هل يمكن ان يتحالف حماة الوحدة ودعاة الانفصال لإفشال نتائج مؤتمر الحوار ?!!
اذا توصل مؤتمر الحوار الوطني الشامل الى حلول وسطية بعيدا?ٍ عن ارادة المستميتين من اجل الوحدة وبعيدا?ٍ عن طبيعة المتعصبين من اجل الانفصال وتم معالجة القضية الجنوبية في اقامة دولة اتحادية فيدرالية بين اقليمين شمال وجنوب برعاية واشرف وضمانات دولية حينها هل يمكن ان نقول ان القضية الجنوبية قد تم معالجتها وان جذور عدم الثقة قد زالت .
اذا اتجه طرف الوحدة او الموت والأخر المتمسك بخيار الانفصال الى رفض مخرجات الحوار فيما اذا تمخضت نتائجه في الموافقة على اقامة الدولة الاتحادية الفيدرالية كما هي المؤشرات توحي لنا اليوم ? فالأول يسعى الى بقاء الوحدة اليمنية كما هي عليه الان والثاني يرغب في انفصال دولة الجنوب عن الشمال والعودة الى ما قبل العام 1990م وبالرغم من اختلاف توجهاتهم إلا انهم قد يلتقوا في اتجاه واحد .
في هذه الحالة هل ممكن ان يتحالف هذان الطرفان في سبيل افشال نتائج مؤتمر الحوار الوطني يعني هل يمكن ان يتفق حماة الوحدة ودعاة الانفصال على طاولة واحدة قد تسعى الى بذل مزيد من الجهد في افشال نتائج الحوار وإجهاض الفيدرالية ليس من اجل تحقيق اهدافهم المتضاربة وإنما من اجل افشال جهود الاخرين الذين يسعون الى اخرج اليمن شمالا?ٍ وجنوبا?ٍ من الفتن والصراعات .
ان الذي يعتقد ان هذا التحالف قد يكون مستحيلا?ٍ فهو قد يكون خاطئ لأنه في عالم السياسة ليس هناك أي شيء مستحيل ? اذا كان احد قد تحدث في العام 1995م عن امكانية تحالف يجمع الحزب الاشتراكي اليمني مع التجمع اليمني للإصلاح في تيار واحد ماذا كانوا سيقولون عنه بالتأكيد مجنون ? او ذكر احدهم عن امكانية وجود تفاهم وتعاون بين الحوثيون الذي شاركوا في اجتياح الجنوب في العام 1994م وبعض قوى الحراك الجنوبي فقد يقال عنه هستيري ?
وإذا كان احد قد تحدث في العام 2004م عن امكانية بناء تحالف بين الحوثيون والمؤتمر الشعبي العام لوصف بالأحمق ولكن ذلك تحقق بعد سقوط نظام صالح فهناك احداث قد تطرأ على الواقع السياسي قد تكون غريبة ولكن هذه هي السياسة التي ليس لها أي ثوابت محددة وليست على ايقاعات معينة فقد يكون حلفاء الامس خصوم اليوم وقد يكونوا ايضا?ٍ حلفاء الغد.
فمن الممكن ان يتحالف خصوم اليوم حماة الوحدة ودعاة الانفصال في يوما?ٍ من الايام ليس من اجل حماية المصالح الوطنية وإنما من اجل تشتيت الاوراق ليس لأنهم التقوا على مصلحة واحدة وإنما لأنهم اختلفوا مع من اتفقوا على حل واحد ? فالأول قد يكون يخطط لإفشال الفيدرالية للعودة الى الوحدة الاندماجية والأخر بالتأكيد يخطط لإجهاض مشروع الفيدرالية لاستعادة الدولة وإعلان الاستقلال .
حينها قد تكون المشكلة بعينها عندما تجد حلفا يتفقون على افشال هدف واحد ولديهم رغبة في تحقيق اكثر من هدف يعني اذا استطاعوا تحقيق الهدف الاول في افشال الفيدرالية سيتحول تحالفهم الى صراع على الاهداف الاخرى التي قد ينتصر طرف منهم على الاخر او ان يظلوا في صراع مستمر وحينها قد تفقد الحلول كلها ومن الممكن ان تنشب حرب تحرق الاخضر واليابس وأما اذا كانوا يلعبون كوشيه تبادل الادوار وهم متفقون فالمشكلة ستكون اعظم .
هذا الكلام ليس خيال وإنما جائز ان يحدث خلال الفترة القادمة في حال خرج مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالفيدرالية الاتحادية بين اقليمين وهذا ما قد يرفضه الاخوة المتعصبين مع الوحدة من المحافظات الشمالية وكذا يمكن ان يقابل بالرفض من قبل اخواننا المتمسكين بخيار الانفصال في المحافظات الجنوبية والله يستر من التعصب الاعمى الذي افقد الحكماء والعقلاء صوابهم .