السعودية تحاصر اليمن: توت?ر حدودي وترحيل عم?ال
يبدو أن السعودية ضاقت ذرعا?ٍ بالمواطنين اليمنيين سواء ممن يجاورنها على الحدود بين البلدين أو من يعملون في المملكة. وبين التوتر الحدودي المستجد والتضييق على الرعاة على الحدود? وبدء ترحيل العمالة اليمنية بحجة التغييرات في قانون العمل السعودي? تتعزز النقمة الشعبية ضد المملكة وسط اتهامات لها بمواصلة فصول اجهاض الثورة الشبابية
كلما حضرت الخلافات السعودية اليمنية وتساءل اليمنيون عن أسبابها? يعودون بأذهانهم إلى وصية مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود? عندما قال لأشقائه «ضعفكم من قوة اليمن وقوتكم في ضعف اليمن». وهو ضعف تسعى السعودية إلى ابقاء اليمن تحت وطأته. فتارة تقوم بقضم أراضيه وتارة?ٍ أخرى تضيق الخناق على سكان المناطق الحدودية أو على العمالة اليمنية داخل المملكة.
لكنها في الآونة الأخيرة? أقدمت على تطبيق جميع هذه السياسات في آن معا?ٍ? ما جعل البعض لا يستبعد وجود أسباب سياسية وراء هذه الاجراءات ووضعها في سياق استكمال المملكة لاجهاض ما تبقى من الثورة اليمنية.
ماذا يجري على الحدود?
وفقا?ٍ للمتوفر من معلومات? تتركز المشكلة في مديرية منبه? احدى مديريات محافظة صعدة? حيث توجد مناطق مشتركة بين القبائل السعودية واليمنية. وتفيد المعلومات بأن القوات السعودية? التي تعمل منذ 2003 على بناء جدار حدودي مع اليمن (يقدر طوله بـ1450 كيلومترا?ٍ) بذريعة الحد من التهديدات الأمنية ومعالجة مشكلة التسلل وتهريب السلاح والمخدرات إلى داخل المملكة? قامت بالصعود إلى جبل فذة? الذي يقع في المنطقة المشتركة المخصصة للرعي بين البلدين ويكشف عددا?ٍ من مديريات محافظة صعدة بالكامل? وقامت بطرد الرعيان ومصادرة بعض المواشي.
وعلى الأثر اندلعت مواجهات بين القبائل وحرس الحدود السعودي على ما يفيد المتحدث باسم الحوثيين? محمد عبد السلام. الأخير أوضح لـ«الأخبار» أن الأمر لا يشكل استهدافا?ٍ للحوثيين? الذين تنظر إليهم السعودية على أنهم ذراع خلفية لإيران يرابطون على حدودها? بل هو استهداف لسيادة اليمن? واستفزاز للناس وحد? لأرزاقهم? فضلا?ٍ عن انطوائه على مصادرة لأراض يمنية من غير حق. ولفت إلى أن السعودية بعد الحرب السادسة تسعى لتسريع بناء الجدار الحدودي? وهو ما يثير امتعاض الناس? وخصوصا?ٍ أنه أثر على حياة الناس? واصفا?ٍ الأمر بأنه عزل غير انساني.
لكن الأسوأ من وجهة نظره أن هذا الأمر يترافق هذه المرة مع اصدار السعودية قوانين تستهدف العمالة اليمنية? لتكون الحملة هذا المرة على الأرض والانسان? سواء على الحدود أو في الداخل السعودي? مطالبا?ٍ السعودية بالالتزام باتفاقية جد?ة لترسيم الحدود الموقعة في عام 2000? التي تنظم التواجد في المنطقة المشتركة.
ويرى عبد السلام أن الموقف الرسمي اليمني ضعيف وأدنى من أن يواجه انتهاك سيادة اليمن? والأخطر أنه يترافق مع محاولة تعتيم إعلامي على ما يحدث? مطالبا?ٍ الدولة بأن تقوم بدورها? ومذكرا?ٍ بأن السعودية تشتري المشائخ من أجل تمرير سياساتها في اليمن بما في ذلك انتهاك الأراضي وقضمها.
كما تحدث عن أهمية الاسناد الشعبي من خلال الخروج للتظاهر ضد هذه الإجراءات. مجال آخر للاعتراض يتحدث عنه عبد السلام يتمثل في مؤتمر الحوار الذي يشارك فيه الحوثي?ون. وأوضح أنه يجري التنسيق مع بقية القوى لطرح هذا الموضوع على جدول أعمال الحوار الوطني? لأن السيادة اليمنية وبناء الدولة موجودة في الأساس على لائحة المواضيع المطروحة.
لكن لا يبدو أن السعودية تشعر بقلق تجاه اي رد فعل يمني رسمي? ما دامت واثقة من أن رجالها في اليمن? الذين تخصص لهم رواتب تقدر بـ 16 مليون دولار شهريا?ٍ من قبل اللجنة الخاصة لوزارة الدفاع السعودية? سيدافعون عن سياساتها ضد بلادهم? سواء أكانت على شكل تعد?ُ حدودي أم في طرد للعمالة اليمنية على غرار ما يحدث منذ أيام.
العمالة اليمنية السعودية
يذكر اليمنيون جيدا?ٍ العام 1991 بوصفه واحدا?ٍ من أسوأ الأعوام? عندما اضطروا لدفع ثمن وقوف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى جانب الرئيس العراقي صدام حسين في غزوه للكويت? عندما قررت الدول الخليجية في حينه طرد العمالة اليمنية? ما أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة في اليمن.
اليوم يستعد اليمنيون لوضع شبيه. صحيح أن طرد العمالة يقتصر على السعودية? لكن حجم اليمنيين في المملكة? الذي يقدر بنحو مليونين? يشير إلى حجم المشكلة التي سيكون على اليمن مواجهتها? وخصوصا?ٍ أن التحويلات المالية للمغتربين تعد موردا?ٍ رئيسيا?ٍ لدخل الأسر اليمنية التي ترزح تحت وطأة اقتصاد متداع يجعل من الحصول على فرصة عمل في الخليج طموحا?ٍ لمئات آلاف اليمنيين. وهو ما يدفعهم إلى بيع جميع مدخراتهم وحتى مجوهرات عائلتهم للحصول على تأشيرة للعمل بما في ذلك في السعودية? أما من لا يملك القدرة على تحمل الكلفة العالية للحصول على فيزا للعمل فيلجأ إلى التسلل عبر الحدود.
وفي التفاصيل? يوضح المنسق القانوني لمنظمة الكرامة اليمنية? محمد المحمدي? لـ«الأخبار» أن هناك معلومات? ن