الامبراماطور
شئنا أم أبينا الماطور أصبح امبراطورا?ٍ ويمكن أن نطلق عليه اسم “الامبراماطور”.
أكتــب إليكــم هذا المقال على الصوت المدو??ي للماطور الذي من كثرة ما نشغله أصبح الأولاد مدمنين على صوته لا ينامون إلا عليه مثلهم مثل المتذوقين للفن من كبار السن الذين لا ينامون إلا على صوت أم? كلثوم وشتان بين كوكب الشرق وكوكب الظلام ومع ذلك هناك أغان?ُ كثيرة تنطبق على حالنا مع الماطور رأيت خياله في منامي? ويا مسهرني? وأنساك دا كلام? وبعيد عنك حياتي ظلام? وإن مر يوم من غير “طفاي” ما ينحسبشي من عمري? وعلى المستوى المحلي :
ماطوري طفي ما قلي دبة بترول ما تفعلي
هل?ي يا شموعي هلي .. هل?ي يا شموعي هلي
ومؤخرا?ٍ نصحني أحد الأصدقاء بأن أضع الماطور فوق “تاير” لكي ينخفض صوته فعملت بنصيحته فكان الماطور يهتز فيتحرك “التاير” شيئا?ٍ فشيئا?ٍ حتى وصل إلى طرف الجبا وكأنه ناوي يقفز الى الشارع (وأنا اقول أيش تعني كلمة فلكس المكتوبة على ظهره)? فهرعت إليه وأنا أهتف : “يا ماطور قولي رايح على فين?!”.
كتبنا ألف مقال ومقال عن الكهرباء وعن المواطير? ذهبت المقالات وبقي الانطفاء الكهربائي!
سمعنا مائة قرار وقرار وتصريح وتصريح? ذهبت القرارات والتصريحات وبقي طفي طفي!!
سمعنا عن عشر قوائم وقائمة وقائمة بأسماء ضاربي الأبراج? ذهبت القوائم وبقي ضرب الأبراج مثل أكل الدجاج!!
يعني باختصار سواء?ٍ تكلمنا أم لم نتكلم كتبنا أم لن نكتب? الكهرباء ستنطفئ والأبراج ستنضرب ونحن سنعود للمواطير.
لماذا إذا?ٍ لا نختصر على أنفسنا ونسوي وزارة للمواطير طالما وخسارة ضرب الأبراج وإصلاحها تصل إلى مليارات ممكن نشتري بهذه المليارات ماطورا?ٍ لكل مواطن مع نص دبة بترول صرف.
هل نريد فعلا?ٍ أن نتطور? كيف يمكن أن نضيء بلادنا بالكهرباء في بلد ما زالت فيه عقول لم تضأ بنور العلم وحب الوطن?!
لكي تنور البلد لازم عيون القانون تستضي وتلتقط بحسم كل من يتسبب بالمعاناة للناس.
لكي تنور البلد لازم ننجح في برامج محو الأمية? تذكروا أن هناك ما يقارب واحد وخمسين في المائة ما زالوا أميين في هذا البلد.
عندما ننور بلدنا بالقانون وبالعلم لن تنقطع الكهرباء ولا النت ولا الماء ولا تتوقف السياحة وحتى ذلك الحين نطلع فاصل ونرجع بعد الفاصل للماطور.
وكما قال الشاعر :
ماطورك حصانك إن صنته صانك
والماطور الابيض ينفع في اليوم الأسود
من مقالات أحمد غراب العمود اليومي ” وجهة مطر ” ـ صحيفة الثورة
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.