الحديدة تبدأ بصيف ساخن
مدينة الحديدة الوادعة الهادئة بنفوس أهل تهامة لم تعد كذلك? حيث حولتها النفوس الحاقدة الى غابة أسلحة? لدرجة أنك عندما تدخل الى سوق القات بالكورنيش تشعر أنك في معسكر كبير غير منظم الهندام.
والغريب أن أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية غير معنية بالحد من مظاهر السلاح وانتشاره ولتمنطق به في الاحياء والاسواق العامة? بحيث تلاحظ أن مظهر المدينة صار عبئا?ٍ على الأمن والاستقرار بشكل عام.
ونبدأ بمظاهرة الحراك التهامي? وأصل الحراك هنا من احياء مشهورة بالغوغاء وسوء الأخلاق (حارة اليمن) هؤلاء تسببوا ومن يقف معهم في خلق فوضى لا حدود لها في الكورنيش على ساحل مدينة الحديدة الجميل? إذ يغلقوا سواحل الكورنيش أمام المارة بالسيارات ويرددون: (يا تهامي ثور ثور!!) ويقوموا بإحراق اطارات السيارات واطلاق الأعيرة النارية الحية في كل الاتجاهات الى درجة توقف حركة السير.
ويبدأون غالبا?ٍ مساء?ٍ كل يوم بحسب ما شاهدته منذ مساء السبت الماضي? بمظاهرات? يرددون فيها شعارات تتسم بالدوي الفارغ من المضمون: (يا تهامي انت المظلوم الأول)!!
تتخللها أغان?ُ وأناشيد باللهجة التهامية تحرض على الثورة? استفسرت أحد قيادي المؤتمر في الحديدة? أكد لي على أن ما يردد بل ومن يقف خلف الحراك هم صبية يجهلون ألف باء العمل السياسي.. وأكد لي أنهم طلبوا من قيادة الفرع اصدار بيان وبحسب كلامه أصدروا لهم بيان وما يشبه المسودة وعند أن قرأ عليهم? طلبوا منه -أي محدثي- أن يظيف جملة: (عاشت تهامة حرة مستقلة)!!
قال محدثي لمن حوله: أنتم يا عيالي صبية وتجهلوا ما تتكلمون به? وأخشى غدا?ٍ أن تقولوا: (عاشت حارة اليمن حرة مستقلة).
وعرفنا من خلال لقاءاتنا أن من يقف خلف تحريك هذا الحراك? أناس عابثين وفاسدين على سنة ورمح من الشهرة في الفساد? ولكنهم يستغلون عوز الناس والفراغ القاتل الذي يعيشه الناس.
وفي كل الاحوال المشائخ ذوي النفوس ومواكب السيارات المتعددة? أغرقوا مدينة الحديدة بمرافقيهم وأغلب الهيلمانة يقصد بها البسط على الأراضي ونهب أراضي الناس? وبالذات البيضاء منها والطريف في الامر أن أجهزة الأمن بدلا?ٍ من حراسة الأمن العام والحفاظ عليه تحولوا الى تأجير أفراد الأمن وأطقمها لحراسة الأراضي والمحلات الكبرى? بمعدل خمسون ألف في اليوم على الطقم وأفراده? بحسب ما طلبه قائد فرع الشرطة العسكرية من مسئول فرع سيتي ماكس بالحديدة لدفع مليون وثلاثمائة وخمسون ألف ريال ايجار طقم لسيتي ماكس مدة سبعة وعشرون يوما?ٍ!! وهكذا بقية أطقم الأمن المركزي وسواهم مؤجرين على طول المدينة وعرضها!!
وأخطر ما حدث قتل اثنين من أفراد الأمن العام والشرطة العسكرية أحدهم من الجوف وآخر من المحويت? وهذه الواقعة التي جرت نهار الثلاثاء واحراق سياراتهم? ترتب عليها حضور قبائلهم من الجوف ومن المحويت? حاصروا المحافظة واحتلوا سطوح مدرسة الثورة الثانوية التي تقع الى الشمال الشرقي وأثاروا الرعب بين الناس وأوقفوا حركة السير جوار المحافظة على اثر اطلاق الأعيرة النارية.. وانتهت الامور بنصب خيام في باب المحافظة بقصد إحضار القتلة.. وهنا تكمن المشكلة عندما تتراجع صلاحية مسئول الدولة وأجهزتها.
وخلاصة الكلام? اعتقد أن أي أياد?ُ خفية تقف أمام صنع الاختلالات وإشعال نيران الفتنة وبأي ثمن? وانتشار السلاح وانعدام ضبط إيقاعه سبب رئيسي في خلق الفوضى.