تفاصيل تنشر لأول مرة.. في مهمة اختراق الجدار السعودي الأطول في العالم
سيكون الجدار العازل أطول جدار فصل في العالم مزود بنظام أمني اليكتروني مرتبط بالأقمار الصناعية وأبراج المراقبة والطائرات بدون طيار.. يعتبر الجدار السعودي هو الثالث في العالم بعد الجدار الأمريكي مع المكسيك وجدار الفصل العنصري الصهيوني مع الفلسطينيين..
الجدار له أضرار على اليمن ويخالف إتفاقيات الحدود والقانون الدولي وسيتيح للسعودية إستخراج النفط من مناطق الربع الخالي.. الجيش اليمني لم يحمي الحدود اليمنية منذ نشأته لا الشرقية ولا الشمالية .. قبل الوحدة كانت السعودية تخشى من نظام الجنوب وبعد الوحدة أحتوت الشمال والجنوب .. تعتمد السعودية على شيوخ القبائل وقادة عسكريين يمنيين في حماية حدودها مع اليمن ..هزيمتها على يد الحوثيين والإضطرابات السياسية المحتملة فيها ونشاط التهريب والتسلل اليومي مبرراتها لبناء الجدار..
لم يكن بإمكان المملكة العربية السعودية إجراء أي إستحداثات على الأرض في الحدود المشتركة مع اليمن دون علم النظام اليمني كونها تعلم حساسية الأمر وتضع العديد من الإعتبارات على رأسها عدم إستفزاز اليمنيين في حقهم التاريخي المتمثل في مئات الكيلومترات التي أبتلعتها السعودية منتصف القرن الماضي وهاهي اليوم تواصل الزحف نحو العمق اليمني بشكل هستيري لم يسبق له مثيل خلال العقود الماضية .
لن نخوض هنا عن الخلفية التاريخية للعلاقة السعودية اليمنية وكيف أفضت جولة الحرب الوحيدة بداية ثلاثينيات القرن الماضي الى توقيع إتفاقية الطائف وعن محتوى تلك الإتفاقية وكيف تدخلت السعودية في اليمن خلال العقود الماضية حتى تم التوقيع على إتفاقية الحدود النهائية مطلع هذا القرن بعد أن تجددت إتفاقية الطائف لاكثر من مرة إنما سنخصص الحديث حول مستجدات الوضع في الحدود اليمنية على ضوء إتفاقية الحدود الأخيرة التي رسمت الحدود بين الدولتين وهدف السعودية من الجدار العازل والأضرار التي ستلحق باليمن جراء ذلك الجدار ومواصفاته الفنية وتكلفته الإجمالية التي لم يفصح عنها حتى الآن .
نحن أمام بناء اكبر مشروع لجدار فصل في العالم بين دولة وأخرى يتم بناؤه من طرف واحد دون أن تتدخل السلطات اليمنية وهذا ما ادى الى حدوث خلافات عديدة مع القبائل اليمنية التي تتهم السعودية بالدخول مجددا?ٍ الى الأراضي اليمنية وحفر آبار مياة ومعلومات عن بدء التنقيب على النفط في تلك المناطق التي ستصبح بعد الجدار سعودية 100% وسنتحدث عن تنصل السعودية عن تعهداتها بتشغيل اليد العاملة اليمنية ودعم الإقتصاد اليمني فمؤخرا?ٍ صمت النظام اليمني عن الجدار السعودي مقابل الدعم السياسي والسند الرسمي السعودي المقدم للرئيس عبدربه منصور هادي الذي يحكم اليمن في ظل أوضاعها الحالية المعززة لحالة الضعف الدائم والمستمر التي تعيشها اليمن منذ قيام ثورة ستمبر بل والى ما قبل ذلك .
العلاقات الحدودية مع السعودية :
خلال العقود الماضية أتسمت العلاقات اليمنية السعودية بالهدوء الحذر على الأرض والتقلبات الواضحة على المواقف السياسية بفعل مجمل التغيرات على حالة النظامين واليمن على وجه التحديد إلا أن كل ذلك لم يؤدي الى إنعكاسات سلبية ميدانية على الحدود عدا ما حدث بعد وقوف اليمن الى جوار العراق بعد إحتلال قواته للكويت عام في أغسطس/آب1990م وبعد أشهر قليلة من توقيع إتفاقية الوحدة التي عارضتها السعودية بشكل كبير لولا التطمينات الشمالية حينها للرياض وإلا لوقفت حجر عثرة أمام مشروع الوحدة ولأتخذت في سبيل ذلك وسائل عدة كما حدث في 11من أكتوبر عام 1977م وقبل ساعات من زيارة الرئيس السابق ابراهيم الحمدي للجنوب .
السعودية شعرت بالخوف من موقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح فأتجهت الى حشد القوات العسكرية مع الحدود اليمنية على خلفية الموقف اليمني وبعد تناولات إعلامية غير مؤكدة حينها عن تحالف وثيق بين صدام حسين وعلي عبدالله صالح وعن إستنفار عسكري في الجيش اليمني إلا أن كل ذلك كان مجرد تكهنات وزوبعة إعلامية فالجيش اليمني لم يسبق له أن أحتشد على الحدود سواء?ٍ في الحدود الشرقية مع عمان أو الحدود الشمالية مع المملكة العربية السعودية حتى في فترة التشطير وقد يعود ذلك الى حالة الإضطراب السياسي التي سادت أجواء الشطرين آنذاك والخلافات الدائمة بين الشطرين التي أدت في مرحلتين سابقتين الى حدود إشتباكات عسكرية عنيفة بين الشمال والجنوب كان أشدها ضررا?ٍ هي حرب 1972م التي تعرض فيها الجيش الشمالي لهزيمة على يد الجيش الجنوبي الذي وصل الى مدينة البيضاء لولا الوساطة العربية حينها والجولة الثانية حدثت بعد عام واحد من تولي الرئيس السابق علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في الشمال إلا أن دولة الكويت حينها سارعت الى إحتواء الموقف وعقد لقاء مصالحة شهير بين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح إسماعيل.
السعودية كانت تخشى من الجنوب :
كانت المملكة العربية السعودية تخشى كثيرا?ٍ من النظام في جنوب الوطن الذي كان يمتلك قدرة عسكرية كبيرة وإيدلوجيه ودولة نظام وقانون حصنت الجنوب من التدخلات