الرئيس والشاعر !!
نقيس مدى رقي الامم وتقدم الدول من احترامها للابداع والمبدعين
وعندما تردت احوالنا السياسية والاقتصادية كانت المقدمة في تدمير الحكام الجهلة لكل ما له علاقة بالادب والفن وتقديرهم لكل ما هو تافه
** في فترة الزعماء القادة اصحاب الرأي والرؤية كان الرئيس اللبناني بشارة الخوري وهو من زعماء الاستقلال ورجال الوطنية اللبنانية يزور احدى القرى اللبنانية عندما انبرى له مواطن يعقب على خطابه
فقال له المواطن يارئيس بشاره الخوري نحن نعرفك ليس كرئيس فقط ولكن كشاعر واديب ونحفظ شعرك وهنا خلط المواطن بين الرئيس بشارة الخوري والشاعر بشارة الخوري الشهير باسم الاخطل الصغير وصاحب اجمل قصائد الرومانسية مثل عش انت وقصيدة اضنيتني بالهجر – وقصيدة اتت هند تشكو الى امها فسبحان من جمع النيرين والتي لحنت باليمن في الاربعينات من بامخرمة واعادها احمد فتحي مؤخرا
– فقام احد رجال الحاشية بنهر المواطن والتوضيح له ان الرئيس بشارة الخوري غير الشاعر بشارة الخوري ويشعر المواطن بخطأه الفادح وكأنه يقلل من الشاعر امام الرئيس الذي تشابه اسمه مع شاعر بلده
إلأ ان الرئيس بشارة الخوري رد بسرعه وذكاء واحترام ان الشاعر هو الاهم والاكثر اهمية واحتراما قائلا
بأمكان لبنان ان يأتي برئيس كبشارة الخوري الرئيس كل خمس سنوات مرة لكنه لا يمكن ان يأتي بشاعر مثل بشارة الخوري إلأ مرة واحده
ولكن مضى ذلك الزمان الذي كان الحاكم ينحني احتراما للابداع وصار الكل ينحني للحاكم والمتسلط فضاع الابداع في الاسفاف وانتهى الحكم الى طغيان
وافتقدنا كليهما بهذا الزمن الردئ بشارة الرئيس وبشارة الشاعر
اتذكر ذلك وانا اسمع واحده من اجمل قصائد الاخطل الصغير – بشارة الخوري – التي غناها فريد الاطرش – اضنيتني بالهجر ما اظلمك
– **أضنيتني باله?ِجر ما أظلمك
فارحم عس?ِى الرحمن أن يرحمك
مولاي ح?ِك??ِمت?ْك في م?ْه?ج?ِتي
فارف?ق بها يفديك من ح?ِك??ِمك
ما كان أحلى ق?ْ?ْب?ْلات الهو?ِى
إن كنت لا تذك?ْر فاسأل فمك
تم?ْر بي كأنني لم أك?ْن ثغرك
أو صدرك أو معصمك
لو مر سيف?َ بيننا لم نك?ْن نعلم
هل أجرى دمي أم دمك
س?ِل الد?ْج?ِى ك?ِم راقني نجمه
لما حك?ِى مبسمه مبسمك
يا بدر?ْ إن واص?ِلتن?ي بالج?ِفا
وم?ت?ْ في ش?ِر?خ الص?با م?ْغرما
قل للد?ْج?ِى مات?ِ شهيد?ْ الوفا
فانث?ْر على أكفان?ه أنج?ْمك