حياة الرعب في اليمن تحت سماء طائرة بدون طيار
هنا في بلدة جعار بمحافظة أبين جنوب اليمن ثمة بيت صنع ذات مرة من كتل كبيرة من الأسمنت لكنه استحال ركاما?ٍ في بحر من المنازل والمحلات التجارية.
لا إشارة إلى الحياة هنا ? لاصور ..لا أثاث ولاشيء خلفه الناس وراءهم ..
يقول السكان المحليون أنه في مايو 2011 قصفت طائرة أمريكية بدون طيار هذا المنزل الذي يعتقد أن صاحبه أنور العرشاني له صلة بتنظيم القاعدة .
يقولون أن الطائرة حين ضربت المنزل هرع الكثير من الناس لتفقد الحطام للبحث عن ناجين? وفي ذات الوقت قامت الطائرة بضربة أخرى أدت إلى مقتل 24 شخصا?ٍ وجميعهم من المدنيين الأبرياء .
منير العاصي 18 عاما?ٍ قتل يومها? تقول أمه أنها لاتعرف شيئا عن أمريكا أو ديمقراطيتها أو سياستها أو شعبها أو قيمها? كل ماتعرفه أنها قتلت إبنها .. وقالت أنها لاتستطيع القراءة ولاتملك تلفزيون كما الكثيرين في قريتها? وتقول: تنظيم القاعدة هو “سيئ للغاية”? ولكن التفكير في أن أصغر ابنائها يقتل بصاروخ أمريكي يطارد أحلامها في الليل. انها تصرخ غضبا على الناس الذين أخذوا ابنها: “مجرمون!” .. تقول “أنا مثل أي شخص أعمى الآن”? وتضيف “كان منير عيني.”
على بعد آلاف الأميال من واشنطن? يحتدم النقاش حول الانعكاسات الأخلاقية والقانونية لاستخدام طائرات بدون طيار للاستهداف القاتل.. الأسماء ووجوه العديد من الضحايا ترسم صورة حزينة جدا? بعض الآباء لم يعد بمقدورهم شراء الغذاء والدواء لأطفالهم. بعضهم من الاطفال جريمتهم الوحيدة في الحياة هو أنهم خرجوا على مواعيد دراستهم للعب كرة القدم مع الأصدقاء. بعضهم من الأمهات الحوامل الذين كانوا ببساطة في المكان الخطأ في الوقت الخطأ. إن تركيز الولايات المتحدة على الاستهداف الناجح للأسماء ” قائمة قتل سيئة السمعة “? وارتفاع عدد المدنيين الأبرياء الذين تقتلهم طائرات أمريكية بدون طيار? كل ذلك يهدد بتدمير الأسر ووقودا?ٍ يذكي جذوة التجنيد في تنظيم القاعدة .
أصبحت الطائرات بدون طيار أكثر شيوعا في اليمن في السنوات الأخيرة? في حين تم تسجيل ضربات في باكستان منذ ما لا يقل عن يونيو 2004? وتستخدم للقضاء على أعضاء شبكة سيئة السمعة في شبه الجزيرة العربية (القاعدة في جزيرة العرب)? وقد تم ربط القاعدة في جزيرة العرب بالمخططات الارهابية الأخيرة بما في ذلك مؤامرة الملابس الداخلية المفخخة 2012م التي تم إحباطها? فضلا عن الطرود المفخخة التي اعترضت قبل وصولها إلى المعابد اليهودية في شيكاغو في عام 2010.
شهد برنامج الطائرات بدون طيار بعض النجاحات? بما في ذلك غارات جوية على أهداف رفيعة المستوى مثل سعيد الشهري? وهو مواطن سعودي شارك في تأسيس القاعدة في جزيرة العرب? و نشطاء كبار كــ سمير خان وأنور العولقي. وكان هذا الأخير واعظا غالبا?ٍ مانقلت عظاته المستفزة إلى اللغة الإنجليزية? أما سمير خان فكان ذات يوم مواطن أمريكي. ومع ذلك فتزايد استخدام ما يسمى ب “ضربات التوقيع” – هجمات ضد المشتبه بهم ولكن الأهداف مجهولة – جعل هناك علامات مقلقة على نحو متزايد حيث أعتبر العديد من الضحايا مذنبين بالتبعية. أي أنهم لم يقترفوا أي جرم? وأسمائهم ليست جزءا من أي قائمة? وفي بعض الحالات? لايعرف حتى صاحب الجثة.
استهداف نجل العولقي? عبد الرحمن البالغ من العمر 16 سنة? وهو قاصر ومواطن أمريكي أثار جدلا ناريا?ٍ في الكابيتول هيل حول حدود هذه التكنولوجيا إذ أنه من الممكن قتل المواطنين الأمريكيين في الخارج بدون حتى اعتذار. عبد الرحمن لم ير والده منذ عامين عندما قتل. وقال انه ليس له صلة بتنظيم القاعدة? ويقال أنه عاش حياة صبي عادي على غرار أي مواطن في أمريكا.
القاعدة في جزيرة العرب “مشكلة كبيرة”? وقال فارع المسيلمي? الناشط اليمني والمحلل الذي شهد مؤخرا في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي لأول مرة عن حروب الطائرات بدون طيار? والهجوم الذي حصل على قريته في مقابلة ” ما تفعلونه هو جعل أي جهود لمكافحة القاعدة في جزيرة العرب أكثر إشكالية? وقد وضعت قواعد اللعبة? ليست لديهم مشكلة في اطلاق النار? حتى لو أدى ذلك لموتهم? وهناك ترتفع أعداد الأفراد داخل المنظمة ويتكون جيل جديد”.
هجمات بدون طيار الأمريكية في اليمن ارتفعت إلى 53 هجمة في العام الماضي? ما يقارب ثلاثة أضعاف عدد الهجمات في عام 2011? وفقا لتقرير مجلس الخبراء الذي مقره في واشنطن (مؤسسة أمريكا الجديدة) ويقدر معدل القتلى المدنيين من تلك الهجمات ما بين 4 في المئة و 8.5 في المئة.
إدارة جورج دبليو بوش? على النقيض من ذلك? شنت هجوم واحد بطائرة بدون طيار في اليمن فقط في سنواته الثمانية? بينما نفذت إدارة أوباما 316 هجمة على الأقل منذ توليها مهام منصبها? مقابل الضربات الـ52 التي أجريت من قبل إدارة بوش ونفذت في باكستان.
(TBIJ) واحدة من عدد قليل من المنظمات الدولية تحاول تجميع احصائيات عن عدد القتلى المرتبطة بعمليات بدون طيار? ومقرها في لندن ? هذه المنظمة التي تعمل من أجل صحافة استق