التوتر الأمني يهدد بوقف مؤتمر الحوار الوطني في اليمن
يمثل الهاجس الأمني أبرز التحديات التي تقف أمام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تشارك فيه شخصيات قبلية وسياسية لديها ثارات قبلية? في ظل حالة الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد? في وقت طالبت فيه بعض الشخصيات القبلية بالسماح لها بحمل الأسلحة هي ومرافقوها مع كثرة انتشار النقاط الأمنية.
وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الحوادث الأمنية التي تشهدها العاصمة صنعاء تهدد بوقف انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في 18 مارس (آذار) الجاري في ضوء المبادرة الخليجية? في وقت توجه فيه الاتهامات إلى أطراف عديدة في الساحة اليمنية بالتورط في هذه الحوادث التي استهدفت بعض الشخصيات التي تنتمي لمحافظة صعدة ولا تنتمي إلى جماعة الحوثي وبعضها ينتمي إلى الجماعة? في إشارة إلى ما يعتمل في تلك المنطقة من تصنيفات سياسية? وخاصة أن موقف الحوثيين لم يكن بالقدر المتوقع من رد الفعل بشأن محاولة اغتيال أحد أعضائهم في مؤتمر الحوار الوطني.
وحول المخاطر الأمنية التي تحدث بمشاركة بعض الرموز القبلية في مؤتمر الحوار من الثأر القبلي أو الاستهداف السياسي? يؤكد الشيخ حسن مناع? محافظ محافظة صعدة السابق لـ«الشرق الأوسط»? أن حصول مثل هذه الأعمال «خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه أبناء اليمن للخروج بخير? فإنه يفترض على الجهات الأمنية زيادة جهودها وليس شرطا بالنقاط الأمنية ومضايقة المواطنين»? ويضيف: «أنا شخصيا كمسؤول سابق لا أقبل أن أقوم بمضايقة المواطن وكتم نفسه بنسبة 90 في المائة مقابل أن أعطيه 10 في المائة? هذا غير صحيح? ولدى وزارة الداخلية وسائلها لحفظ الأمن بدلا من التضييق على المواطنين ونشر تلك النقاط الأمنية? وهذه مقايضة غير عادلة».
ويشير مناع إلى أن «وزارة الداخلية والأمن القومي والأمن السياسي (المخابرات) وغيرها من الأجهزة الأمنية تتحمل المسؤولية فيما يتعرض له المواطن اليمني»? وكان مناع قد أجرى مقابلة مع «الشرق الأوسط» في 2 فبراير (شباط) 2010? والتي أدت إلى إقالته من منصبه كمحافظ لصعدة من قبل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح? وهي المقابلة التي انتقد فيها النظام السابق بسبب سجن شقيقه تاجر السلاح المعروف والذي هو الآن محافظ لمحافظة صعدة.
وفي السياق ذاته? يقول مسؤول يمني? رفض الكشف عن اسمه? لـ«الشرق الأوسط»? إنه «لا يستطيع أن يمشي إلا بسيارتين مدرعتين وأنا مضطر لفعل ذلك? وإن الدولة هي المسؤولة عن الوضع الأمني في البلاد? وهناك قضاء يمكن أن يحتكم الجميع إليه بعيدا عن لغة السلاح والعنف»? وأكد المسؤول اليمني أن الاحتياطات الأمنية مطلوبة وأن إجراءات الأجهزة الأمنية «ليست على المستوى المطلوب ونحن مستعدون للسير في الشارع راجلين إذا توفر الأمن فقط».
إلى ذلك? انتقلت عملية استهداف مصالح الكهرباء من محافظة مأرب ومنطقة نهم قرب صنعاء إلى منطقة آنس في محافظة ذمار القريبة من محافظة الحديدة? وبالتحديد خطوط نقل الكهرباء بين منطقتي بأجل (الحديدة) وآنس في ذمار.