اليمــن يقــر بالعجـــز في حمايــة صنعــاء القديمــة
تصاعدت الأزمة بين الحكومة اليمنية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» التي هددت قبل أيام بشطب مدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي بسبب تزايد المخالفات في البناء وتردي مستوى صيانة المواقع الأثرية في المدينة التي تضم 106 مساجد و21 حماما?ٍ و6500 منزل يعود بناؤها إلى ما قبل القرن الحادي عشر.
وعزا رئيس الهيئة اليمنية العامة للحفاظ على المدن التاريخية ناجي ثوابة مخالفات البناء في المدينة القديمة التي كانت أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي عام 1986 إلى الوضع الاقتصادي الصعب لسكانها الذين يضطرون إلى توسعة منازلهم الأثرية بشكل عشوائي بسبب صعوبة الانتقال إلى مسكن آخر. كما عزا في تصريحات لـ «الاتحاد» تدني مستوى الصيانة الفنية للمنازل إلى شح الإمكانيات المادية للهيئة الحكومية للحفاظ على المدن التاريخية? قائلا?ٍ: «إن وزارة المالية اعتذرت عن منح الهيئة دعما?ٍ ماليا?ٍ لصيانة مواقع صنعاء القديمة المهددة بسبب موسم الأمطار المقبل»? لافتا?ٍ إلى أنه سيتم تغطية المنازل المهددة بسقوط الأمطار بأغطية بلاستيكية».
واتهم ثوابة «يونسكو» بالتقصير في دعم السلطات اليمنية ماليا?ٍ بموجب الاتفاقية المبرمة بينها وبين الحكومة. وأشار إلى أن الحكومة اليمنية وعبر الهيئة الحكومية للحفاظ على المدن التاريخية? خاطبت إحدى دول الخليج بشأن طلب المساعدة العاجلة لإنقاذ صنعاء القديمة من الخروج من قائمة التراث العالمي وتلقت بشائر خير بإمكانية دعمها.
وكانت «يونسكو?» وجهت تحذيرا?ٍ شديد اللهجة إلى الحكومة اليمنية لتردي حال المعالم التاريخية في صنعاء? القديمة? وفي مدينة زبيد? التراثية? نتيجة استمرار المخالفات والبناء العشوائي الذي أدى إلى تشويه كامل للتراث المعماري?. وطالبت المنظمة الحكومة اليمنية بتقديم تقرير شامل عن حالة صنعاء القديمة ومدينة زبيد وجهود إزالة المخالفات? وكل ما يهدد التراث الحضاري والإنساني هناك.
وسبق أن منحت «يونسكو» اليمن 4 فرص سابقة? دون أن تتخذ صنعاء أي إجراءات ميدانية عاجلة وملموسة لحماية التراث من زحف المباني الأسمنتية التي انتشرت بشكل كبير. وأعطت «يونسكو» السلطات اليمنية فرصة أخيرة تنتهي في يونيو المقبل موعد انعقاد الدورة الـ 37 للمنظمة. فيما قالت نائبة وزير الثقافة هدى أبلان إن تهديد «يونسكو» هو مساس بكل عمل ثقافي وتاريخي حظيت به صنعاء القديمة على مدار 30 عاما?ٍ.
(الاتحاد – وكالات)