سعي مراكز القوى التقليدية إلى إفشال مؤتمر الحوار
إن ما حصل من أحداث دامية في مهرجان ذكرى عيد الجلوس في عدن ? وما تعرض له شباب الصمود من اعتداء وقتل همجي معتمد في نفس يوم انطلاق مؤتمر الحوار الذي يصادف تاريخ الذكرى الثانية لمجزرة الكرامة ? وعدم حضور رئيس حكومة ما يسمى بالوفاق عن حفل افتتاح مؤتمر الحوار كونه لا يدري ولا علم له بما حصل منذ بداية الفترة الانتقالية من انتهاكات مستمرة للطائرات الأمريكية بدون طيار ? أو انه لا يدري أن هناك مؤتمر للحوار أصلا?ٍ ? بالإضافة إلى انسحاب بعض قيادات الأخوان من مؤتمر الحوار لأسباب واهية لاسيما بعد انتهاء مهام اللجنة الفنية للحوار ? وكذا الاعتداء ألأجرامي والجبان التي تعرض له عضو مؤتمر الحوار عن جماعة أنصار الله ? يثبت بما لا يدع مجالا?ٍ للشك أن مراكز القوى التقليدية تسعى إلى إفشال مؤتمر الحوار وذلك لأن مخرجات الحوار لن تكون في صالحهم .
فهم يسعون إلى إفشال مؤتمر الحوار ? ولا يريدون حل?ٍ جاد ومعالجة حقيقية للقضية الجنوبيه ? من منطلق خوفهم على مصالحهم الشخصيه في الجنوب لاسيما وأنهم كانوا جزء من النظام الذي تسبب إلى ظهور القضية الجنوبيه ? وأصدروا الفتاوى بإباحة دماء أبناء الجنوب في حرب صيف 1994م ? وقبضوا ثمن ما قاموا به ? وبذلك فأن نجاح مؤتمر الحوار ومعالجة القضية الجنوبية سيهدد مصالحهم الشخصية ? لاسيما وأن تقرير هلال – باصره تضمن أسماء لأهم مراكز القيادات التقليدية التي تورطت في نهب الجنوب .
بالإضافة إلى أن مراكز القوى التقليدية تسعى إلى إفشال مؤتمر الحوار ولا تريد حل?ٍ جاد ومعالجة حقيقية لقضية صعده ? نظرا?ٍ إلى بديهيه أساسيه مفادها أن الجاني لا يمكن أبدا?ْ أن يعالج المجني عليه ? ويعتذر له ? باعتبار ان هذه القوى التقليدية قد شاركت في شنت ست حروب ظالمه وعبثيه
على صعده السلام والمناطق المجاورة لها وفقا?ٍ لأجندات خارجية تتناسب وأهواء تجار الحروب ومن باعوا أراضي الحدود ? وبذلك فأن نجاح مؤتمر الحوار ومعالجة قضية صعده سيعتبر بمثابة صفعه قويه لهذه القوى ? التي ستؤدي إلى إيقاف المخصصات المالية الشهرية لهم ? نظرا لعدم كفاءتهم في أداء المهام الموكلة لهم ? وفشلهم في الحرب على الروافض ( الذين يرفضون السياسة الصهيوامريكيه في المنطقة ).
وفي نفس السياق فأن مراكز القوى التقليدية تسعى إلى إفشال مؤتمر الحوار ولا تريد بناء دوله مدنيه حديثه لأنهم ما زالوا يراهنون على جناحهم العسكري الذي مازال يهيمن على العاصمة صنعاء وذلك للمحافظة على مصالحهم وتعزيز معادلة توازن الرعب بين شركائهم بالماضي خصماهم بالحاضر ? وكذا استخدام هذا الجناح العسكري كأداة قمع لمن يخالفهم في الرأي ? في ضل استمرار هذه القوى في تجنيد وتدريب أنصارها .
كما تسعى مراكز القوى التقليدية إلى إفشال مؤتمر الحوار لأنها لا تريد نظام انتخابي جديد وسجل للناخبين غير مزور ? وعلمهم علم اليقين أن موازين اللعبة السياسية قد تغيرت ? وأن قواعدهم الشعبية قد انخفضت ? لاسيما بعد بروز قوى سياسيه فاعلة أثبتت الفعاليات التي أقامتها إلى اتساع قواعدها الشعبية بشكل مستمر? التي ستؤدي إلى أحداث تغير ملحوظ في المعادلة السياسية في البلاد في حالة نجاح مؤتمر الحوار ? وتطبيق نظام انتخابي يضمن التمثيل الحقيقي لكل القوى والتنظيمات السياسية .
وهذه القوى التقليدية تسعى الى إفشال مؤتمر الحوار وذلك للإبقاء على الوضع الحالي ? وفرض سياسة الأمر الواقع والتمديد للرئيس هادي وحكومة ما يسمى بالوفاق بما يضمن لهم الاستمرار في الاحتفاظ بحصتهم التي منحتها إياهم المبادرة الخليجية ? واستمرار السطو على مرافق الدولة واستمرارا لتعيينات على أساس المحاصصه والمصالح الحزبية الضيقة ? حتى يصلوا إلى درجة تجعلهم قادرين على التعامل مع الأحداث بعقلية النظام السابق –الحالي في الإنفراد بالسلطة وإقصاء الآخرين ? بحيث من
يقدم نقطة نظام بعد ذلك ? يق?ْال له ” ال?ِي ما يعجبه يتفضل الباب مفتوح ” أو” يشرب من ماء البحر” .
ومن جهة أخرى فأن استمرار الوضع على ما هو عليه يضمن لهم عدم مشاركة القوى السياسية الفاعلة التي تم إقصائها في المشاركة في السلطة والحكم ? بالرغم من أنها مكون أساسي من المكونات الثورية ولديها قواعد شعبيه كبيره ? والذي شكل هاجسا?ٍ افزع هذه القوى ?فنجاح مؤتمر الحوار والخروج برؤية مشتركه لبناء دوله مدنيه حديثه وحكم رشيد سيؤدي إلى انخفاض تمثيلهم في لسلطه والحكومة باعتبار الوصول إلى السلطة والحكم هو الغاية التي يسعون إليها وليس بناء وطن .