رئيس الجمهورية: يدعو إلى الإسراع في إعادة هيكلة الجامعة العربية ومؤسساتها
قال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي إن مناخات الثورات والأزمات الشعبية والشبابية التي نعيشها منذ عامين في أكثر من بلد عربي تحتم علينا الوقوف أمامها لنراجع المواقف ونستوعب الدروس ونهيئ للمطالب المشروعة لشعوبنا.
وأكد هادي أن المبادرة?ْ الخليجية وآليتها التنفيذية هيأت لليمن واليمنيين الأجواء ليشارك الجميع?ْ رجالا?ٍ ونساء?ٍ وشبابا?ٍ وشابات?ُ وقوى سياسية واجتماعية في صياغة ملامح هذا المستقبل من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وقال في كلمته امام القمة العربية في الدوحة امس”إن مؤتمر الحوار يشكل نقطة تحول تاريخية في حياة اليمنيين? معبرا عن تفاؤله بما ستتمخض عنه من معالجات لقضايا حيوية وحساسة كالقضية الجنوبية التي يعتبر حلها مفتاحا?ٍ لحل القضايا الأخرى التي سيبحثها المؤتمر? وأزمة محافظة صعدة? وبناء الدولة الحديثة? وتحديد شكل نظام الحكم.
وأشار إلى أن صياغة الدستور الجديد للبلاد لابد وأن يعكس في نصوصه تطلعات ورغبة أبناء الشعب اليمني في التغيير وتوقهم إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة” ? موضحا أن اليمن وهي تواجه?ْ تحديات بناء الدولة تعمل دون هوادة في مقارعة الإرهاب بكل قوة وإصرار على اجتثاثه من كل الأرض اليمنية.
وعبر هادي عن ثقته التامة في أن الشعب اليمني سيفاجئ العالم من جديد بنموذج?ُ رائع وفريد لتحقيق الإصلاحات والتغيير المنشودين من خلال الحوار وسيبني دولة مدنية حديثة ينعم فيها كل??ْ اليمنيين بالحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وحث الجامعة العربية ومؤسساتها تطوير آليات عملها ومراجعة وإعادة صياغة ميثاق الجامعة في إطار المبادرات التي قدمت من عدد من الدول العربية من ضمنها الجمهورية اليمنية وبما يتلاءم مع جملة المتغيرات على الصعيدين الإقليمي والعالمي? وبما يجعل من الجامعة منظمة إقليمية فاعلة وقادرة على مواجهة التغييرات والتحديات على المستويين العربي والدولي.
وأستطرد قائلا :” ولأجل ذلك فنحن جميعا?ٍ بحاجة إلى توفر الإرادة السياسية العربية لتحقيق التغيير المطلوب في منظومة العمل العربي المشترك والإسراع في إعادة هيكلة الجامعة العربية ومؤسساتها ووضع توصيف وظيفي جديد لها وكذلك إجراء ترشيد للوظائف فيها? ولعل تقرير فريق الخبراء برئاسة الأخ الأخضر الإبراهيمي يكون البداية لإصلاح العمل العربي المشترك”.
وشدد هادي على أهمية البدء بالعمل السريع والجاد وفقا?ٍ لبرنامج زمني تنفيذي لقرارات مؤتمر القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في الرياض باعتبار ذلك المدخل الصحيح للتعاون والشراكة العربية وربط مصالحنا ببعضها البعض”.
وتطرق رئيس الجمهورية في كلمته الى القضية?ْ الفلسطينية .. مشدد في هذا الصدد أن هذه القضية كانت ومازالت القضية المركزية للعرب جميعا?ٍ وماتزال محورا?ٍ لنضالهم وعاملا?ٍ لتضامنهم ووحدتهم إلى أن يستعيد الشعب?ْ الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة.
وقال ” إننا في الجمهورية اليمنية نجدد التأكيد على وقوفنا وانحيازنا الكامل للحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني وغير القابلة للتصرف والانتقاص? ونطالب المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته ويعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الأطراف ذات الصلة”.
وناشد الرئيس الاشقاء الفلسطينيين إلى الإسراع في استكمال حواراتهم لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية والإنسان الفلسطيني وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في كل من القاهرة ومكة المكرمة والدوحة وإعادة اللحمة للبيت الفلسطيني ليتمكنوا من مخاطبة العالم بصوت واحد وباصطفاف وطني ثابت لتتحقق بوحدتهم وحدة?ْ الشعب الفلسطيني البطل الذي عانى الكثير من الويلات والملمات.
ورحب رئيس الجمهورية برئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب? ممثلا?ٍ للهيئة التنفيذية .. مؤكدا على أهمية العمل لما فيه مصلحة الشعب السوري وتلبية طموحاته ورغبته في التغيير من خلال الحل السلمي حفاظا?ٍ على وحدة سورية أرضا?ٍ وإنسانا?ٍ وعلى دورها القومي والإقليمي والدولي.