الجدار العازل بين السعودية واليمن .. خرق لاتفاقيات الشراكة أم رادع للمتسللين?
آثار قيام السعودية ببناء جدار أمني عازل على الحدود مع اليمن? انتقاد واسع بين اليمنيين? في وقت تقوم فيه المملكة بتدابير أمنية لمنع التسلل إلى أراضي المملكة? ومنع تهريب البشر والمخدرات والسلاح.
ويبلغ طول الجدار الأمني العازل على الحدود (اليمنية – السعودية) نحو 2000 كيلومتر? ويمتد من البحر الأحمر غربا وحتى حدود سلطة عمان شرقا? ويبلغ ارتفاع الجدار ثلاثة أمتار ومزود بأنظمة رصد إلكترونية.
ويرى بعض المحللين أن الجدار العازل ليس حلا?ٍ مناسبا?ٍ لمشاكل التهريب والهجرة غير المشروعة إلى السعودية? معللين ذلك بأن التهريب أصبح جريمة منظمة ولم يعد مسألة بدائية كما كان من قبل.
بالإضافة إلى أن السعودية تستطيع دراسة أسباب التهريب والاتجار بالبشر والمخدرات والأفارقة وغيرها? ثم إنشاء صندوق خاص بمساعداتها لتنمية المناطق اليمنية الفقيرة والأشد فقرا?ٍ في جوانب الصحة والتعليم والطرق والمياه وغيرها من ضرورات الحياة? فتلك الحلول من شأنها تخفيف معدلات الجريمة وليس القضاء عليها.
بدوره أيد أحمد عبده الجرادي القائم بأعمال السفارة اليمنية بالرياض جدار الفصل العازل بين اليمن والسعودية وقال: إن إقامة الجدار “عبر الحدود البرية الذي لا يزال في طور الإنشاء سيحد من المتسل??لين بصورة كبيرة بعد عملية الانتهاء منه بصورة كاملة”.
أطول جدار بالعالم
وكانت أنباء تحدثت أن الجدار العازل سيكون أطول جدار فصل في العالم مزود بنظام أمني اليكتروني مرتبط بالأقمار الصناعية وأبراج المراقبة والطائرات بدون طيار? يعتبر الجدار السعودي هو الثالث في العالم بعد الجدار الأمريكي مع المكسيك وجدار الفصل العنصري الصهيوني مع الفلسطينيين .
بالإضافة إلى أن الجدار له أضرار على اليمن ويخالف اتفاقيات الحدود والقانون الدولي وسيتيح للسعودية استخراج النفط من مناطق الربع الخالي .
وقبل الوحدة كانت السعودية تخشى من نظام الجنوب وبعد الوحدة احتوت الشمال والجنوب? والآن تعتمد السعودية على شيوخ القبائل وقادة عسكريين يمنيين في حماية حدودها مع اليمن.
وحول بناء جدارا?ٍ عازلا?ٍ على الحدود مع اليمن? أكد وحيد حمزة هاشم أستاذ العلوم السياسية بجامعة “الملك عبد العزيز”? على أهمية العلاقات السعودية اليمنية? حيث يربط بين البلدين علاقات تاريخية وثقافية وحضارية? ويعتبران عمقا?ٍ إستراتيجيا?ٍ لبعضهم البعض? مرحبا?ٍ بالعمالة اليمنية الرسمية في بلدهم الثاني “السعودية”.
وأضاف هاشم لصحيفة “البلاد” السعودية? أن الهدف من بناء السياج الأمني على الحدود مع اليمن? متمثل في تخوف المملكة من تسلل المواطنين إليها بعيدا?ٍ عن الإجراءات الرسمية? إضافة إلى تربص بعض الدول لزعزعة أمن واستقلال السعودية.
وأوضح أنه من حق المملكة إنشاء الجدار طبقا?ٍ للقانون الدولي? نافيا?ٍ أن تكون “السعودية” قلقة من تصدير ثورات الربيع العربي إليها عبر “اليمن”.
وأشار إلى أن اتفاقية “جدة” التي وقعت بين الرئيس اليمني السابق في عهد الملك “فهد بن عبد العزيز”? جاءت بمحض إرادة الحكومة اليمنية? ووفقا?ٍ للمعاهدات والاتفاقيات الدولية? ولذلك شرعت في بناء الجدار عام 2003 بناء?ٍ على هذه الاتفاقيات.
خرق الاتفاقيات
وفي سياق متصل? انتقد نشطاء ومحللون يمنيون قيام السعودية ببناء جدار أمني عازل على الحدود مع بلادهم ? حيث أكد القيادي في الثورة اليمنية جمال الأصبحي أنه رغم أن اليمنيين تجمعهم قواسم دينية واجتماعية وحضارية مع السعودية? إلا أن بناء الجدار يعد خرقا?ٍ لجميع الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين? وخاصة معاهدة الطائف التي أبرمت عام 1934? ونصت على وقف الحرب واستقلال الدول? مؤكدا?ٍ أن الجدار سيؤثر سلبا?ٍ على العلاقات السعودية اليمنية? إضافة إلى تأثيره على الوضع الأمني بين البلدين.
وذكر الأصبحي خلال حواره مع برنامج “نقطة حوار” على قناة الـ”بي بي سي” العربية? أن مغادرة الشعب اليمني إلى المملكة ظهر بغرض البحث عن العمل? وأن اليمن تعمل على توطيد علاقاتها مع السعودية ?لافتا?ٍ إلى أن المرحلة القادمة لا بد وأن تتسم بالحسم? لا سيما في ظل وجود آبار نفطية تغطي 34 % من الاحتياطي العالمي للبترول بين البلدين.
من جانبه? قال الناشط الحقوقي والمحامي خالد الآنسي إن “الجدار غير قانوني وغير مشروع وفقا للقانون الدولي? فهو ينتهك حقا من حقوق الإنسان يتمثل في حق الهجرة للبحث عن حياة كريمة? أو الهرب من ظروف حرب وصراعات”.
وأكد الآنسي لـ”الجزيرة نت” أن إقامة الجدار تنتهك حق الجوار مع اليمن? كما ت?ْعتبر انتهاكا لاتفاقية الطائف التاريخية التي أبرمت في عام 1934 بين اليمن والسعودية? والتي كفلت لليمنيين وضعا خاصا? يتساوى فيه المغترب مع المواطن السعودي من حيث حق الإقامة والعمل والاستثمار داخل المملكة.
وقال الآنسي إن “الجدار لن يمنح السعودية الأمن? أو يقضي على التسلل والتهريب? بل سيكون بمثابة جدار فصل عنصري? والدليل هو أن السعودية ربطت أراضيها بدولة البحرين