اليمن على هامش مؤتمر الحوار الوطني: مصائب لو ص?ْبت على الإيام صرن لياليا?ٍ
نكتب هذه السطور مع انطلاقة مؤتمر الحوار الوطني اليمني في صنعاء والذي ينعقد بحضور أكثر من 560 مندوبا رغم العقبات التي هددت بفشل المؤتمر قبل بدايته وخاصة مقاطعة ممثلي الحراك الجنوبي وغياب بعض الشخصيات المهمة ومشاركة بعض الأشخاص ممن تلطخت أيديهم بدماء شباب الثورة وكان الأولى أن يكونوا وراء القضبان لا في قاعة المؤتمر. أمام المؤتمر رزمة واسعة من القضايا والتحديات الكبرى والمعقدة والخطيرة التي يواجهها اليمن والتي تعجز عن مواجهتها دول عظمى. نتمنى للمؤتمر النجاح ونضرع إلى الله أن يحمى اليمن? شعبا كريما ووطنا عزيزا وحضارة وتاريخا وموارد غنية. فوالله ما من عربي مخلص يدرس حالة اليمن هذه الأيام ويطلع على ما يعتريه من تحديات إلا وأصيب بالإحباط والخوف على هذه الجزء الأصيل والغالي من أمتنا العربية ولا بد إلا أن يتذكر قولا منسوبا للزهراء عليها السلام (مع أني أشك في صحة هذا النسب) تقول فيه ‘صبت علي? مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا’.
وسأمر في هذا المقال على بعض من المشاكل/المصائب التي يعاني منها اليمن والذي كان قد بدأ يتلمس أبواب التنمية والنهوض في منتصف السبعينات إلى إن تسلمه الشاويش علي عبدالله غير الصالح عام 1978 فلعب على الخلافات وقسم الناس فرقا ومجموعات وشيعا وطوائف وشجع التطرف ولعب على ورقة القاعدة ليبيع نفسه وسيادة اليمن للولايات المتحدة واستغل تمرد صعدة وتذمر القبائل والتدخل الخارجي ليثبت سلطته القاهرة ويسلم البلاد لأولاده ونسائبه وأقاربه لدرجة أنهم تقاتلوا فيما بينهم على الغنائم ونهبوا البلاد وأذلوا العباد وأوصلوا البلاد إلى حالة أقرب إلى ما يمكن أن يوصف بالدولة الفاشلة. وتقول التقارير الدقيقة إن الرئيس المخلوع وابنه أحمد? الذي أعده لوراثة البلاد على طريقة بشار وسيف الإسلام وجمال مبارك? قد كدسا ثروة تقدر بخمسة عشر مليار دولار لاغير. ولكن مصيبة المصائب هي كيف حول الوحدة الطوعية مع الجنوب إلى احتلال وقهر واغتصاب مسنودا بفتاوى عبد المجيد الزنداني وعبد الوهاب الديلمي اللذين حللا الجرائم التي ارتكبت ضد إخوة الدم والدين واللغة والتاريخ والجغرافيا وهو ما سأسهب فيه قليلا لأن بقاء اليمن موحدا مشروط بكيفية معالجة مقاطعات الجنوب ودرتها الغالية عدن والتي سميت الجنة على اسمها أو العكس والتي تهدد بالانفصال وهو ما لا نتمناه ولا نريده لليمن ولكن لا بد من حل جذري لمشكلة الوحدة يصون الكرامة ويساوي في المعاملة ويعزز المواطنة ويفتح الفرص ويساوي بين الناس جميعا.
القضايا المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني
سنتعرض لرزمة صغيرة من المشاكل الرئيسية والتحديات الكبرى? وما أكثرها? التي يواجهها اليمن حاليا والتي ستكون محور النقاش في مؤتمر الحوار الوطني. وبالتأكيد لا أريد أن أتأستـذ على أبناء اليمن المخلصين الطيبين فهم أدرى مني بشعاب اليمن وتفاصيل ما يجري بعد سنتين من الثورة الشعبية المباركة? ولكني أعتبر أن مسؤولية كل كاتب ومثقف ومفكر وناشط وملتزم أن يدلي بدلوه في كل التحديات التي تواجه هذا الوطن العربي الغالي على القلب والذي تربينا على حبه أطفالا واخترناه هوية وأيدولوجية كبارا ونريد أن نساهم في درء الأخطار عنه كهولا?
– مشكلة الرئيس المخلوع وابنه أحمد
وتتلخص هذه المسألة بسيطرة أحمد على الحرس الجمهوري المكون من 37 لواء والذي يزيد عددا عن قوات الجيش الرسمي ويملك أفضل أنواع السلاح المتطور وخاصة ترسانات الصواريخ الحديثة. يرفض أحمد أن يسلم السلطة أو يتنازل عن الحرس الجمهوري أو يندمج في الجيش بحجة حماية الوطن ولا نعرف هل هو حقا يحمي الوطن أم يدافع عن مصالحه ومصالح والده وأقاربه وأنصاره. أما الرئيس المخلوع والذي يتشدق بالحصانة التي منحوه إياها شيوخ الخليج فما زال يعبث في البلاد ويأمر وينهى ويصر على رئاسة حزب المؤتمر وحاول أن يترأس مؤتمر الحوار الوطني. وقد أنشأ محطة فضائية إسمها اليمن اليوم وجريدة يومية ومواقع شبكية ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة. علي عبد الله صالح ما زال يعيش حالة من الإنكار الذاتي بأنه لم يعد رئيسا لليمن بينما يرفع نجله أحمد سيفا مسلطا على أية سلطة تريد أن تزحزحه عن منصب لم يأخذه عن استحقاق أو تراض بين القوى. إذن لا بد لمؤتمر الحوار أن يحسم موضوع هيمنة أحمد علي صالح على الحرس الجمهوري وموضوع الدور التخريبي الذي ما زال يلعبه والده المخلوع ويخيره بين أمرين إما مغادرة البلاد أو رفع الحصانة عنه وتقديمه لمحكمة جنائية لما ارتكبه من جرائم ضد الشعب اليمني بكافة أطيافه ومكوناته.
– الحراك الحوثي
كما سيقوم المؤتمر ببحت مشكلة الحراك الحوثي في منطقة صعدة والتي بدأت في حزيران (يونيو) عام 2004 عندما قاد حسين بدرالدين الحوثي? زعيم الشيعة الزيدية المعتدلة? إنتفاضة ضد الحكومة المركزية نتيجة الإهمال والتهميش والتمييز. وكانت انتفاضة مطلبية لا أحد يفكر أو يدعو للانفصال? لكن التعامل مع الحراك بالقوة? كما قرر صالح بتشجيع من دول الجوار? أدى إلى تفاقم المشكلة