضرت الموقف? وطلب بن شاجع “مهلة لمدة شهر” لدفع المبلغ.. يبذل الشيخ صالح بن شاجع مساعي حثيثة في هذه القضية? وغيرها من قضايا الثأر داخل بكيل? ضمن مساع يقودها على رأس شيوخ بارزين لإنهاء الثارات داخل قبايل بكيل “وتوحيد كلمتها”.. وفي الموقف? المهيب? الذي سادت فيه أجواء غامرة بالتسامح والأخوة? كتب مرقوم صلح لمدة سنتين بين آل عواض.. ولم تبتهج آل عواض لوحدها بهذا اليوم الاستثنائي? ولكن بدت علامات الرضى والبهجة ظاهرة على وجوه الجموع الحاضرة من عموم اليمن? الذين قدر عددهم بأكثر من ألف رجل? من البيضاء وخولان ومأرب والجوف وعمران وصعدة وردفان ومذحج وحمير وشبوة والعوالق.
ووفقا?ٍ للأعراف القبيلة? لا يعتبر هذا صلحا?ٍ نهائيا?ٍ للقضية? إنما يعتبر خطوة جبارة شبه نهائية باتجاه حسم الخلاف بين الإخوة من آل عواض? القبيلة التي مزقتها الثأرات? وغذتها عوامل سياسية? بهدف ضربها وإضعافها? وهي التي لعبت أدوارا?ٍ مهمة في تاريخ اليمن المعاصر وذاع صيتها في ثورة سبتمبر.
وكان خلاف قديم نشب داخل آل عواض? تطور الى ثأر منتصف الستينيات? وفي عام 1986? قتل الشيخ أحمد سالم العواضي? ببندقية أحد أبناء القبيلة? في حادثة وصفت بـ «العيب»? ولقي القاتل مصرعه لاحقا ثأرا?ٍ? لكن ? ورغم ذلك بقيت هذه الحادثة مسعصية على الحسم حتى اليوم? ليتمكن الشيخ أحمد عباد شريف والشيخ صالح بن شاجع? بعد أسبوعين من المداولات والمساعي? من التدخل لإنهاء صراع دام 27 عاما?ٍ.
لجنة الوساطة (شاجع وبن شريف)? انتهزت فرصة تواجد الشيخ حسين العجي العواضي في صنعاء? حيث عاد في جنازة أخيه الأكبر الشيخ عبدربه العجي العواضي? الذي وافته المنية في القاهرة قبل شهر? ودفن في صنعاء. وحسين العجي ? هو قريب المتهم بقتل أحمد سالم العواضي? وسبق أن سجن عدة سنوات عقب مقتل الشيخ أحمد سالم العواضي? عضو مجلس الشعب التأسيسي الشهير ومحافظ تعز ومأرب والمحويت الشهير.. وبعد خروج الشيخ حسين العجي العواضي من السجن? عاد مجددا?ٍ الى جبهة الحزب الاشتراكي? ليقاتل سنة 94 جنبا?ٍ إلى جنب مع علي سالم البيض? ثم قضى 20 سنة معارضا?ٍ سياسيا?ٍ في الخارج متنقلا?ٍ بين القاهرة ودمشق? الى أن عاد? قبل شهر الى صنعاء حاملا?ٍ جثمان أخيه الأكبر? لتتدخل مشائخ بارزة من بكيل? منتهزة فرصة تواجده? للتقريب بينه وبين الشيخ ياسر أحمد سالم العواضي? وحل القضية.