فرصة ثانية- لليمنيين عقب مرور نصف قرن..!
عندما تتم المقارنة بين أشياء يجب أن ينظر إليها في إطار زمنها ومحيطها..اليمن هو الآخر يجب أن ننظر اليها في إطار دول الجوار والتطور التاريخي وأين كانت اليمن وأين هي اليوم ليس على مستوى المواطن وإنما أيضا الدولة اليمنية بين مصاف دول المنطقة القريبة منها.. ثم الانتقال إلى المخرجات والنتائج حتى نقف أمام وضعنا وحالتنا اليوم بالمقارنة بمحيطنا وجوارنا..
لتكون النتيجة الصادمة جدا?ٍ? هانحن والحمدلله الآن تحت رعاية عشر دول منها خمس من الدول المحيطة .. والرعاية لغة مؤدبة عن الوصاية.. ووضعنا الإقتصادي مقارنة بدول الجوار في حالة يرثى لها ومواطنينا في دول الجوار في الدرك الأسفل.. وأمور وأوضاع أخرى معروفة لدى الجميع كلها صنوان للبؤس وحمى الضنك.
إذا?ٍ أين تقبع المشكلة..?
في الاعتقاد أن الثوار الأوائل والذين بعضهم لازال يعيش بين اوساطنا (أطال الله في أعمارهم) لم يقدموا مشروعا?ٍ يؤسس لقيام نظام على أنقاض نظام.. والذين كان الأحرى بهم بل كان يتوجب عليهم أنهم قد أقاموا المؤسسات وانجزوا بناء الدولة.. ولكنهم للأسف لم يقدموا إلا الخيبات.. تلو الخيبات (طبعا?ٍ لظروف وأسباب معروفة).
بجوارنا تغيرت أنظمة عديدة.. منهم من ثاروا على آبائهم ولكنهم قدموا مشاريع دول..أصبحت اقتصادياتها تنافس بقوة على صعيد الاقتصاد العالمي ومستوى معيشة رعاياها تبز دول الرفاهة الاسكندنافية..
وهاهم الآن يرعونا ويوجهونا سياسيا للخروج من ورطاتنا بل وينفقون علينا الأموال الطائلة ويعالجوننا في مستشفياتهم.. الخ.
وهنا علينا أن نتساءل أين الم?ْشك?ل بل وأين مكمن الخلل..? هل هي في التركيبة القبلية أو في ندرة الموارد أو غياب المؤسسات … أو تدخل الجارة الشقيقة.. أو…أو…. ???
كلها تساؤلات يجب الإجابة عليها وتحديد الأسباب والمسببات وخاصة وأن مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو المسؤول حاليا?ٍ للإجابة عليها ووضع الحلول.. وفي هذا الظرف بالذات(الفرصة الثانية-عقب نصف قرن) بعد التغيير أو الثورة الثانية.. (ثورة الربيع) وسقوط حكم.. حكمنا زمنا لم يعمل شيئا إلا افقار البلاد ماديا?ٍ ومعنويا بلغة تشويه نظم القيم والتي تتطلب تصحيحها عشرات السنين..
في الحقيقة إذا استطاع مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن يقدم الحلول و مفردات لمخرجات جديدة وعملية لشكل النظام.. عندها نستطيع القول أن بلادنا تسير في الإتجاه الصحيح..
وهذا مانحلم به بعد طول معاناة وانتظار.. ولكن أخوف مانخاف أن يظل القديم المتربص والمحصن يتجاذب ويتصارع مع حاملي لواء التغيير.. وفي النهاية يكون الهدف الخارجي مع مصلحة القديم.. إن لم يستطع أنصار القديم أن يهزموا التغييريين.. فعلى الأقل تحقيق هدفهم بشكل آخر.. وهو أن تكون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد تجاذبات ومعاناة.. من الاجتماعات الطويلة والمضنية.. هو مولود مشوه لايستطيع العيش إلا في ظل حضانة الرعاة طوال حياته ..
ولهذا نرى-كم هو مخيف – أن الجار يحمي القديم كما يقدم النصرة للتغييريين الجدد(الثورة الثانية) .. بهدف أن يكون المولود الجديد أشبه بالمولود القديم (على غرار مخرجات الثورة الأولى على الإمام)وفي آخر المطاف.. وكأنك يابو زيد ماغزيت ..!! والسؤال الذي يثار حينه.. هل التاريخ يعيد نفسه..?! .