سايكس أمريكو في اليمن ..
يمر اليمن هذه الأيام بمرحلة تقسيم يمكن أن نطلق عليها سايكس أمريكو حيث تتطبق هذه النظرية على أسس تقسيمات شهدتها المنطقة في القرون السابقة أيام سايكس بيكو والتي استطاع العدو الصهيو أمريكي أن يقسم ويجزئ البلاد العربية إلى دويلات وأقاليم مختلفة .. حيث سيطر من خلالها على المنافذ البحرية وهيمن على بعض هذه البلدان والبعض منها شن عليها عدوان واستعمرها فهي لا زالت تقبع تحت وطئت الاستعمار إلى اليوم .. وبهذه المؤامرة دفع المسلمون فاتورة التخاذل والانصياع فيما يريده الاستكبار العالمي فهل ستتكر المأساة والتخاذل العربي من جديد ?
وهل سنرى محور الشر والاستكبار بالمؤامرات الجديدة يقسم المقسم ويجزئ تحت مؤامرة سايكس أمريكو ?
فما نشهده اليوم في المنطقة ككل وفي اليمن خاصة نجد أن محور الاستكبار العالمي يسعى إلى تقسيم المقسم فهو يستغل الصحوة الإسلامية وما يسمى بالربيع العربي الذي بات شتاء يخدم الاستكبار العالمي ويصب في مصلحته .. فهم اعتمدوا على إظهار مشروع إسلامي طالما تبنوه وساعدوه في النهوض والقيام من خلف الكواليس على مدى سنوات .. واليوم وهم في الحاجة إليه لا سيما في هذه الظروف نراهم يراهنون عليه حيث يتمثل هذه المشروع في النموذج الاخواني التركي الجديد أي بمعنى الإخوان المسلمون الجدد الذي يشمل في صفوفه الوهابية والسلفية والمتأسلمون .. وهذا ما بدأ واضحا في هذه الأيام في تونس ومصر واليمن وليبيا ويريدون تنفيذه في سوريا .. فالاصطفاف الواضح لأمريكا ودول الاستكبار العالمي والأدوات القذرة من دول الخليج والنظام التركي الذين ما فتؤا في تمرير المشاريع الصهيو أمريكية ضد أبناء الشعب السوري الذي لم ولن يخضع يوما ما في مستنقع العمالة والارتهان..
فمن سوريا بدأ التراجع العكسي والعد التنازلي لانهيار المشروع التآمري الأمريكي على سوريا فصمود الشعب السوري على مدى سنتين في وجه الاستعمار نرى التراجع الكبير لقادة الحرب في سوريا والتخبط الواضح بين هذه القيادة التي لا تستطيع أن تخرج من الورطة الكبيرة التي عرتهم وفضحتم وكشفت كل أوراقهملأنهم على مدى الأشهر الماضية .. وهم يدفعون بكل أوراقهم وعملائهم ومرتزقتهم للقتال في سوريا وكلا لديه مهمة منوطة به يعمل على أساسها ابتداء من التسليح إلى التدريب إلى الاستقطاب إلى فتح المعسكرات والحدود إلى التهيئة الميدانية إلى التحركات العلنية لأمريكا وحلفائها في الحرب الكونية التي تواجهها سوريا .. فصمود الشعب السوري أمام هذه الهجمة الاستكبارية التي أفشلت ما كانوا يتمنوه وخيبت أمالهم وخسروا الرهان فعما قريب ستخرج سوريا منتصرة بفضل الله وفضل القيادة الحكيمة ورباطة جأش الجيش العربي السوري ..
هنا المشهد اليمني لم يكن بعيدا من التجاذبات الإقليمية والصراعات الموجودة هنا وهناك بل تابعنا حلفاء امريكا يعملون ليلا نهارا في تجنيد الآلاف من المتطوعين ومن ثم أراسلهمإلى سوريا عبر قطر ومصر وتركيا .. فكان الدور الأبرز لهذه المهمة للجنرال العجوز علي محسن الأحمروالذي اعتقد انه حصل على مكافئة لما قام به أن ينصب مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن.. وكذلك قيادات الحزب الذي ينتمي إليه “حزب الإصلاح” لهم دور كبير في الفتاوى والدعوة للجهاد في سوريا كما عملوا سابقا في أفغانستان واهم أيضا ضمن هذه التحالفات .. فانخراطهم في المشروع الأمريكي وهوسهم السلطوي جعلهم أن يكونوا أدوات للمستعمر الأمريكي سواء في اليمن أو في أي مكان آخر تريد أمريكا أن تهيمن عليه ..
اليوم وبعد مرور أكثر من سنتين للثورة الشعبية في اليمن نلاحظ أن أمريكا وبعد مخاض طويل كانت ولادته مسارات أمريكية من شأنها المحافظة على النظام والاكتفاء بالتغيير الشكلي لرأس النظام .. وبعد ذلك تسارع أمريكا في إرسال خبراء أمريكيون لهيكلة الجيش والأمن وفقا للأطرالأمريكية وكذلك تغيير عقيدة الجيش القتالية لتصبح المؤسسة العسكرية بعد ذلك بيد أمريكا تضرب بها من يعارض أو يجابه مشاريعها الاستعمارية .. وهذا ما لمسناه من خلال الهيكلة التي أعلن عنها مؤخرا عندما قسموا الألوية العسكرية إلى سبع مناطق جرد منها عائلة صالح وتم استبعادهم من مؤسسة الجيش ليعطوا مناصب بديلة فمن الخبث اليهودي أنهم لم يراعوا مصلحة الشعب اليمني ولا تطلعاته بل حرصوا على أن تكون هذه التقسيمات في مصلحتهم ومشروعهم الاستعماري وهذا من الطبيعي لانهم المعنيين بهيكلة الجيش وتغيير عقيدته القتالية .. فهذه التقسيمات الجديدة تعتبرسياسية بامتيازفإعطاء الشمال أربع مناطق عسكرية يؤكد هذا لاسيما المناطق التي أرادوا للجيش أن يتموضع فيه .. فمنطقة عمران ومنطقة مأرب ومنطقة الحديدة ومنطقة ذمار كل هذه المناطق هي للحفاظ على العاصمة صنعاء لأنها محيطه بها من كل اتجاه بالإضافةإلى بقية ألوية الحرس الجمهوري لأنها ستبقى في العاصمة ولن تدخل في هذه التشكيلات .. وكذلك تكون سدا منيعا كما حسبوها لانتشار ثقافة أنصار الله القرآنية التي شملت اغلب المحافظات اليمنية فهي قو