ثورة خالية من الشوائب
تحرك الشعب اليمني في الانتفاضة والتغيير وخرجوا إلى الشوارع في مسيرات حاشدة تجوب شوارع المدن اليمنية هاتفين بشعارات صاخبة ضد النظام الظالم والفاسد والعميل .. وبالتالي هذه المظاهرات والتحرك صوب التغيير بوعي منبثق من ثقافة القران في الخروج على الطغاة والعملاء تحت مظلة مشروع قراني بحت يمنع الاختراق .. هنا اقلق الأمريكان ودول الاستكبار العالمي هذا التحرك فسارعوا إلى كبح هذه الثورة وصناعة العوائق أمامها دون الحيلولة في نجاحها بهذا الشكل ..
من ثم تحرك الأمريكيون عبر سفيرهم في اليمن وعبر جهازهم ألاستخباراتي السي إيه في صناعة المكائد والمؤامرات تجاه الثورة الشعبية المباركة .. فكانت الثورة في أوائل أيامها كفيله بإسقاط النظام وكذلك المشاريع التآمرية المتمثلة في أمريكا ودول الاستكبار العالمي .. فبعد جمعة الكرامة والتضحيات الجسيمة التي جسدها اليمنيون في ثورتهم العظيمة التي سطروا بذلك الصمود والاستبسال صورة فتغرافية ومعادلة قوية تنطلق في أن الشعوب المسلمة قادرة في الوقوف تجاه الظالمين والطغاة والعملاء .. فشكل هذا الصمود والثبات رعبا كبيرا لدى الساسة في البيت الأبيض فهم لا يريدون أن يخسروا حليفا استراتيجي خدمهم طيلة حكمه وقتل شعبه إرضاء لهم ولمشروعهم الذي يستهدف المنطقة برمتها ويستهدف الإسلام والمسلمين ..
كما أن أمريكا أدركت الخطر وسعت جاهدة لوضع الأشواك والعوائق أمام الثورة الشعبية في اليمن .. سيما وإنهم متوجهين في الاتجاه الصحيح ولكن هنا التدخل الأمريكي كان كبيرا وحجم المؤامرة كان اكبر مرورا بالقمع والقتل للمتظاهرين تحت تواطأ دولي وكذلك سكوته عما يقوم به النظام تجاه الثوار السلميين من بطش وقتل وتشريد وتنكيل دون أن يبدي أي موقف إلا انه يردف النظام أكثر .. وفي نفس الوقت أقحموا الثورة في صراع مسلح بعد إعلان انضمام أركان النظام للثورة .. وتحولت إلى صراع إرادات وعسكرة الثورة أمام الرأي العالمي بانها أزمة وليست ثورة .. وكذلك من محاولة أمريكا لكبح الثورة قاموا بإطالة أمدها لكي يحبط الثوار في ساحات التغيير والانتفاضة ويتقبلون أي حل يأتي من أي طرف .. وفي نفس الوقت قطعوا المواد البترولية والغاز والكهرباء على المواطنين إمعاننا منهم في إرغام الشعب اليمني للتقبل لما يريدون .. فالشركات النفطية تابعة لأمريكا ويتخذون هذه الوسيلة في الضغط على الشعب اليمني فيما يريده وخرج من اجله..
هنا لابد من بحث الأزمة وتقديم حل لها قبل فوات الأوان فتقدمت أمريكا بمبادرة عبر سفيرها في اليمن يهودي الأصل .. والذي قام بدورة في تسليمها إلى السفير السعودي لإلباسها رداء خليجي لكي يتقبلها الشعب اليمني ويستسيغها ومن ثم تخرج إلى العلن ويعلن بعد ذلك الأطراف بالالتزام بها .. وبالتالي يتم تغيير النظام وفق الرؤية الأمريكية في إعادة ترتيب كما يقولون البيت اليمني وفق المصلحة التي تقتضيها والمناخات المناسبة لها فيتم بعد ذلك محاصصة الحقب الوزارية بين أطراف الأزمة ويكتفوا بهذا لإخراج اليمن من الأزمة كما يزعمون ..
فالشعب اليمني خرج الى ساحات الحرية والثورة ليطالب باسقاط النظام واسقاط المشروع الاستعماري التي تسعى امريكا في هذه الايام الى تنفيذه .. وامام هذا كلة نتابع ان هناك اطراف كانت شريكة للنظام وركبت موجة الثورة والتغيير تسعى الى اخلاء الساحات وتصور للشعب اليمني انه خلاص وصلنا الى ما نريد ولا بد من اخلاء الساحات لان بقائها سيشكل خطرا علينا ونريد ان نحافظ على ما قد وصلنا اليه .. ويأتي ايضا هذا الانسحاب من قبل الاصلاح بالتزامن مع النشاط الاستخباراتي والطائرات بدون طيار حيث تقصف بين الفينة والاخرى مناطق جديدة والى حد اليوم قد تعدت هذه الطائرات عشر محافظات فالى متى سنظل صامتون امام هذه الانتهاكات الصارخة ?!!..
وهنا لا بد من الاستمرار في الثورة الشعبية حتى اسقاط النظام واسقاط المشروع الاستعماري ..
وبالتالي سيناريوا اخلاء الساحات ومحاولة اقناع الشعب بهذا التغيير الشكلي يؤكد ان هؤلاء تآمروا على الثورة وعلى اهدافها وانهم وصلوا الى مبتغاهم ولهذا اعتقد ان الثورة اليوم اصبحت خالية من الشوائب فالاستمرار فيها سيسقط هؤلاء الظالمون والعملاء وهو الخيار الافضل لانه اذا رضينا بهذا الوضع فان الامريكان سيدخلونا في مستنقع الصراعات والفتن وسيبقى الوضع الامني متدهور فلن تستقر اوضاع اليمن ما دام والعدو الامريكي موجود لانه الخطر الحقيقي الذي يهدد اليمن والمنطقة ككل ..
هنا نتساءل عن سيناريوهات فض الاعتصام فيما الساحات الثورية في اليمن تلتهب فيا ترى من يقف خلف هذه السيناريوهات ?
فالتحرك في اخلاء الساحات يكشف نية قيادات الاصلاح بفض الاعتصامات وتنفيذ سيناريوهات قد درست بعناية مركزة ودقيقة في السفارة الأمريكية وبرعاية السفير الأمريكي بعد أن حدد المنفذ والوقت والزمان وهذا كله مقابل وعود من قبل الأمريكان بمساعدة قيادة الإصلاح للصعود إلى سدة الحكم وان عليهم مباشرة هذه المهمة وان عليهم إقنا