آل سعود امام شعب من العظماء وحكاما?ٍ من ورق
بينما كنت اتصفح تقويم سنوي قديم شدت انتباهي حكمة مأثورة مكتوبة?ٍ في ذيل احدى صفحاته ?و التي عندما قرأتها شعرت بعمق المأساة التي يعيشها الشعب اليمني العظيم والتي لخضتها تلك الحكمة في عبارة : لا ينتصر جيشا?ٍ من الاسود تقودهم ثعالبا?ٍ.
وفي ظل الاوضاع المتردية اقتصاديا?ٍ وسياسيا?ٍ واجتماعيا?ٍ وعلميا?ٍ التي يعيشها الشعب اليمني منذ عقود نتيجة لتسلط وسطوة ال سعود والامريكان على نظام الحكم وقراره في اليمن والتي اظهرت الايام والمواقف المتوالية للسلطة بأركانها من السياسيين والقادة العسكريين ومشايخ القبائل ورجال الدين انهم مجرد سماسرة يعملون على قمع الحركات التحررية و محاربة المشاريع النهضوية وتبديد الثروات وتشجيع الفساد و الجهل من خلال اغتيالات القادة الوطنيين منذ الستينات ونشر الفوضى والازمات وتغذية الصراعات والاحقاد الداخلية بين ابناء الشعب اليمني وشراء الذمم و الولاءات لإيصال اليمن الى ما وصل اليه من اوضاع مزرية ومأساوية وابقاءه في حالة من التخلف والضعف .
هذه الحكمة جسدت المعاناة والمأساة لهذا الشعب اليمني العظيم وشخصت اسبابها الجوهرية وهذا ما لاحظناه ونلاحظه من مواقف النظام الحاكم في اليمن الخاضعة والخانعة و المتنكرة لواجباته ومسؤولياته الوطنية والتاريخية تجاه حماية ارضي وسيادة الوطن وصون حقوق اليمنيين في الداخل والخارج من انتهاكات واعتداءات ال سعود المستمرة?ٍ و خصوصا?ٍ صمت السلطة والحكومة في اليمن تجاه الاعتداءات الاخيرة على المغترب اليمني وانتهاك السيادة الوطنية بعمل استحداثات عسكرية لقوات الاحتلال السعودي داخل الحدود الشمالية للوطن والذي امتد ذلك التوغل قبل ان يدحرهم الجيش الشعبي الى عشرات الكيلو مترات داخل محافظة الجوف والتي اكدت تقارير ودراسات نفطية ان حجم مخزون الجوف من النفط يساوي تقريبا حجم احتياطي الكويت من النفط والذي يستطيع الشعب اليمني استخراج مئات الالاف من براميل النفط بما يعزز الدخل الوطني للفرد والدخل القومي وتوظيف عشرات الالاف من الايدي العاملة في هذا المجال و مجالات اخرى .(وهنا نستثني من ذلك الموقف المتخاذل ابطال قواتنا المسلحة والامن .)
في المقابل ساد الشارع حالة من الغليان والاستنفار الشعبي في صفوف الشباب والنخب الاجتماعية من كل الاطياف لمواجهة الاعتداءات السعودية.
وهذا المشهد يظهر لنا جليا?ٍ ان مشكلة اليمن الجوهرية والسبب الرئيسي لمشاكل الفقر والجهل والفساد والتخلف و السبب الرئيسي للتدخلات الخارجية وتمادي ال سعود والامريكان في الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها اليمن ارضا وانسانا?ٍ ذلك السبب الرئيسي والمشكلة الجوهرية هي وجود قيادة رسمية لا تمتلك القدرة والاهلية و الكفاءة القيادية كما تفتقر تلك القيادة الى ادنى صفات الرجولة من عزم و شجاعة وجرأة وتفتقر الى اقل مستوى من الشعور بالمسؤولية الوطنية و حس الفخر والاعتزاز بالهوية ..
ولان اليمن العظيم وطننا ومصير اجيالنا منوطا?ٍ بنا ذلك يتوجب مني الصراحة والمصداقية بكل رجولة وانصاف والعمل مع الشرفاء لوقف هذه المهزلة الخطيرة ومخططات العداء لهذا الشعب العظيم .
ان من يحكمنا شعبنا العظيم هم مجموعة من سماسرة الديون الملكي و المكتب الاستخباراتي الامريكي بما تعنيه الكلمة ولكم ان تتأملوا بكل تجرد و حياد الى مسار حكامنا ..
فإما رئيسا?ٍ وحكومة ما قبل الثورة الشبابية قدموا مختلف التنازلات الجسام عملا بحكمة الحلاقة المشهور احلقوا رؤوسكم قبل ان يحلقوا لكم الاخرين ..
ورئيسا?ٍ للبلاد اليوم يخاطب شعبه بصيغة “انتم مستقبلكم مشاكلكم “وغيرها من المصطلحات التي بضعف شخصيته وفقدانه للثقة بنفسة والفخر والاعتزاز بالهوية بل والشعور بالعار للانتماء الى هذا الشعب العظيم .
ورئيس للوزراء لا يجيد غير البكاء والنياحة و ولا يعرف شيء مما يدور حوله الا من خلال التلفاز طبعا بعد فراغه من مشاهدة المسلسلات التركية وكأن امر الوطن هذا وما جري فيه لا يعنيه كما ان مواهبه لا تظهر الا في اختلاق الاعذار لتغطية عجزه والهروب من تنفيذ الاستحقاقات والالتزامات الوطنية تجاه هذا ابناء الشعب واقلها وابسطها جهدا واوجبها استحقاقا?ٍ قضية جرحى الثورة الذي مضى على اعتصامهم قرابة الشهرين والمؤيدة مطالبهم بأحكام قضاياه موجبه على الحكومة ممثلة برئيس الوزراء الذي صعد الى هذا المنصف على اكتافهم .
كما ان السمة المشتركة بين كل من حكم هذا الشعب خلال هذه الفترة الحالية والسابقة اننا عندما نسمع خطاباتهم نشعر ونفهم من مضمون ولهجة الخطاب ان امر اليمن لا يعنيهم وانهم لا ينتمون اليه وانما ينتمون الى دولة افريقية مجاورة.
ورغم واقع الحكم والقيادة في اليمن المحبطة الا ان شعبنا اليمني العظيم ينظر الى واقعه بتفائل تام ونفس واثق وحس مبادر في تنظيم صفوفه وتوزيع الادوار والمهام حسب اولويات المرحلة و فق نظام شعبي مبني على القيم و المبادئ العامة والمصالح الاستراتيجية للدفاع عن اراضي اليمن وسيادته