التوتر يخيم على الحدود اليمنية السعودية وأنباء عن حشود عسكرية
اكد شهود عيان بمحافظة الجوف أن السلطات السعودية قامت الأسبوع الماضي بنشر أعداد هائلة من الجنود والمعدات العسكرية الثقيلة في المناطق الحدودية مع بلادنا, وذلك بالتزامن مع استمرارها في بناء الجدار العازل الذي يفصل بين بلادنا والسعودية, والذي تقول المصادر المحلية بأن السلطات السعودية تجاوزت علامات ترسيم الحدود, وتوغلت في الأراضي اليمنية, وهو ما أدى إلى تداعي قبائل الجوف والتي دخلت في مواجهات مسلحة مع قوات حرس الحدود السعودية لإجبارهم على التراجع والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
وبحسب صحيفة البلاغ الاسبوعية فان هذه التطورات دفعت إلى تشكيل جبهة محلية يمنية مناهضة لإقامة الجدار العازل, ورفض الاستحداثات التي قامت بها السلطات السعودية, حيث دعت هذه الجبهة الرئيس هادي إلى التدخل لإيقاف مسلسل الاستفزاز السعودي على الحدود مع بلادنا, مهددين بالرد على أي انتهاك سعودي للسيادة اليمنية, مؤكدين أن بناء الجدار العازل يتناقض مع بنود اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين.
الجدير ذكره أن الحشود العسكرية السعودية قوبلت بحشود قبلية مسلحة لقبائل الجوف التي توافدت لمناطق التوتر وسط حالة من اللامبالاة من قبل السلطات الرسمية في بلادنا.
مصادر محلية في محافظة الجوف جددت التأكيد على أن السلطات السعودية تسعى للتمدد والتوسع في الأراضي اليمنية, مستغلة الأوضاع التي تمر بها البلاد, ومعولة على الدور السعودي في حل الأزمة السياسية عبر المبادرة الخليجية, والتي ترى السلطات السعودية أنه ستشفع لها في حال توسعها في الأراضي اليمنية التي تشير المعلومات إلى أنها تزخر بثروة نفطية هائلة, والتي تسعى السلطات السعودية للسيطرة عليها بعد أن نجحت خلال مراحل سابقة في الحصول على بعض المواقع النفطية في المناطق الحدودية مع اليمن, مشيرة إلى أن قبائل الجوف والمناطق المجاورة تداعوا جميعا لصد أي عدوان أو توغل سعودي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقلل وسائل إعلام الإصلاح والتيار السلفي في اليمن من خطورة الموقف على الحدود مع السعودية, نافية أي توغل أو مطامع سعودية في الأراضي اليمنية, وتحاول توصيف ما يجري على أنه مناوشات مدفوعة من قبل الحوثيين لفتح جبهة مع الجانب السعودي تنفيذا لأجندة إيرانية, على حد زعمها, نافية في الوقت ذاته الأنباء التي تتحدث عن توفر مخزون نفطي هائل بمحافظة الجوف, وتبدي تفهمها لقيام السلطات السعودية بإقامة جدار عازل في الحدود اليمنية السعودية, وذلك بحجة منع التهريب والتسلل إلى داخل السعودية.
الجدير ذكره أن التوتر القائم على الحدود اليمنية السعودية يأتي بالتزامن مع إعفاء العاهل السعودي لقائد القوات الجوية السعودية من منصبه, وذلك بعد أسابيع على توقيع السعودية صفقات شراء أسلحة جديدة من أمريكا بينها طائرات ومقاتلات حربية متطورة, وهو ما اعتبره البعض مؤشرا?ٍ على استعدادات السعودية للدخول في حرب مع القبائل اليمنية الرافضة لبناء الجدار العازل, والتوغل السعودي في الأراضي اليمنية والتي قد تمتد لتطال جماعة “أنصار الله” الحوثيين التي تواصل السعودية دعم الجماعات السلفية والإصلاحية للتحريض ضدها, ودعم جبهات العدوان عليها في كتاف ودماج وغيرها من المناطق التي تحولت إلى مراكز تدريب للعناصر الإرهابية للاعتداء على الحوثيين من أجل إنهاء سيطرتهم على محافظة صعدة والعمل على تأمين الجارة السعودية وفرض الفكر الوهابي على أبناء صعدة بالقوة.