ناشط يمني لـ”الكونجرس الأمريكي”: تنشرون الكراهية في بلادي
‘إن الغارات الجوية الامريكية هي وجه امريكا بالنسبة للكثير من اليمنيين … عندما يعلم الامريكيون مدى حجم الالم والمعاناة التي احدثتها الغارات الامريكية ومدى تعطيلها للجهود التي تبذل لكسب القلوب والعقول في اليمن فانهم سوف يرفضون برنامج القتل المستهدف هذا’.
بصوت هادئ وبلهجة اتسمت بمحاكاة العقل والقلب معا وجه الناشط والكاتب اليمني فارع المسلمي حديثه الى اعضاء مجلس الشيوخ والشعب الامريكي’الغارة الجوية ( استهدفت قريته في وصاب الاسبوع الماضي) اوجعت قلبي تماما مثلما فعل التفجيران المأسويان في بوسطن بقلوبكم وقلبي أنا أيضا… ‘.
خلق التطرف والكراهية
كان المسلمي اول مدني يمني يدلي بشهادته امام اللجنة القضائية لمجلس الشيوخ الامريكي في جلسة علنية نادرة. خصصت هذه الجلسة لبحث التبعات الدستورية ومكافحة الارهاب والقتل المستهدف بحضور عدد من المشرعين ورجال القانون وقادة الجيش الامريكي.
ما كان يسعى اليه الناشطون منذ سنوات تمكن المسلمي من فعله امام شاشات التلفزة وعلى مسامع الملايين. وهو الربط بين هذه الهجمات والاضرار البشرية الكبيرة? إضافة الى خلق حال من الكراهية للولايات المتحدة محذرا من مغبة هذه الغارات ‘ما عجز المسلحون المتطرفون عن تحقيقه لسنوات تمكنت غارة جوية واحدة من فعله’.
تحدث عن تجربته الفريدة في الولايات المتحدة والتي حاول ان ينقلها الى ابناء بلدته قبل ان تتحول الى نقمة وغضب بعد الغارات الجوية. إذ حصل على منحة تعليمية من وزارة الخارجية الاميركية مكنته من إنهاء دراسته الجامعية ‘ اليد نفسها التي غيرت حياتي من البؤس الى حياة ملؤها الامل عادت لتضرب بلدتي’.
جرأة ويد ممدودة
متسلحا بالكلمة والشكر وجه المسلمي حديثه الى الامريكيين بلهجة صادقة حملت الكثير من التساؤلات حول جدوى هذه العمليات التي تتسبب بالاذى وإثارة الرعب. في وقت يمكن الاستعاضة عنها ببعض التنسيق مع السلطات اليمنية حيث ان الاشخاص المستهدفين معروفين في قراهم ومدنهم ويمكن الوصول اليهم بسهولة والتحقيق معهم.
صفحة عين اليمن الاخبارية على الفيسبوك علقت مرحبة بجرأته ووضوحه ‘فارع لم يستغل معرفته بالبلد الاكبر لمزيد من الرياء و الخوف الذي يقتل اليمنيين? او لجني المصالح الشخصية? ابن وصاب? جلس ببذلته الانيقة? ليحاسب السادة الامريكيين على رعونتهم تجاه اليمن? قال المسلمي مالم تقله الزيارات الرسمية للسياسين? و المجاملات الخانقة للناشطين و الناشطات’.
جدل حول اخلاقية هذه الغارات
تعتبر الولايات المتحدة ان الطائرات بدون طيار ‘درون’ الذراع الطويل والفعال لها في حربها ضد ‘الارهاب’ وتنشط منذ سنوات بضرب من تشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة في انحاء مختلفة من العالم وخاصة افغانستان واليمن وباكستان. وترددت اخبار عديدة عن وجود قواعد لها في منطقة الشرق الاوسط ومنها السعودية حيث تنطلق منها لضرب اهداف داخل اليمن.
كانت شهادة المسلمي امام الكونجرس مادة إضافية للجدل الذي يدور داخل الولايات المتحدة في ظل دعوات متزايدة لإدارة الرئيس باراك أوبامابإعادة النظر في استخدام الطائرات بدون طيار. وتثير عملياتها جدلا واسعا يتركز بنوع خاص حول مدى اخلاقية مثل هذا العمل وقانونيته.
على صفحة ‘ذي فيرج’ دار جدل مشابه? ففي وقت شجع البعض على التخلص من اعضاء تنظيم القاعدة مهما كان الثمن.
رد البعض باستياء ‘من الذي اعطى الولايات المتحدة الحق في قتل اي شخص في اي مكان في العالم دون محاكمة عادلة? هذا التفكير مثير للاشمئزاز وغير انساني وهو ما سوف يؤدي الى سقوط الولايات المتحدة. كيف يمكنها ذلك? لمجرد ان الاشخاص ليسوا مواطنين امريكيين يعني هذا انه يمكنها قتلهم من دون اية تبعات?…هذا ما فعله النازيون ايضا…بالله عليكم توقفوا عن هذا الغباء..’.
الكراهية هدف مطلوب
اعتبر احد المعلقين الامريكيين على الصفحة المذكورة ‘ان إثارة الكراهية في المنطقة ضد الولايات المتحدة هو المقصود من هذه الضربات? حتى تخلق جيلا من المتشددين في المستقبل? وبالتالي الحاجة الى نشاط امريكي دائم في المنطقة’…
‘بعد ما سمعته الآن بدأت اعيد النظر بموقفي غير المبالي حيال الطائرات بدون طيار. لقد كنت اظن ان ما يحصل هو مجرد تقدم تقني عسكري. ولكن على ما يبدو ينبغي علينا اعادة النظر اكثر قبل استخدام مثل هذه التقنية’.
كما كان هناك حال من الرضى والفخر بموقف المسلمي ساد بين العديد من اليمنيين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ‘ تكلم بشموخ في مجلس الشيوخ ونحن معه’….ووصل الامر بالبعض لاعتبار انه لولا عائق السن لوجب ان يصبح رئيسا للبلاد.
سباق على ملكية الطائرات بدون طيار
لكن التغريدات على موقع تويتر حملت بالاضافة الى إلاشادة بهذا الشاب اليمني وجرأته? الكثير من اخبار السباق الدائر بين البلدان على حيازة طائرات دون طيار.
‘مصر اكملت تصنيع طائرات بدون طيار والقوات الجوية تتسلم الطائرات لاستخدامها في العمليات العسكرية’….فعلق احد المغردين