دعوات لتحرك عاجل بعد تخطي ثاني أكسيد الكربون مستوى قياسيا
دعا علماء إلى تحرك زعماء العالم للتعامل مع تغير المناخ? وذلك بعد أن تجاوزت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مستوى قياسيا.
وأشارت القراءات اليومية لثاني اكسيد الكربون بمختبر تابع لوكالة حكومية أمريكية في هاواي إلى تخطي مستوى 400 جزء في المليون للمرة الأولى.
وقال السير بريان هوسكينس? رئيس قسم تغير المناخ بالجمعية الملكية في بريطانيا? إن هذا الرقم ينبغي أن “يدفع الحكومة إلى التحرك.”
وكانت الصين والولايات المتحدة التزمتا بالتعاون في مجال التكنولوجيا النظيفة.
لكن روجر هارابين? محلل شؤون البيئة في بي بي سي? يقول إن الاتحاد الأوروبي يتراجع عن مساندة القضية? وأن الوقود الحفري الرخيص يجتذب القطاعات الصناعية.
ويسجل المختبر – القابع على بركان مونا لوا – قراءاته على نحو متواصل في سجل عن تركيزات الغاز منذ عام 1958.
حاجة ملحة
ويعتبر ثاني أكسيد الكربون أهم الغازات المسببة للانبعاث الحراري التي ينتجها البشر والمسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض خلال العقود الأخيرة.
وتأتي المصادر البشرية لثاني أكسيد الكربون بصورة رئيسية من حرق أنواع الوقود الحفري كالفحم والنفط والغاز.
وزعم وزراء بريطانيون قيادة العالم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون? وحضوا دولا أخرى على أن تحذوا حذوهم.
لكن اللجنة الرسمية لتغير المناخ قالت الشهر الماضي إن إجمالي الإسهام البريطاني في احترار المناخ سجلت زيادة? لأن بريطانيا تستورد سلعا تنتج ثاني أكسيد الكربون في دول أخرى.
يذكر أن المرة الماضية التي تجاوزت فيها مستوى ثاني أكسيد الكربون 400 جزء في المليون كان قبل ثلاثة إلى خمسة ملايين عام? أي قبل وجود الإنسان الحديث.
ويقول العلماء إن المناخ آنذاك كان أشد دفئا مقارنة بمناخ اليوم.
وقال بريان هوسكينس? مدير معهد غرانثام لتغير المناخ بجامعة امبريال كوليدج في لندن? إن هناك حاجة لإحساس بضرورة التعامل مع تغير المناخ.
وأضاف هوسكينس “قبل أن نبدأ التأثير على كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي? سجلت المستويات خلال المليون عام الماضية ما بين 180 و280 جزءا في المليون.”
وأردف الأستاذ الجامعي “منذ الثورة الصناعية? وبدرجة أكبر خلال الأعوام الخمسين الماضية? رفعنا هذا المستوى بنسبة 40 بالمئة إلى مستوى 400? وهو ما لم يشهده هذا الكوكب منذ أربعة ملايين عام على الأرجح.”
ومضى قائلا “لكن هناك أشياء تحدث في أرجاء العالم وجميعها لا تبعث على التشاؤم. فالصين (على سبيل المثال) تبذل الكثير. وخطتها للأعوام الخمسة الأخيرة تحقق خطوات كبيرة حقا.”
وتتضمن خطة الصين بين عامي 2011 و2015 تعويض الضرر الناجم عن 30 عاما من النمو? وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة.