سجن?َ في مستشفى العلوم والتكنولوجيا!
هذه ليست مزحة ولا كذبة آخر أبريل. لدى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا سجن أيضا?ٍ. إنه على شاكلة السجون الخاصة للمشايخ مع فارق طفيف: أن المبيت في سجن المستشفى بـ7000 ريال عن كل ليلة على نفقة السجين بينما المبيت في سجن الشيخ مجاني مع وجبات غذاء.
وصباح أمس تقدم المواطن أكرم محمد أحمد فاضل العريقي بشكوى إلى النائب العام الدكتور علي الأعوش تفيد أن والده محتجز لدى مستشفى العلوم والتكنولوجيا? منذ يومين? بذريعة سداد المبلغ المتبقي من تكاليف إجراء عملية “إصلاح وتثبيت عظمة الفخذ اليمنى” وهو ما أحاله النائب العام من فوره إلى نيابة شمال الأمانة للتحقيق وإرسال لجنة تحقيق في الواقعة.
ما أسوأ أن تسلب حرية المرء بسبب بضع مسامير في الركبة!
ومرد الخلاف أن مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا تقدمت بعرض سعر رسمي لشركة ناتكو التجارية في تاريخ 12/4/2013م بتكاليف إجراء العملية للمريض محمد العريقي? الموظف في شركة ناتكو? بقيمة 430 ألف و980 ريال (منها 280 ألف قيمة العملية والبقية خدمات طبية وفحوصات وعلاجات). وبموجب عرض السعر المرفق وافقت شركة ناتكو? في رسالة رسمية? على إجراء العملية على نفقتها بالسعر إياه غير إن المفاجأة كانت في الفاتورة المرفوعة من مستشفى العلوم والتكنولوجيا بعد إجراء العملية: إنها تطالب بمليون و316 ألف ريال بزيادة ثلاثة أضعاف عن عرض السعر المرفوع من قبلها قبل أسبوعين فقط.
هل انهارت البورصة أم ارتفعت أسعار الصرف?
هل هي ركبة مسيي أم فخذ كريستانو?
لا شيء من ذلك.
وفي رسالة تظلم والتماس طلب نجل المريض محمد أحمد العريقي من مدير مستشفى العلوم والتكنولوجيا الإفراج عن والده وأن يتم التفاهم بين المستشفى وبين الشركة مباشرة بموجب القوانين وحسب رسالة الشركة منوها?ٍ إلى أن احتجازه “جريمة يعاقي عليها القانون وأن المريض يتبع شركة تأمين وليس بحاجة الى أية خدمات إضافية بحسب تقرير طبيب المستشفى” غير إن مدير المستشفى كتب في ورقة التظلم? بلهجة من لا يأبه بالقانون وعقوباته? وكأنه قاضي في المحكمة العليا التالي:
“الأخ جميل الجابري للتواصل مع الشركة فإذا وافقت على تحمل المبلغ كاملا?ٍ يتم إخراج المريض ما لم يلتزم المريض بسداد الفاتورة”.
والسؤال الم?ْصد??ع: هل هذا سلوك مدير مستشفى أم سواق طقم? هل هذا ملاك رحمة أم سجان? أحسب أن النائب العام الدكتور علي الأعوش معني شخصيا?ٍ بوضع حد لهذه المهزلة أما وقد وصلت إليه شكوى المواطن المجتجز. رهين عظمة الفخذ
نقلا عن الأولى