تفاصيل وخفايا القرارات العسكرية وولاءات القادة المعينين
وصفت القرارات الرئاسية التي أصدرها الرئيس هادي مساء أمس بالتاريخية? كونها اطاحت بأمراء الحرب خلال الثلاثة العقود الماضية? وجاءت في لحظة حرجة? كادت بعض المستجدات أن تعصف بمؤتمر الحوار الوطني? كما جاءت في وقت بدأ فيه الشارع اليمني يشعر بتلاشي فرص التغيير? وبات معظم الشعب متذمرا من عودة القوى التقليدية لحكم البلد من بوابة الثورة.
الآمال عادت للأوساط الشعبية بالتغيير الذي ينشدونه? لكن هذه الآمال لا تزال مشوبة بالحذر والترقب? فالقرارات لا تزال حبر على ورق? والمحك الحقيقي هو السير في اجراءات تنفيذ القرارات.
وبالخوض في تفاصيل هذه القرارات يبدو أن هناك تقاسما من نوعين للمناصب التي شملتها القرارات? تقاسم بين الشمال والجنوب? وتقاسم بين الرئيس هادي من ناحية واللواء علي محسن الأحمر وتجمع الإصلاح من ناحية أخرى.
15 موقع للأحمر والاصلاح و 22 للجنوبيين
ونقلت يومية “الشارع” عن مصدر عسكري أن علي محسن والإصلاح حصلوا على “15” موقعا من المواقع العسكرية التي تضمنتها القرارات? في حين حصل الجنوبيين على “22” موقعا.
مصدر “الشارع” أشار إلى أن علي محسن استطاع غرس أكبر عدد من الموالين له في المواقع العسكرية الجديدة.
ومن القيادات العسكرية المحسوبة على “علي محسن” والتي شملتها التعيينات قائد المنطقة العسكرية الأولى “سيئون”? محمد الصوملي? وعبد العزيز الشميري الذي عين قائدا لأكبر ألوية المنطقة العسكرية الشرقية السابقة? وقائد المنطقة العسكرية السادسة “عمران” محمد المقدشي.
الإصلاح ومحسن يستولون على أكبر حصة شمالية
وحسب المصدر فإن “47” ضابطا عينوا في عدة مواقع? مناصفة بين الجنوب والشمال? حيث حصل الاصلاح وعلي محسن على النصيب الأكبر من حصة الشمال.
حيث عين ثلاثة قادة شماليين في قيادة المناطق الأولى والسادسة والسابعة (الصوملي والمقدشي ومثنى) فيما بقية قادة المناطق جنوبيون.
وتم تجريد قادة المناطق العسكرية من قيادة الأولوية كما كان معمول به في السابق? ما يعني أن قادة الوحدات العسكرية مستقلين عن قادة المناطق.
الاطاحة بـ34 عاما من سيطرة آل الأحمر على الجيش
من جانبها قالت يومية “الأولى” المستقلة أن القرارات العسكرية التي صدرت مساء أمس أطاحت بأطول قبضة عاءلية تحكمت بالجيش اليمني منذ نهاية سبعينات القرن الماضي.
وأشارت إلى أن قادة المناطق السبع الجديدة توزعت على بين موالين لهادي وهم الكثر ومواليين للإصلاح وعلي محسن.
وأوضحت أنه من بين الـ22 قائدا جنوبيا الذين عينوا في المناطق العسكرية أو الأولوية? 13 قائدا من المحسوبين سابقا على الحزب الاشتراكي اليمني أو ما يعرف بـ”الطغمة”? والبقية محسوبون على الزمرة? والمحسوبين على الرئيس هادي ومعظمهم من محافظتي أبين وشبوة.
محسن يحتفظ بمنفذ الاصطياد والتهريب الشرقي
وكشفت “الأولى” في تقرير لها أن القرارات العسكرية أبقت على نصيب كبير في المناصب العسكرية لمصلحة اللواء علي محسن الأحمر? وأبرز هذه المناطق منصب قيادة اللواء 27 ميكا الذي أسندت قيادته لأبرز الموالين للأحمر? عبد العزيز الشميري? الذي كان يشغل “رئيس عمليات الفرقة”.
وقال التقرير أن هذا اللواء يسيطر على مناطق برية وبحرية في المنطقة العسكرية الشرقية سابقا? ويتحكم بالتجارة البحرية وعمليات الاصطياد والتهريب.
وأشار إلى أن هذا المجال أحد أبرز مصادر إثراء اللواء علي محسن? طبقا لتقارير? موضحا أن هذا اللواء يتوزع في مناطق كثيرة? ويضم قوة بشرية قوامها عشرة ألف جندي? توجد كتيبتان منه في المسيلة وكتيبتان في سيئون? وكتيبتا خفر سواحل? وكتيبة في ميناء الضبة? وأخرى في ميناء عبد الله غريب.
وكشفت الصحيفة طبقا لمصادرها عن تجنيد اللواء علي محسن ألفين جندي جدد في هذا اللواء خلال فترة الثورة الشبابية.
مصادر خاصة قالت لـ”يمنات” أن الرئيس هادي أراد من هذه القرارات أن تكون دافعا لإنجاح مؤتمر الحوار الذي سيبدأ جلساته يوم السبت القادم? في العاصمة صنعاء? الذي بات مهددا باحتمالات الفشل? بعد أصرار وتعنت بعض الأطراف التي ترفض رئاسة نبيلة الزبير لفريق قضية صعدة.
وأشارت المصادر أن الرئيس هادي? جاد في تنفيذ القرارات? وأن الأيام القادمة ستشهد تنفيذ القرارات بوتيرة عالية? بهدف تطمين الشعب بأن القادم أجمل? خاصة بعد التذمر الشعبي من مؤتمر الحوار الذي كانوا يعلقون عليه آمال كبيرة في انتشال البلاد من وضعها الحالي.