التمييز .. وخطرة على طلاب التعليم الاساسي..!
استغربت اليوم من انتشار ظاهره غريبة إلا وهي في بعض المدارس تكريم الطلاب المتفوقين الاوائل فقط بينما الطلاب الناجحين المنقولين لا يتم حتى تشجيعهم ولو حتى بالكلمة, فقد حضرت اليوم حفل تكريم لطلاب احدى المدارس الاهلية بالعاصمة صنعاء, وخلال ذلك لفت نظري المظاهر التي تحرص على اظهارها المدارس الخاصة والمتمثلة في “المبنى, والأثاث والمستلزمات التعليمية, وحتى الكادر التربوي” .. كما شدني الحضور في الحفل الذي كان من كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية والتربوية .
وخلال تواجدي هناك تبادر الى ذهني تساؤل: لماذا جزء من طلاب المدرسة يجلسون على الارض ولا يشاركون زملائهم من الطلاب الاخرين في فعاليات الحفل? ثم لماذا الكل يبدو مبتهجين فيما اولئك منزاحين بجانب من مبنى سور المدرسة مستلقين على الارض يحدقون بأعينهم الى زملائهم وهم يحتفلون ويكرمون?! ومن خلال متابعتي مجريات الحفل ادركت ان اولئك المشاركون المحتفلون هم الطلاب المتفوقين, قيما القابعين جوار السور هم غير المتفوقين.
والامر الذي اثار حزني هو الطريقة التي انتهجتها ادارة المدرسة في تكريم المتفوقين وطريقة احتفاءها الكبير بهم وتكريمهم ومنحهم الهدايا, وكذلك قيام المدرسين والمدرسات بالالتفاف حولهم والضحك معهم, في حين تجاهل الجميع بقية الطلاب الجالسين على الارض, دون ان يعيروهم ادنى اهتمام بل انهم يصفونهم بالفاشلين, او يراعوا مشاعرهم ونفسياتهم البريئة, وكل ذنبهم انهم لم يحققوا التفوق ويحصلوا على درجات امتياز.
اما الكارثة الكبرى فتكمن في ان التمييز الذي انتهجته ادارة المدرسة بلغ بها حد القيام بمنح المتفوقين من الطلاب ملابس جديدة خاصة بالحفل, في حين البقية الجالسين على الارض بملابسهم العادية .. اقتربت من احد الطلاب الذين يفترشون الارض وكان يحدق بنظرة الى مشهد الحفل وعلامات الحزن تبدوا على محياه وسألته: لماذا انتم هنا? فبكى على الفور قائلا نحن لم ننجح في الفصل, وأخر قال لي انا ناجح ولكنني لم احقق درجات الامتياز .. وسألت طفل ثالث وكان يبكي لماذا تبكي فجهش بالبكاء الدموع تسيل من عيونه قائلا انا راسب .. حينها تساءلت في نفسي وقلبي يتفطر: اي اسلوب تربوي ينتهجه هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم معلمون وحاملو رسالة? كيف يتم عزل الطالب المتفوق عن زميلة متوسط الدرجات? ثم على من تقع مسئولية هؤلاء الطلاب المغلوبين على امرهم? وباي حق تتعمد ادارة المدرسة وكل طاقمها جعلهم عرضة للاستهزاء بين الحضور? أي قلوب تحمل تلك المدرسات اللاتي يصرخن بين الحين والاخر في وجوههم وبطريقة هستيرية بان يلتزموا بالهدوء وان لا يتحركوا من اماكنهم وكأنهم مصابون بمرض معدي?!.
المشهد بشكل عام كان محزنا ومؤلما بكل ما تعنية الكلمة من معنى .. لذلك اقول لهؤلاء المعلمون وامثالهم: اتقوا الله بفلذات اكبادنا, ما تمارسونه من تمييز وقمع بحق هؤلاء الاطفال الابرياء لا علاقة له بالتربية ولا بالتعليم .. اين المساواة? اين الرحمة? ثم ألآ تدركون انكم انتم السبب الرئيسي في فشل هؤلاء الاطفال لأنكم اصلا غير قادرين على احتواءهم وتوجيههم التوجيه السليم? لانكم فشلتم في غرس حب العلم والمعرفة والطموح والتطلع الى التفوق والنجاح في نفوسهم? اتقوا الله في هذه الزهرات البريئة..!!